جامعة شقراء تتبنى شعار: مستعدون للمستقبل

تزامناً مع عقد الندوة العلمية الكبرى في جامعة شقراء والتي تبث إلى كافة فروع الجامعة باستعداد غير مسبوق لحضور أكبر عدد من منسوبي الجامعة لهذه الندوة الهامة موضوعاً وأشخاصا تحت عنوان ( الهوية الوطنية والتحديات المعاصرة ) والتي تأتي في إطار إسهام الجامعة في تحقيق برامج رؤية ٢٠٣٠ الرؤية التي تضمنت برنامج تعزير الشخصية السعودية أحد البرامج العشرة ذات الأهمية الاستراتيجية القصوى للملكة والتي منحها تلك الأهمية مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويعمل على تنفيذها حتى عام ٢٠٢٠.

وبرنامج تعزيز الشخصية السعودية برنامج يعنى بتنمية وتعزيز الهوية الوطنية للمواطنين وإرساؤها على القيم الاسلامية والوطنية وتعزيز الخصائص الشخصية والنفسية التي من شأنها قيادة وتحفيز المواطنين على النجاح والتفاؤل وتكوين جيل متسق ومتفاعل مع توجه المملكة سياسياً واقتصادياً وقيمياً ووقايته من المهددات الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وله أهداف مباشرة في تعزيز الصورة الذهنية عن المملكة.

وتعزيز قيم الوسطية والتسامح والعدالة والشفافية وغرس قيم الانتماء والولاء الوطني والقيم الإيجابية وثقافة العمل الجاد والعناية باللغة العربية وبناء مرحلة تعليمية متكاملة وتحسين تكافوء فرص التعليم وحصانة المجتمع من المخدرات وتحسين مخرجات التعليم الأساسية والمواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل والتوسع في التدريب المهني وتحسين جاهزية الشباب لدخول سوق العمل ودعم ثقافة الإبداع والابتكار .

فما الذي تعنيه لنا هذه الندوة بمضامينها المنتظرة في جامعة شقراء خاصة والجامعات السعودية كافة ؟

الحقيقة أنها تعني لنا الكثير في ضوء مكانة الجامعات وقيمتها العلمية في إكساب المعارف والعلوم والمهارات اللازمة ودورها التنموي من خلال إعداد الموارد البشرية المؤهلة لتنفيذ المشاريع التنموية وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلات المجتمع بالبحث العلمي الرصين.

وفي ضوء الدور المتوقع منها والآمال المعلقة عليها في إحداث التحول الوطني الحقيقي وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ ، وفِي ضوء حزمة الأهداف الحيوية والاستراتيجية الضخمة التي تضمنها برنامج تعزيز الشخصية السعودية ؛ إنها تعني المسؤولية تجاه الوطن وقيادته واتجاه المواطن والإنسان السعودي بما يوجد لنا الشخصية السعودية المتفردة في قيمها وسلوكها وانتاجها وتأثيرها الحضاري على خارطة الحياة الإنسانية.

إنها تعني لنا في الجامعات إعادة بناء الذات ومنظومة التفكير والرؤى والأهداف وهيكلة الجامعات وأنماط قيادتها ومدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها وفق تصور جذري يتناسب ومتطلبات تحقيق رؤية المملكة.

إنها تعني لنا إعادة تشكيل القيم والاتجاهات الإيجابية المؤثرة على ممارساتنا الأكاديمية والواقعية في تنمية المجتمعات المحيطة بنا.

إنها تعني لنا استشعار قيمة الوطن وقيادته ومقدراته ومكانته الإقليمية والدولية والولاء التام لترابه الطاهر ومقدساته العظيمة.

إنها تعني لنا تغيير الصورة النمطية الذهنية عن الشخصية السعودية في تقديرها لقيم العمل والإنتاج والتأثير في مجتمعها وعالمها.

إنها تعني لنا الثقة في قدراتنا وإمكانياتنا الشخصية ومقومات وطننا الفريدة ، إنها تعني لنا الثقة في جيل الرؤية من الشباب والشابات للنهوض بوطننا واللحاق بركب الحضارة ووضع المملكة في المكان الذي تستحقه بين دول العالم .

إننا بحاجة ماسة في الجامعات على وجه الخصوص إلى تبني برامج الرؤية بكل تفاصيلها لتصبح جزء من مناهجنا التعليمية وبرامجنا التدريبية وأنشطتنا الطلابية وبحوثنا العلمية .

وإني بعد شكر إدارة الجامعة على هذه الندوة القيّمة أتمنى عليها تبني مؤتمر دولي سنوي حتى تحقيق الرؤية في ٢٠٣٠ حول برنامج تعزيز الشخصية السعودية ليتناول الأهداف التي جاء بها البرنامج تفصيلاً بالبحث والدراسة النظرية والتطبيقية.