تركيا “تبتز” أوروبا بـ”اللاجئين” للاستحواذ على شمال سوريا

لوحت الحكومة التركية باستخدام ورقة اللاجئين من جديد، للضغط على دول الاتحاد الأوروبي، رداً على الموقف الأوروبي والأميركي المتحفظ إزاء إقامة القوات التركية ما تسميه "المنطقة الآمنة في الشمال السوري" حسب الرؤية التركية، في محاولة لثني الدول الغربية عن موقفها بترويعها من عودة أزمة اللاجئين مرّة أخرى.

وبحسب تقرير نشرته صحففة "أحوال" التركية، فإن حكومة أردوغان تشعر بالعزلة وانعدام التأييد الواضح لمواقفها في المنطقة من قبل حلفائها في الناتو، والحلفاء الآخرين المفترضين في المنطقة، وبالتالي أصبحت تلوح بورقة اللاجئين.

ونقلت وكالة عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله إن "أي ترنّح صغير في المسألة السورية ستكون تكاليفه باهظة في المستقبل".

جاء ذلك في كلمة له أمس، أمام حشد من أنصار حزب "العدالة والتنمية" في العاصمة أنقرة، تطرّق خلالها إلى مشاركته في القمّة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية حول سوريا في سوتشي الروسية.

وشدّد أردوغان أن "البلاد تمرّ بمرحلة بحيث يرتبط كل خيار نقوم به ارتباطاً وثيقاً بمستقبلنا".

وأضاف، بحسب المصدر: "نعلم جيداً كيف أن أي ترنح صغير في المسألة السورية ستكون تكاليفه كبيرة في المستقبل، وبنفس الشكل نعرف جيدا كيف سيكون الوضع مستقبلا في حال لم نحمِ بشكل قوي حقوق ومصالح بلدنا في شرق المتوسط وقبرص وبحر إيجه".

وفي سياق متصل، قالت صحف يومية مؤيدة للحكومة أمس الجمعة إن الحكومة التركية تدرس فتح حدود البلاد للسماح للاجئين السوريين بالسفر إلى أوروبا مع معارضة الاتحاد الأوروبي لخطة أنقرة لإقامة ما تصفها بمنطقة آمنة في شمال شرق سوريا.

وأضافت المصادر إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفسدان خطط تركيا لإقامة منطقة آمنة إلى الشرق من نهر الفرات كسبيل لمساعدة أربعة ملايين سوري في تركيا على العودة إلى ديارهم.

وأكدت أنه رداً على ذلك، تدرس تركيا التخلي عن اتفاق بشأن اللاجئين جرى التوصل إليه في عام 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي، على أساس أن الاتحاد قد فشل في الوفاء بشروط الاتفاق.

وقالت المصادر: "إذا استمرت المعارضة لإقامة المنطقة الآمنة، فسوف يتمّ فتح الحدود على مصراعيها أمام اللاجئين الذين يرغبون في الذهاب إلى أوروبا. وفضلاً عن ذلك، فسوف يتمّ تخفيف آلية المراقبة الصارمة، التي تهدف إلى منع من يريدون الذهاب إلى أوروبا عبر البحر".

وأكد جان بيدرول الخبير في شؤون تركيا والاتحاد الأوروبي إن قضية اللاجئين هي القضية الوحيدة التي ستتجنب بروكسل المجازفة بشأنها.

وقال: "من هذا المنطلق، تملك تركيا ورقة ضغط مهمة في يدها، إذا لم يتمّ الوفاء بوعود إقامة المنطقة الآمنة، فإن تركيا لن تكتفي فقط بالتلويح بإمكانية إلغاء اتفاق اللاجئين مثلما حدث من قبل، بل ستفعل هذا أيضاً".

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد السوريين على الأراضي التركية وصل إلى 3 ملايين و424 ألفاً، غالبيتهم يعيشون في مدينة إسطنبول.