رغم أنوف الحاسدين

نعم ستبقى بإذن الله بلادنا منبع للأمن والإيمان رغم أنوف الحاسدين ففي ظل جهود الدولة حرسها الله في المحافظة على أفكار الشباب واحتوائهم وماتقدمه من خلال الأجهزة الحكومية والمؤسسات الدعوية والإجتماعية لكافة أفراد المجتمع فهي دليل على حرصها على استتباب الأمن حتى ينعم برغد العيش جميع المواطنين بعد توفيق الله سبحانه ثم بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره على طاعته وولي عهده الأمين ساعده الأيمن الأمير محمد بن سلمان حفظه ربي وبارك في مساعيه، ورجالهم المخلصين.

علاوة على ماحباه الله لهذه البلاد المباركة من كونها حاضنة للحرمين الشريفين وقبلة للمسلمين ومنبع لمنهج أهل السنة والجماعة وحاملة على عاتقها خدمتهم في أسقاع المعمورة ، وناصرة لقضاياهم وداعمة لاحتياجاتهم.فلا غرابة في حفظ الله لها ودفاعه سبحانه عن عباده المؤمنين فيها ، فكلما أوقد أعداؤها ناراً للحرب أطفأها الله.

وإن المتأمل والمتابع للأحداث يجد أن الأعداء لا شغل لهم إلا الإضرار بهذه الدولة وممتلكاتها والنيل منها، وإن المشاهد لتلك الوقائع ليجد مايلفت انتباهه ويثير دهشته حينما يرى بعض من تفيئ ظلال هذا الوطن ونعم بخيراته وعاش سنينه الطوال وهو يعلم علم اليقين أنه لا بلد يطبق شرع الله أفضل من هذه البلاد المباركة، فكان دمية في يد أعداء الدين وألعوبة تستغل لمحاولة تدمير هذا البلد.

ولقد تأملت كثيراً ويسر الله لي كتابة مقالات حرصت فيها على تسليط الضوء على منهج الخوارج والتحذير منه وفضل بلادنا وولاة أمرها الميامين، ومكانتها الإسلامية، وجهود رجال أمننا البواسل.

وإن العاقل المنصف حينما يقرأ ما أتكلم عنه في مقدمتي التي استفتحت بها ليخرج بقليل من كثير ولعل من أهم ذلك:
1 - حفظ الله لمن أقام الصلاة ودورها ونشر الخير فيها وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فلقد جاء في محكم التنزيل قول الحق سبحانه " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتو الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر".

2 - دعوة نبينا إبراهيم عليه السلام لهذه البلاد المباركة كما في قوله تعالى (( رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر)).

3 - تسخير كافة الإمكانات وتذليل الصعاب فهو دليل واضح وبيان قاطع على منهج ولاة الأمر أيدهم الله من عهد الإمام محمد بن سعود ثم عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناءه البررة رحمهم الله إلى عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله وما يتجلى من صفاتهم من محبتهم لأهل العلم ، وخدمة الإسلام ، والقرآن ، ونشر الفضيلة ، ومحاربة الرذيلة وتحكيم كتاب الله.

4 - يتبين لنا أن الخوارج من الخارجين عن جادة الصواب وعن سبيل الله سبحانه وتعالى فليست وليدة اليوم ولا حديث الساعة ، فلقد ظهروا في عهد النبوة في زمن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما أنكر ذو الخويصرة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إعدل يا محمد فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :" يخرج من ضئضئ هذا أقوام تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا كان هذا حالهم مع أكمل الخلق وخير من عاش على الأرض فلا غرابة فيما نجده منهم اليوم.

5 - حرمة الدم المعصوم وشناعة الإقدام على قتل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة بل من الدنيا مجتمعة لقوله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا.

ختاماً أسأل الله أن يحفظ ولي أمرنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان من كل سوء ومكروه، كما أسأله أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وعدوان المعتدين، إنه سميع مجيب.