أبرز ملامح الجولة الثانية بكأس آسيا 2019

رغم حالة الحذر الذي سيطرت على أداء العديد من المنتخبات خشية المفاجآت، والخروج من دائرة المنافسة على بطاقات التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) ببطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات، شهدت الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات حصيلة رائعة من الانتصارات والأهداف، أملاً في المنافسة بقوة على التأهل.

12 انتصاراً و30 هدفاً، بزوغ صيني وصدمة عمانية، هكذا يمكن تلخيص الجولة الثانية من مباريات الدور الأول بالنسخة السابعة عشر لبطولة كأس آسيا.

وللجولة الثانية على التوالي، ودعت البطولة مدرباً أجنبياً حزم حقائبه مبكراً حتى قبل انتهاء فعاليات الدور الأول، إذ أقال المنتخب السوري مديره الفني الألماني بيرند شتانغه، مثلما حدث من المنتخب التايلاندي تجاه مديره الفني الصربي ميلوفان راييفاتش عقب الخسارة الثقيلة 1-4 أمام الهند في الجولة الأولى.

وكان المستوى الجيد للعديد من المنتخبات في الجولة الأولى والكفاح، الذي أظهرته الفرق الجديدة في مشاركاتها الأولى أو الثانية في البطولة الأسيوية، إضافة للمفاجآت التي شهدتها الجولة الأولى من مباريات دور المجموعات، كلها أسباب دفعت الفرق إلى رفع الراية السوداء في مواجهة التعادلات، إذ بحثت معظم الفرق عن الانتصارات في ظل رغبتها في الحسم المبكر وعدم الانتظار للجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة.

وأسفر هذا عن حسم عشر بطاقات تأهل للدور الثاني لتتبقى ست بطاقات فقط لم تحسم في الجولة الثانية.

وفيما ضمنت عشرة منتخبات تأهلها لدور الستة عشر بغض النظر عن نتائج الجولة الأخيرة، لم يخرج أي فريق حتى الآن من البطولة رسمياً، في انتظار ما ستسفر عنه مباريات الجولة الثالثة ما يمثل مؤشراً جديداً على نجاح فكرة الاتحاد الآسيوي في زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخباً بداية من هذه النسخة.

وعلى مدار 12 مباراة أقيمت في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات، تحقق الفوز في 12 مباراة مقابل عشرة انتصارات وتعادلين في الجولة الأولى.

وعلى عكس بعض الانتقادات التي وجهت مبكراً إلى قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة، بداعي أن هذا قد يضعف مستواها، رغم نجاح التجربة على مستوى كأس الأمم الأوروبية في 2016، والتي كشفت النقاب عن منتخبات قوية مثل المنتخبين الآيسلندي والويلزي، كانت الإشادة قوية بمستوى معظم مباريات الجولتين الأولى والثانية والتي ظهرت فيها الندية والتكافؤ في المستوى.

ويتضح من مستوى الأداء ونتائج المباريات أن الفوارق بين المنتخبات العملاقة في القارة الأسيوية لم تعد كبيرة كما كان في الماضي.

وشهدت أكثر من مباراة دليلاً دامغاً على هذا، إذ كان المتوقع أن تكون هذه المباريات محسومة تماماً، ولكنها شهدت صراعاً قوياً على نقاط الفوز، ويأتي في مقدمتها المباراة بين منتخبي كوريا الجنوبية وقيرغيزستان في المجموعة الثالثة، والتي انتهت بفوز صعب 1-0 للمنتخب الكوري العملاق والفائز بلقب البطولة مرتين سابقتين.

ولم يتحقق الفوز على منتخب قيرغيزستان، الذي يخوض البطولة للمرة الأولى، إلا من خلال هدف مثلما حدث مع المنتخب الفلبيني في الجولة الأولى، عندما أحرج النمر الكوري وخسر 0-1.

وشهدت المجموعة السادسة ما يشبه هذا السيناريو، وذلك خلال مباراة منتخبي اليابان وعمان، والتي كانت شاهداً على خطأ تحكيمي مزدوج وفادح، إذ حقق المنتخب الياباني الفوز بهدف نظيف من ركلة جزاء غير صحيحة، فيما لم يحتسب الحكم بعدها ضربة جزاء صحيحة تماماً للمنتخب العماني.

وتوج المنتخب الأردني انطلاقته القوية والمفاجأة التي حققها في الجولة الأولى عندما انتزع فوزاً غالياً 1-0 على نظيره الأسترالي، وكان الفريق أول المتأهلين للدور الثاني بعد الفوز على سوريا.

ورغم التقارب في المستوى بين الفريقين المتنافسين في أكثر من مباراة، شهدت مباريات الجولة الثانية حصيلة جيدة من الأهداف، إذ بلغ عدد الأهداف المسجلة 30 هدفاً بمتوسط تسجيل بلغ 5ر2 هدف في المباراة الواحدة مقابل 36 هدفاً في مباريات الجولة الأولى بمتوسط تهديف بلغ ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة.

ولكن ارتفاع متوسط التهديف في الجولة الثانية من النسخة الحالية لا يمكن ترجمته على أنه انعكاس لفارق كبير في المستوى، إذ انتهت ثلاث مباريات بفوز أحد الفريقين بفارق هدف واحد وأربع مباريات بفوز أحد الفريقين بفارق هدفين.

وبمجرد انتهاء مباراة المنتخبين العراقي واليمني السبت الماضي بفوز المنتخب العراقي 3-0 في إطار الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة، حجز المنتخب الإماراتي أولى بطاقات التأهل من المجموعة الأولى إلى الدور الثاني رغم اقتصار رصيده على أربع نقاط فقط من مباراتين.

وجاء فوز المنتخب العراقي ليحسم الموقف كثيراً بالنسبة لمعيار التأهل الآمن بعيداً عن الحسابات المعقدة، إذ يتأهل أي منتخب يصل للنقطة الرابعة بغض النظر عن أي نتائج أخرى في باقي المجموعات.

ويقضي نظام البطولة في النسخة الحالية بتأهل صاحبي المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور الثاني مباشرة، فيما يرافقهم إلى الدور الثاني أفضل أربعة منتخبات من بين المنتخبات التي احتلت المركز الثالث في المجموعات الست.

ومع عدم حصول صاحبي المركزين الثالث والرابع في أكثر من مجموعة على أي نقطة، ومن ثم لا يمكن أن يزيد رصيد أي منهم في الجولة الثالثة الأخيرة عن ثلاث نقاط على أقصى تقدير، تأكد تأهل أي منتخب في المجموعات الأربع الأخرى يصل للنقطة الرابعة وهو ما يمنح الأمل لمنتخبات لم تحرز في مباراتيها السابقتين سوى نقطة واحدة.

ولكن التأهل عبر المركز الثالث لن يكون قاصراً على الفرق التي تحصل على أربع نقاط فحسب، وإنما قد يصبح أي فريق بحاجة لرصيد أقل من أجل التأهل، طبقاً لما يحدث في باقي المجموعات، إذ يدخل أصحاب الرصيد الأقل من أربع نقاط في مقارنة مع أصحاب المركز الثالث في كل من المجموعات الأخرى.

وشهدت البطولة حتى الآن خسارة عدد من الفرق لكل من المباراتين اللتين خاضهما في الجولتين الأولى والثانية، ما يعني أن معظم أصحاب المركز الثالث سيقل رصيدهم عن النقاط الأربعة لتشتعل الحسابات فيما بينهم على بطاقات التأهل.