عوض…القناص السعودي الأسطوري

كان يوما عصيبا على الانقلابين ...
ببساطة وقعوا بين ذراعي كماشة من حديد ونار ، كماشة سعودية يمنية في المنطقة الفاصلة بين مديرتي باقم وقطابر في محافظة صعدة ، صقور الجو استخدموا استراتيجية مشرط الجراح ، ازالت الورم الحوثي دون ايذاء باقي الجسد الصعدي ، دبابات التحالف لها الكلمة في الارض ، وبندقية عوض ، نعم يا سادة انه القناص السعودي الأسطوري ، في اجهزة اتصال الحوثيين التي اصبحت في قبضة الجيش الوطني نسمع عويل قطعاتهم المتخاذلة ، والجيش الوطني باغتهم حتى اصبحت مسافة الاشتباكات قصيرة جدا  ، يكاد الابطال يشرعون باستخدام الأسلحة البيضاء لو كان في الانقلابين رجولة لكي يواجه مد جحافل العز العربية ...
هنا اشتد وقع المعركة .. عزيمة الرجال تبلغ الغمام ... حشد الحوثي اصبح بين ركام وحطام ..  ابتسامة النصر مخلوطة بالألم بدت واضحة على وجوه الجند المحجلين بالثبات الأسطوري..
هنا كنت على مقربة من القناص السعودي الشهم (عوض) كان يركض كالضيغم امام الجند ، يقاتل ويرفع المعنويات ويبتهل الى المولى ليتمم نعمة النصر ...
المعنويات لدى جند التحالف كنت اراها تفوق تقديرات من حاول التربص بهم اعلاميا في شرق سلوى وطهران والضاحية ، عندما يشتد القتال ستعرف امرين عظيمين ،معادن الرجال واخلاق القتال...
النُبل في القتال كان أكثر شيء يميز الجندي السعودي وقوف بثبات شديد وقت الملمات ، قدرة عالية في إدارة الهجمات ، لم يكن الجندي السعودي مقاتلا تقليدا البتة.
عوض جندي سعودي ثلاثيني نحيف، اسمر، ممشوق الطول يزين وجهه شارب مميز ، كان يقسم بان الشهادة مطلب وان القتال وسيلة لنيل هذا الشرف الرفيع ، يستأسد في الهجمات ، لا يتوانى لا يفتر لا يكل ولا يمل..سألته
*أيا عوض أ ولديك زوجة واب وأم؟ اراك مندفعا قليلا (امازحه).
ـ ان ارت ان تأمن الزوجة والأب والام ما عليك الا ان توئمن لهم وطنا ..
*ماذا تقصد يا عوض؟
ـ سلامة رؤوسهم من سلامة المملكة هكذا انظر للموضوع...
عندها ادركت انتي امام جبل بصيغة رجل ومن وحي الموقف كتبت:
انعم بالكر والفر
سلمان لديك رجال
قالوا نحن لها
ان اقبل الموت
قلنا لا تبخل تعال!
الرب واحد بالسماء
والامر عائد اليه
يقلب الأحوال
يثبت الرجال
يؤيد الجمع بالسكينة بعد النصر
لذا كن مرتاح البال!
هكذا تتقلب ايامي بين مقاتلي الحزم ليس كل شيء يمكن ان توثقه الكاميرا فللكاميرا غدوات وغفوات وللرجال صولات وجولات....

لمحة
لقد كتب الله لي ان اكون صاحب اكبر فترة بقاء في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم كمشروع أمة مرورا بعمليات اعادة العمل لذا فالذكريات والمشاهد تزدحم في الرأس والوجدان لكن قصة عوض صعبة على التدوين لانه رجل من عصر الأساطير