الدكتور عيسى محمد العميري – كاتب كويتي
تأتي زيارة الرئيس اللبناني لدولة الكويت تلبية لدعوة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، انطلاقا من حرص دولة الكويت على تعزيز العلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الشقيقة وبحث سبل تطويرها على الأصعدة كافة.
تشكل الزيارة أهمية كبيرة على صعيد العلاقات الراسخة بين البلدين وتضيف بعدا مهما على صعيد تعزيزها، حيث بدأت العلاقات بين البلدين منذ عقود ماضية، فلطالما كانت دولة الكويت مساندة وداعمة للجمهورية اللبنانية على مدى التاريخ الطويل من العلاقات المشتركة، ولطالما كانت الجمهورية اللبنانية مساندة مع الحقوق الكويتية وخاصة إبان الغزو الصدامي في تسعينات القرن الماضي.
كما كان للكويت موقف مُشرف إبان الحرب اللبنانية، والذي ظهر في عضويتها في لجان إيقاف الحرب اللبنانية، كما كان للكويت أيضاً جهود غير عادية في المساهمة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في الوطن الواحد، وساهمت الكويت مع أشقائها من الدول العربية والمجتمع الدولي في وقف الحرب الأهلية، والمساهمة بجهود إعادة الإعمار في لبنان.
وبالعودة إلى زيارة الرئيس اللبناني للكويت، نجد أن تلك الزيارة تأتي في ظل ظروف متغيرة مهمة في لبنان وفق المتغيرات الإقليمية المستجدة وظروف وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي عليها، حيث يتوقع للزيارة أن تؤسس لعودة السياحة الكويتية إلى لبنان في هذا الصيف.
وتأتي زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون كأول زيارة له لدولة الكويت بعد فوزه بالرئاسة اللبنانية، والتي يؤمل من خلالها أن تعزز العلاقات التاريخية المشتركة وتؤسس لمرحلة جديدة ودعم ومساندة مشتركة.
ومما لا شك فيه أن الزيارة سوف يكون لها أبعاد مهمة على صعيد العلاقات المستقبلية، وتسهم في دعم الموقف الاقتصادي للبنان في ظل الأوضاع الاقتصادية الغير جيدة لتي تمر بها لبنان، والتي تتطلب بذل كل الجهود ليقف لبنان على قدميه.
وفي الختام، فإن التطلعات الشعبية في الدولتين الشقيقتين هي أمنيات مهمة تتطلب التحقيق في المستقبل القادم من الأيام، وأن تسهم في تحسين الأوضاع في لبنان تحديداً، والله ولي التوفيق.