خاص – الوئام
في خطوة تعكس تحولات عميقة في موازين القوة العالمية، أعلنت المملكة العربية السعودية عن استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وذلك خلال زيارة رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الرياض.
الإعلان، الذي جاء وسط أجواء احتفالية، يشير إلى صعود جيل جديد من التحالفات الاقتصادية والأمنية التي تتجاوز الحسابات التقليدية في السياسة الدولية.
استثمارات سعودية تاريخية
خلال مؤتمر الاستثمار في الرياض، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن السعودية ستضخ 600 مليار دولار في سلسلة من المشاريع الأمريكية، تشمل الدفاع والتكنولوجيا والطاقة.
ويعد هذا الإعلان الأكبر من نوعه في تاريخ العلاقات الثنائية، ويؤكد على رغبة الرياض وواشنطن في بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد قائمة على المصالح الاقتصادية والتكامل الأمني. وفق ما نشرت شبكة cnbc الأمريكية.
صفقة دفاعية
من أبرز مخرجات الزيارة توقيع اتفاق دفاعي ضخم تبلغ قيمته 142 مليار دولار، تشمل تزويد السعودية بأحدث التقنيات والمعدات العسكرية من أكثر من 12 شركة أمريكية.
وتفوق هذه الصفقة، التي لم يُعلن بعد عن موعد تنفيذها النهائي، ميزانية السعودية الدفاعية لعام 2025، والمقدرة بـ78 مليار دولار، مما يعكس تحولاً لافتًا في ميزان التسلح الإقليمي.
شراكة بقيمة تريليون دولار
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال كلمته في المنتدى الاستثماري، إن الهدف من هذه الاتفاقيات هو رفع مستوى الشراكة السعودية الأمريكية إلى تريليون دولار، تشمل قطاعات الأمن، والاقتصاد، والتكنولوجيا.
وهذه الرؤية تأتي ضمن استراتيجية المملكة لتحويل شراكاتها التقليدية إلى علاقات متطورة تشمل الابتكار والتصنيع ونقل التكنولوجيا.
استثمارات تكنولوجية غير مسبوقة
من بين الصفقات التي أُعلن عنها، التزام شركة DataVolt السعودية بضخ 20 مليار دولار في بناء مراكز بيانات متخصصة بالذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة.
كما تعهدت شركات عالمية كبرى مثل جوجل، أوراكل، سيلزفورس، إيه إم دي وأوبر باستثمار إجمالي قدره 80 مليار دولار في مشاريع تقنية موزعة بين السعودية والولايات المتحدة، ما يعزز من التكامل التكنولوجي بين البلدين.
رفع العقوبات عن سوريا
في مفارقة لافتة، أعلن ترمب خلال المؤتمر عزمه إصدار أمر برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، في محاولة، على حد تعبيره، “لإعطاءها فرصة للنهضة العظيمة”.
ويعد هذا التحول المفاجئ مؤشرًا على إمكانية إعادة فتح قنوات دبلوماسية في ملفات ظلت مجمدة لفترة طويلة.
رؤية 2030 والتحالف مع ترمب
ووفق ما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فإن التحالف مع ترمب يبدو جيدا من وجهة نظر سعودية فهو شريك عملي لا يطرح شروطًا سياسية قاسية، ويمنح الرياض ما تحتاجه من تغطية سياسية وتكنولوجية في عالم يتجه بسرعة نحو التحوّل الرقمي. فلا تقتصر طموحات السعودية على المال أو الاستثمار، بل تمتد إلى الهيمنة التكنولوجية. فهي تسعى إلى النفوذ في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، يدرك ترمب أن تحرير صادرات الرقاقات والتكنولوجيا المتقدمة إلى دول الخليج، بعد تقييدها في عهد بايدن، يمكن أن يفتح أبوابًا استثمارية واسعة، ويحول الخليج إلى شريك تقني.
علامة فارقة في مسار العلاقة الثنائية
زيارة ترمب ليست مجرد مشهد سياسي، بل علامة فارقة في مسار العلاقة الثنائية. إنها بداية لتحالف استثماري أمني جديد، قد يغيّر وجه الخليج والولايات المتحدة على حد سواء.
فقد أصبحت المملكة العربية السعودية هي القوة الأكثر تأثيرًا في العالم العربي. ومع عودة إدارة دونالد ترمب إلى واشنطن، يمكن للسعودية والولايات المتحدة تعزيز شراكتهما لاحتواء تهديدات زعزعة الاستقرار ، مما قد يغير موازين القوى في المنطقة لعقود قادمة.