الجزائر: تظاهرات في مدينة بجاية ضد ترشح بوتفليقة لولاية جديدة

خرجت تظاهرات شعبية واسعة في مدينة بجاية، شرقي الجزائر، اليوم، لرفض ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

وتسارعت الأحداث، منذ صباح اليوم، بشكل ملحوظ، إذ اجتمعت أحزاب جزائرية معارضة، لدراسة الانسحاب من الانتخابات الرئاسية، اعتراضا على محاولات التمديد للرئيس الحالي.

ومن ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام روسية أنباء عن تدهور مفاجئ في صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بينما نفى مدير مستشفى جنيف في سويسرا، ومقربون من الرئيس الجزائري الأنباء المتداولة حول تردي صحته.

وقالت الرئاسة الجزائرية، قبل قليل، إنها ستعلن عن قرارات هامة خلال ساعات، وحتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي عنها.

ودعا عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدة مدن في الجزائر، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التنحي، في أكبر تظاهرات مناهضة للحكومة منذ سنوات.

وقال شهود إن الاحتجاجات كانت سلمية في معظمهما، لكن مشادات وقعت بين الشرطة ومحتجين قرب القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر بعد تراجع أعداد المتظاهرين.

وصرح مسؤول محلي أن شخصاً يبلغ من العمر 60 سنة توفي، أمس الجمعة، خلال التظاهرات، بعدما أصيب بنوبة قلبية، فيما ذكر التلفزيون الرسمي أن عدداً من المحتجين ورجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت في العاصمة.

وقال موقع "تي.إس.إيه" الإلكتروني الإخباري إن الأرقام الرسمية تشير إلى إصابة 63 شخصاً، بينما تم احتجاز 45 شخصاً.

ووقعت مواجهات بين شرطيين ومحتجين، في ساحة أول مايو، وسط العاصمة، وشهدت العاصمة الجزائرية والعديد من المدن الأخرى منذ أمس، تظاهر عشرات آلاف الجزائريين رافعين شعارات مناهضة للنظام.

وبدأت الأسبوع الماضي احتجاجات ضخمة نادرة الحدوث في الجزائر ضد اعتزام بوتفليقة الترشح والفوز بفترة رئاسية خامسة خلال انتخابات أبريل المقبل، لكن تظاهرات أمس كانت الأكبر حتى الآن.

ولم يوجه بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الثاني والثمانين، اليوم السبت، أي خطاب مباشر للمحتجين. وقالت السلطات إنه سيسافر إلى جنيف لإجراء فحوص طبية لم يكشف عنها على رغم عدم صدور تأكيد رسمي بشأن سفره.

وأكدت حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قبل أيام، أنه سيقدم أوراق ترشحه للرئاسة، الأحد المقبل، لكن بوتفليقة غادر البلاد الأسبوع الماضي إلى سويسرا للعلاج، ولم يعد إليها حتى الآن.

وشاركت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وهي واحدة من أشهر أبطال حرب التحرير ضد فرنسا، وتبلغ من العمر 83 عاما، في المظاهرات الرافضة لترشيح بوتفليقة، أمس، وقالت: "أنا سعيدة لأنني هنا".

ويعد عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس العاشر للجزائر منذ التكوين، والثامن منذ الاستقلال، تولي رئاسة البلاد في أبريل 1999، وفي يناير 2005 عيّنه المؤتمر الثامن رئيساً لحزب جبهة التحرير الوطني.

وأصيب بوتفليقة، 81 عاما، بجلطة في عام 2013، ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة، وهو صاحب أطول فترة للحكم، متجاوزا الرئيس هواري بومدين.