كشفت دراسة علمية جديدة أن نسبة ما رصدته البشرية بصريًا من قاع المحيطات العميقة لا تتجاوز 0.001% فقط، رغم أن هذه المنطقة تُغطي نحو ثلثي سطح الأرض، ما يُبرز مدى الجهل الذي لا يزال يحيط بأكبر أنظمة كوكبنا البيئية.
الدراسة، التي نُشرت في 7 مايو بمجلة Science Advances، اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 43 ألف غوصة بحرية مزوّدة بتقنيات التصوير البصري مثل الغواصات المأهولة والمركبات ذاتية التشغيل.
وقدّرت المساحات التي تمت مشاهدتها بصريًا بين 2,129 و3,823 كيلومترًا مربعًا، وهي مساحة تعادل تقريبًا ولاية رود آيلاند الأميركية.
ورغم أن عمليات الاستكشاف بدأت منذ 1958، إلا أن هذا الكم الضئيل الذي تم استكشافه يسلّط الضوء على فجوة معرفية خطيرة، خصوصًا مع ازدياد التهديدات التي تواجه أعماق البحار، بما في ذلك تغيّر المناخ والتعدين البحري والاستغلال التجاري.
كاتي كروف بيل، رئيسة مؤسسة Ocean Discovery League والمؤلفة الرئيسية للدراسة قالت: “إن غياب البيانات الشاملة عن بيئة المحيطات العميقة يُعقّد من مهمة اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إدارة الموارد وحمايتها”.
وأكدت أن معظم جهود الاستكشاف تركزت في مناطق جغرافية محددة، إذ أجريت 97% من الغوصات من قبل خمس دول فقط: الولايات المتحدة، اليابان، نيوزيلندا، فرنسا، وألمانيا، وتركزت 65% منها قرب سواحل هذه الدول.
وأضافت الدراسة أن هناك تحيزًا واضحًا نحو استكشاف تضاريس معينة مثل الأخاديد البحرية والجبال تحت الماء، مقابل إهمال مناطق شاسعة مثل السهول السحيقة.
وأشارت إلى أنه لو طبقنا ذات نسبة الاستكشاف على اليابسة، فستكون كمراقبة مساحة تعادل مدينة هيوستن فقط، لتقييم كافة النظم البيئية الأرضية.
وتبرز هذه النتائج الحاجة إلى توسيع الجهود العلمية الدولية، وفتح بيانات الشركات الخاصة العاملة في أعماق البحار، لتحقيق فهم أشمل لهذا النظام البيئي الهائل الذي لا يزال غامضًا إلى حد كبير.