الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي
مما لاشك فيه القول بأن القمة الأخيرة التي جمعت دول الخليج وأمريكا، والتي انعقدت في الرياض قد تمخض عنها الكثير من المكاسب وتحقيق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. وقد كانت قمة بامتياز، بل وتكاد تكون من أنجح القمم، وذلك بالنظر لما حققته من نتائج إيجابية جمة وبما يخدم شعوب المنطقة تحديداً، كما وتخدم المركز الاقتصادي لدول الخليج خلال السنوات القليلة القادمة ومستقبلها لفترة الأجيال القادمة. فمن جانب أن كلمة صاحب السمو أمير دولة الكويت تضمنت نقاطاً مهمة على صعيد تعزيز الشراكة والتطلع لاطلاق المبادرات المشتركة في الاستثمار بالبنى التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وزيادة حجم الاستثمار مع الولايات المتحدة الأمريكية. ومن جانب آخر نجد بأن الميزانيات المرصودة من قبل دول الخليج هي بلا شك تصب في الطريق الذي يخدم اقتصاداتها بالدرجة الأولى، فهي تؤسس لمستقبل على درجة كبيرة من الأهمية في العديد من المجالات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وغيرها من المشاريع التي تتطلبها المرحلة المقبلة من عمر دول الخليج العربي ككل. فهي بحاجة إليها للانطلاق الى المستقبل القادم، كما تتمثل أهميتها أيضاً في أنها تؤسس لموقف اقتصادي مهم على طريق تطوير وتعزيز التنمية والاستفادة من خبرات الولايات المتحدة الأمريكية على صعيد بناء الدول. كما أن من ضمن ماتتضمنه تلك الاتفاقيات وعلى سبيل المثال تطوير أسطول الطائرات الجوية في دولة قطر من خلال الصفقة التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة، وهي خطوة جبارة ولاشك ويتم تطبيقها على مدى السنوات القادمة لتعزيز أداء رحلات الطيران فيها. وذلك وفق أحدث الطائرات المصنعة وتواكب المرحلة القادمة. هذا بالإضافة لذلك نقول بأن تحديث الصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية هي غاية مهمة تشملها تلك الاتفاقيات الموقعة معها. كما أن اتفاقيات دولة الامارات العربية المتحدة الموقعة مع الولايات المتحدة الامريكية والتي تتضمن بناء أكبر قاعدة للذكاء الاصطناعي خارج نطاق الولايات المتحدة بمبلغ يزيد عن تريليون دولار وخلال مدة عشر سنوات هو أمر غير مسبوق على صعيد العالم بأكمله، وتمثل حاجة مهمة لدولة الامارات العربية المتحدة. وبناء عليه نقول بأن تلك الاتفاقيات الموقعة خلال تلك القمة الخليجية الأمريكية وماتلاها من زيارات الرئيس الأمريكي، سوف تسهم وبشكل كبير في تعزيز الموقف الاقتصادي في منطقة الخليج العربي، ومشاريع التنمية فيها لن تقوم بالشكل الصحيح إلاّ من خلال اتفاقيات من هذا النوع تتطلبها المنطقة بشكل ملح خلال المرحلة القادمة على مستوى المنطقة والعالم أيضاً فشكرا لقادة الخليج على جهودهم لتوفير أفضل سبل الموقف الاقتصادي لدولهم خلال المستقبل القادم. والله ولي التوفيق.