منظمة التعاون الإسلامي تطالب بالتصدي للكراهية والتعصب ضد المسلمين

اجتماع وزراء منظمة التعاون الإسلامي
اجتماع وزراء منظمة التعاون الإسلامي

طالب وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، بمجابهة تنامي خطاب الكراهية والتعصب ضد المسلمين عقب هجوم نيوزيلندا الإرهابي والذي أدى لاستشهاد 50 مسلما وإصابة 50 آخرين، مؤكدين أن خطاب الكراهية أصبح خطراً واضحا يهدد أمن المجتمعات.

كما طالب اجتماع المنظمة الطارئ الذي عقد، الجمعة، في إسطنبول على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسلمين في مسجدين بمدينة كريستشيرش نيوزيلندا، بحضور وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيتر، بعقد دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان الإسلاموفوبيا من أشكال العنصرية، وتعيين مقرر خاص معني بمكافحتها.

وقدم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا الذين سقطوا بيد الغدر والإرهاب في مسجدين بنيوزيلندا، وعبَّر عن تقديره لجهود حكومة نيوزيلندا، واحتوائها للمجتمع الإسلامي في لحظة حاسمة، مما كان محل تقدير شعوب العالم من مسلمين وغيرهم.

وقال العثيمين إن التعصب القائم على الأيديولوجيا والعرق برز بوصفه تهديدا رئيسيا يعرض السلم والأمن العالميين للخطر في عالمنا اليوم، ووسط هذه الظروف فإن الإسلام والمسلمين في كثير من الدول يتعرضون للتشويه ديناً وإنساناً، حيث بينت التقارير الصادرة من مرصد الإسلاموفوبيا في منظمة التعاون الإسلامي، أنه خلال السنوات القليلة الماضية وصلت الكراهية والتعصب ضد الإسلام إلى حد مقلق مع تنامي وتيرتها.

وشدد على أن الحادث الإرهابي البشع بعث برسالة قوية للعالم، مفادها أن خطاب الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا بات خطرا واضحا يهدد أمن المجتمعات المستقرة، وما حدث يؤكد أن الإرهاب ليس له دين أو عرق أو جنسية.

وأشار إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة أدركت خطورة الإرهاب، ورددت على مسامع العالم أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، إذ عُقد في الأمم المتحدة اجتماع عالي المستوى للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات بمبادرة من السعودية، وتم تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في دولة النمسا، وتبنَّت السعودية وشقيقاتها من الدول الإسلامية مبادرات عدة للاعتدال ومكافحة التطرف عموماً.

والجمعة الماضي، استهدف إرهابي مسجدين في مدينة كريستشيرش بنيوزيلندا خلال صلاة الجمعة؛ ما أدى لاستشهاد 50 مسلما وإصابة 50 آخرين.

وأدى الهجوم الإرهابي لإثارة عاصفة من الإدانة لتزايد الفكر اليميني وتعاطف واسع مع المسلمين، ظهر بوضوح في الإجراءات التي اتخذتها نيوزيلندا، ومن بينها حظر بيع الأسلحة نصف الآلية، وإذاعة أذان الجمعة عبر وسائل الإعلام الحكومية، والوقوف دقيقة صمتا، وغيرها.

وأوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن خطاب الكراهية القائم على الفكر اليميني المتطرف لا يستهدف الإسلام والمسلمين فحسب؛ وإنما يستهدف كذلك الأنظمة الغربية الليبرالية الديمقراطية، وإذا لم يتم لجمه بشكل عاجل وفاعل؛ فإن الفوضى ستضرب بلدانا مستقرة وترعب الآمنين، مؤكدا أهمية وجود تشريعات حازمة في الفضاء الإلكتروني الذي تحوّل ساحة لتفريخ الأفكار المتطرفة.

وألقى وزراء وممثلون للدول الأعضاء كلمات في الاجتماع، عبروا فيها عن إدانتهم للإرهاب، وطالبوا بضرورة مواجهة الإسلاموفوبيا ووضع قوانين وتشريعات توقف بث خطابات الكراهية والعنصرية والتطرف ضد الجاليات المسلمة حول العالم.

وقال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز إن بلاده عاشت يوماً أسوداً في تاريخها بعد هذه الحادثة الإرهابية التي عاشتها، وأكد أن الاجتماع الوزاري يعقد وسط ظروف صعبة للرد على هذا الحادث الإرهابي، ورأى أن الشخص الذي نفذ العملية وجاء من خارج نيوزيلندا سيواجه أقصى العقوبات.

وأوضح أن التحقيقات مستمرة، وتم تعديل بعض الإجراءات لضمان عدم تكرار الحادثة هذه مستقبلاً، مشيداً بتفاعل المواطنين النيوزيلنديين وتعاطفهم مع أسر الضحايا وتأكيدهم على وحدتهم بعد أن أراد هذا العمل الجبان زعزعة استقرارهم.

ودعا الاجتماع الوزاري مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لإحداث مرصد يعني بأعمال الكراهية والعداء والعنف الديني ضد المسلمين.

وطالب البيان الختامي الأمين العام للأمم المتحدة بعقد دورة خاصة للجمعية العامة من أجل إعلان الإسلاموفوبيا شكلاً من أشكال العنصرية، وتعيين مقرر خاص معني بمكافحة الإسلاموفوبيا، والأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية إلى إعلان ١٥ مارس يوماً دولياً للتضامن ضد الإسلاموفوبيا.

وطلب من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي التواصل مع آليات الأمم المتحدة لتوسيع نطاق القرار ١٢٦٧ بشأن العقوبات ليشمل الأفراد والكيانات المرتبطة بالمجموعات العرقية المتطرفة.

وتضامنًا مع ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا والجاليات المسلمة، رفع أشخاص حول العالم لافتات بكلمات حب تضمنت "الحب يفوز دائماً على الكراهية".. "أنتم أصدقائي، سأحميكم وأنتم تُصلّون".. "هذا لن يقسمنا أو يفرّقنا" وغيرها.