“لوموند”: جولة ماكرون الإفريقية لوقف توغل تركيا

قال تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية واسعة الانتشار، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى جاهداً لاستعادة النفوذ الفرنسي في القارة الأفريقية بعد تراجعه أمام الاستثمارات الصينية والتوغل التركي.

وأضاف تقرير الصحيفة الفرنسية الذي نشر في افتتاحيتها، الثلاثاء، أن السبب الرئيسي لجولة ماكرون الأفريقية الأخيرة هو محاولة توطيد العلاقات مع دول القرن الأفريقي بعد تراجع النفوذ الفرنسي.

وأوضحت أن "هذه المنطقة المحورية في القرن الأفريقي تتنافس عليها عدة الدول إما بالاستثمار مثل الصين وإما ببسط النفوذ الخبيث تحت غطاء المساعدات الإنسانية مثل تركيا".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في جيبوتي مقرب من رئيس البلاد إسماعيل جيله قوله إن "الأتراك الأتراك يرغبون في استعادة الإمبراطورية العثمانية في أفريقيا، وهو ما نرفضه".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أنه "على باريس إعادة تنظيم نفسها على الأرض، لاستعادة نفوذها الناعم أمام الطموحات التركية الخبيثة"، معرباً عن أسفه من تجاهل فرنسا خلال السنوات الماضية ضخ استثماراتها تجاه أفريقيا.

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن جيبوتي لها مكانة خاصة، إذ تعد مفترق طرق استراتيجيا في القرن الأفريقي، لوقوعها جنوب البحر الأحمر بالجهة الأخرى من اليمن، كما أن الجيش الجيبوتي يمثل ثلث قوات حفظ السلام للأمم المتحدة في الصومال، وتعد جيبوتي أيضاً منفذ الانفتاح على البحر الإثيوبي.

وأوضحت أن "الفرنسيين يحتفظون بأكبر قاعدة عسكرية خارج بلادهم بنحو 1450 جنديا فرنسيا في هذا البلد، كما توجد قاعدة أمريكية وأيضا اليابانية".

وحذرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في تقرير موسع لها من التوغل التركي في أفريقيا، موضحة أن أنقرة تتخفى تحت ستار المساعدات الإنسانية لإحياء طموحات سياسية خبيثة في القارة.

ولفتت الصحيفة إلى أن "تركيا تحشد وكلاء لها عبر 20 مكتبا في أنحاء القارة أدت إلى تطور تواجدها في السنوات الأخيرة، زاعمة أن "وجودها في القارة السمراء عادل أكثر من الدول الغربية، وأقل صرامة من الدول الأخرى التي تستثمر في أفريقيا، إلا أنه في حقيقة الأمر توغل له نوايا استعمارية قديمة".