المسؤولية الاجتماعية للجامعات السعودية

 

لم يعد دور الجامعات مقتصرا على العملية التعليمية القائمة على نقل المعرفة بل تعداه إلى أبعد من ذلك فالجامعة شريك استراتيجي لأي مجتمع بل يقع على عاتقها مسؤولية اجتماعية تجاه مجتمعاتها التي تنتمي إليها أكثر من أي منظمة أخرى فالرسالة العلمية والمعرفية التي تقوم بها الجامعة والمتمثلة في البحث العلمي والتعليم المتميز وخدمة المجتمع هي أدوار أساسية تقوم بها الجامعة، إلا أن دور الجامعة لم يعد مقتصرا على ممارسة هذه الأدوار بالشكل التقليدي المتعارف عليه فقط بل تعداه إلى ما هو أبعد من ذلك .

فالجامعة كمنظمة تؤثر وتتأثر بالبيئة الاجتماعية والثقافية التي تعيش فيها والتي بدورها تؤثر على سياساتها وأهدافها وسلوكيات أفرادها، لذا فإن الكثير من المنظمات تقوم بمحاولات لتوجيه سلوكيات أفرادها ومنسوبيها بما يتوائم ويتلاءم مع أهدافها التنظيمية والتي بطبيعة الحال تتلاءم مع أهداف المجتمع.

إن كل منظمة لها هويتها وثقافتها التنظيمية التي تميزها عن غيرها من المنظمات الأخرى والتي تمكنها من تحقيق مركز تنافسي متقدم بين المنظمات الأخرى هذه الثقافة بلا شك تؤثر على أفكار وسلوكيات وتفكير منسوبيها، وتمكنها من بناء ثقافة تنظيمية قوية من خلال ما تملكه من مصادر تميزها عن غيرها من المنظمات الأخرى.

كذلك الحال بالنسبة للجامعات فهي أشبه ما تكون بمصانع فكرية تتشكل فيها الهوية الثقافية والعلمية والحضارية لأي مجتمع من المجتمعات حيث إنها تستقبل وتخرج في كل عام أعدادا كثيرة من الطلاب يتعلمون فيها العديد من القيم والمبادئ والمهارات والمعارف التي يستخدمونها فيما بعد في حياتهم العلمية والاجتماعية.
لذلك فإن هذا الأمر يستدعي التأكد من طبيعة ونوعية مساهمة مؤسسات التعليم العالي في تشكيل تلك الهوية من خلال الوقوف على واقع الثقافة التنظيمية فيها وضمان تحقيق المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي أن تقوم بها الجامعات وذلك من خلال علاقتها المباشرة بالمجتمع0