معلم تبوك الشجاع يروي لـ”الوئام” تفاصيل “الإنقاذ الشهير”: ليست المرة الأولى

طالما أثارت أعمال الإنقاذ جدلا لما تحمله من مواقف إنسانية مؤثرة يكون عادة أبطالها من المسؤولين في وحدات الدفاع المدني والإسعاف، لكن آخر عملية إنقاذ كانت مختلفة، هذه المرة لم يكن البطل سوى مواطن وحيد.
في مقطع فيديو انتشر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي وحصد آلاف المشاهدات بعد أيام فقط من نشره. ولا يزال عداد المشاهدات في تزايد، يظهر مواطن يقتحم سيلا في منطقة تبوك لإنقاذ أسرة عالقة من 11 فردا.
المعلم ماجد عبدالله العطوي قرر المغامرة دون حساب للعاقبة بعد أن احتجزت السيول التي ضربت تبوك الأسبوع الماضي العائلة وأغلقت الطرقات المؤدية لبعض المحافظات.
"رضيعة لا تتجاوز الشهرين أول شيء شجعني على الدخول إلى المياه"، يبدأ المعلم ماجد العطوي حديثة لـ"الوئام"، واصفًا المشهد، الذي استمر لأكثر من 3 ساعات، موضحًا أن الأمطار كانت غزيرة جدًا على المنطقة وأثناء عودته من "تمشية" للاستمتاع بالأمطار شاهد عربتين عالقتين في السيول فذهب للمساعدة، مشيرًا إلى أنه حاول الوصول أكثر من مرة بعدما عبر السير، وتمكن من ربط السيارة بحبل في صخرة حتى لا تنجرف حيث نقل كل شخص بمفرده.
كشف أن له تجارب سابقة في محاولة الإنقاذ يقول: "أذكر على سبيل المثال منها تجربتي في إخراج جثة غواص فقد في البحر عندما كان يغوص في منطقة مقنا الساحلية في تبوك ووفقنا الله أنا ورفاقي وغصنا لعمق يقارب 140 قدما وأخرجنا الجثة وقد فاضت الورح لبارئها".
يتذكر لحظات المحاولة والإنقاذ موضحًا أن كل همه في البداية كان الرضيعة، يقول: "تأملت في رحمة الله تعالى في إنقاذنا للرضيعة التي لم تتجاوز الشهرين وكيف أن الله سلمها وهي معي عندما قطعت فيها السيل ولم ننجرف أنا وهي علما بأن تيار السيل كان يسير بقوة شديدة والفضل كل الفضل لله وحده".
يتحدث عن وضع المنطقة الآن بعد توقف الأمطار، مشيرًا إلى أنه تحسن كثيرا مما كان عليه يوم نزول المطر قبل يومين، "الوضع جدا طبيعي كما كان"، ويؤكد أنه اصطحب العائلة معه بسيارته الشخصية وتوجه بهم إلى تبوك وتم إيصالهم لبيتهم والجميع بصحة وسلامه ولم يصب أي أحد بأذى .
وعن تكريمه يقول: "التقيت بسعادة مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك العميد مهندس أحمد الشهراني وكان استقبالا راقيا.. وجذبني تواضع العميد وفرحته بي وأثنى وشكر وتم تجاذب أطراف الحديث حول الواقعة التي حصلت معي وكيف تمت عملية الإنقاذ بالتفصيل وفي نهاية اللقاء شكرتهم على جهودهم وما يقومون فيه من خدمة للمجتمع خاصة وقت الكوارث والسيول".
وعن أحلامه يؤكد أنه سعيد في حياته وكان يريد أن يصبح معلما لتأثره بشخصية شيخه ومعلمه الأستاذ فهد بن سعيد بن هياس الغامدي يقول "كان له بصمة جميلة في حياتي وزرع مبادئ الخير وتقديمه للناس".