20 ألف سوداني يشاركون في تشييع “مهندس” أم درمان ويطالبون بتنحي البشير

شيع أكثر من 20 ألف مواطن سوداني، الشاب عمر النمير، وهو طالب هندسة في جامعة السودان الفاتح، مساء أول من أمس متأثراً برصاصة أطلقت على رأسه أثناء مشاركته في "موكب الشهداء" بحي بري شرق الخرطوم.

وتحول موكب التشيع إلى مظاهرة احتجاجية ضخمة، انضم إليها  مجموعات كبيرة، تحركت بعد انتهاء مراسم الدفن إلى منزل أسرة القتيل. وردّد الحشد هتافات حمّلت السلطات مسؤولية مقتله، وأخرى تطالب بالقصاص، إضافة إلى الهتافات المعتادة المطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.

وفي سياق متصل، شدهت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى ليلة حافلة بالاحتجاجات والهتاف، استجابة لدعوات تجمع المهنيين السودانيين إلى إقامة مظاهرات ليلية في شرق الخرطوم "الحاج يوسف"، وغرب أم درمان "أم بدة"، واستمرار مظاهرات مدينة الثورة عند عزاء النمير.

وقال شهود إن السلطات حشدت مئات الجنود المدججين بالسلاح والمدنيين الملثمين على سيارات نصف النقل إلى المناطق التي تم تحديدها للتظاهر.

ونقل متحدث باسم التجمع أن احتجاجات ليلية عنيفة اندلعت في منطقة أم بدة، غربي أم درمان، وهي منطقة تعد الأعلى كثافة سكانية بين مناطق ومدن العاصمة الخرطوم، في حين شهدت منطقة الحاج يوسف، شرقي الخرطوم، هي الأخرى، مظاهرات ليلية بدأت في الوقت الذي حدده برنامج المظاهرات اليومية.

من جانبه، قال صلاح عبد الله غوش، رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن موجة الاحتجاجات التي تشهدها مدن كثيرة في البلاد بدأت في التراجع، وكرر اتهام "مندسين" وسط المتظاهرين بتنفيذ عمليات القتل.

ونقل موقع "سودان تريبيون"، ليلة أول من أمس عن غوش قوله إن "الشعب، رغم غضبه على الحكومة، فإنه لم ينخرط في المظاهرات، واكتفى بالتفرج"، مشيراً إلى أن الأمن استطاع "توثيق كل المظاهرات، ونعرف حجم كل واحدة منها، وصور المتظاهرين". وقال إن "أكبر الاحتجاجات لم يتجاوز المشاركون فيه 2500 متظاهر"، لافتاً إلى أنها "تتراجع".

من جهة أخرى، ذكر الإعلام الرسمي السوداني، أمس، أن البشير غادر الخرطوم إلى قطر في زيارة تستمر يومين، وذلك في أول رحلة إلى الخارج منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه.

ومن المقرر أن يلتقي البشير كبار المسؤولين في قطر، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، التي قالت إنه سيناقش مع المسؤولين في الدوحة "جهود السلام في دارفور"، الإقليم الواقع في غرب السودان، حيث اندلع نزاع ين القوات الحكومية ومتمردين من أقليات إثنية.

ودخلت احتجاجات السودان أسبوعها الخامس، وتطورت مطالب المتظاهرين الاقتصادية إلى رفع شعارات تطالب بإسقاط نظام الحكم في البلاد، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية، وقمع حرية التعبير عن الرأي، وتجاهل السلطة لمطالب الشعب.

فيما يتجاهل المجتمع الدولي تطورات الأحداث في السودان، ويغض الطرف عن ارتفاع أعداد ضحايا المظاهرات، وكذلك عن سوء الأحوال المعيشية، في ظل تمسك الرئيس السوداني بالسلطة، واتهام المعارضين له بالتآمر والخيانة.