10 آلاف ساعة

في دولة الابتعاث تحديدا عام 2011 كنا نسمع في القاعة الدراسية المجاورة صوت ضجيج صباح كل يوم ثلاثاء سألنا المعلمة ما الذي يحدث ؟! قالت لا أعلم .

وفي أثناء وقت الإفطار ذهبت واسترقت النظر لأرى مجموعة من الطلبة يعملون حركات غير مفهومة بالنسبة لي بقوارير تشبه كثيرا " قوارير لعبة البولينج " .

قلت في نفسي لعلهم يتدربون على الألعاب البهلوانية بهذه القوارير . عدت لقاعة الدرس فجاءت بعدي المعلمة، و أخبرتنا عن سبب الضجيج المتكرر .

سأنقل لكم كما ذكرت لنا - اتفقنا مع توجههم أم لا - ذكرت لنا أنهم مجموعة من الطلبة يتدربون عمليا على عدة طرق في تلبية طلبات الزبائن لتعبئة كاسات الخمر - عياذا بالله - صدقا قلت في نفسي : حتى هذا الأمر يتدربون عليه تدريب عملي مستمر.

لو قرأت أنا أو أنت مثلا عشرين كتابا عن السباحة هل ستكون سباحاً ماهراً دون أي ممارسة ؟ بالتأكيد لا .

هل لمن يستطيع قيادة السيارة مثلاً أو أي جانب عملي آخر يتم عمله بسلاسة ؟

هل سيتم سرد الخطوات حفظا و تلقيناً قبل العمل أم سيقوم بذلك لا شعوريا وتلقائيا ؟

السبب أنك تدربت على المهارة تدريبا عمليا و ليس جانبا نظريا فقط .

أكثر من ذلك لو قلنا هل تستطيع الجلوس داخل الماء لأكثر من إحدى عشرة دقيقة مستمرة دون الخروج من الماء ؟ بديهيا ستقول لا .

إذن لماذا فعلها غيرنا وجلس لمدة 11 دقيقة و 54 ثانية عام 2014 و بذلك حطم الرقم القياسي العالمي ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، بالتأكيد لأنه تدرب عليها.

لتكون مبدعا في أمر ما ينبغي عليك أن تتدرب تدريبا مختلفا فكما يقال : الموهبة 1٪  والتدريب العملي على هذه الموهبة 99٪.

هناك بحث ذكروا فيه أن عدد الساعات المطلوبة كي تكون مبدعا في مهارة ما تحتاج إلى عشرة آلاف ساعة تدريب على الأقل.

يعني لو تتدرب يوميا ثلاث ساعات على هذه المهارة تحتاج لعشر سنوات حتى تصل لعدد الساعات المطلوبة (10 آلاف ساعة تدريب) .

همست في نفسي وقلت : ‏⁧‫الإبداع في مسار ما لابد له من إعداد جيد ومران مستمر وجهد في التدريب واكتساب المهارات اللازمة له كي يصير المرء قادراً على بلورة أفكاره وتشكيلها وتحقيقها في مجال معين.

badralghmadi@