هل يعود المسرح السعودي عبر استقطاب رواد الفن العربي؟

‏يعود المسرح إلى تاريخ قديم، بدأ منذ اليونانيين مرورا بالرومان، وحتى العصر الحديث. تمكن أهمية المسرح في كونه منصة ثقافية تتميز بها المجتمعات، وركيزة فنية لا يُستغنى عنها، إذ يُمثل الشعوب ويعكس حياتهم، ويؤرخ قصص وعبر. يرى رائد المسرح ويليام شكسبير تشابها كبيرا بين الحياة والمسرح، لذلك يقول: "وما الدنيا إلا مسرح كبير".

‏يرجع تاريخ المسرح السعودي إلى الثلاثينات، إذ يعتبر الأديب حسين سراج أول من قدّم نصا مسرحيا مكتوبا، وبعد ذلك بسنوات طويلة، أسس الصحفي والأديب أحمد السباعي فرقة مسرحية في عام 1960، وأطلق عليها مسمى "دار قريش للتمثيل الإسلامي"، لكن انتهى المطاف بإغلاق الدار، قبل خروج فريقها المسرحي للنور.

‏وفي الثمانينات والتسعينات، عاش المسرح السعودي أفضل حالاته، إذ ظهر لأول مرة الفنانان ناصر القصبي وعبدالله السدحان، بجانب كوكبة من النجوم تضم بكر الشدي وراشد الشمراني ومحمد العلي، إلا أن "أبو الفنون" عاد ليرقد في "غيبوبة"، منذ مطلع الالفية بعد تفضيل الفنانين للتلفاز وغياب الجمهور.

من المسرحيات التي امتلئت مدرجاتها بالجماهير، رسخت في ذاكرة السعوديين "عويس التاسع عشر" عام 1987, وحصلت المسرحية على جائزة تقديرية خاصة من مهرجان بغداد و المهرجان الأول للمسرح بدول المجلس الخليجي. ورغم مرور عقدين عليهما؛ إلا أن مسرحية "تحت الكراسي" و"ثلاثي النكد" لا تزال حاضرة في وجدان السعوديين.

‏وتشهد الفترة الحالية محاولات لإنعاش المسرح السعودي الغائب، ففي عام 2016 قدمت المملكة 283 عرضا مسرحيا محليا وخارجيا، حصدت 47 جائزة في أكثر من محفل دولي وعربي وخليجي.

في سياق متصل، ‏على صعيد متصل، طالب رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، بعودة الفنان ناصر القصبي لخشبة المسرح.

‏وفي مطلع العام الجاري، أعلنت هيئة الترفيه، في مؤتمر صحفي، عن استراتيجية جديدة عام 2019، تضمنت استهداف مسرحيات عالميه مثل "علاء الدين" و"ليون كينج" واستقطاب رواد الفن العربي مثل الفنان عادل إمام ومحمد هنيدي وطارق العلي وحسن البلام، إضافة لتوقيع مذكرة تفاهم مع شركات وجهات متخصصة في الإنتاج الفني والمسرحي، وعرض 5 مسرحيات كوميدية وتراجيدية ببطولة أبرز نجوم الفن المسرحي المصري.

‏ويرى متابعون أن عودة المسرح السعودي أصبحت ضرورة بأي طريقة كانت، بينما عبر الطرف الثاني على وجوب إتاحة الفرصة للمواهب الوطنية، وإعطائهم الفرصة وإعادة نجوم المسرح السعودي للخشبة مرة أخرى.