تصريحات رؤساء الأندية تحت مجهر نفسي وقانوني وفني

في عالم كرة القدم الكثير من المعطيات التي تحكم عالم الساحرة المستديرة بأحداثه المتقلبة حيث أن الجميع يبحث عن هدف واحد فقط وهو الانتصار وتحقيق طموحات الجماهير العاشقة التي لا يروي عطشها ولا يرضيها بأي حال من الأحوال سوى الانتصار واعتلاء منصات التتويج خلال سباق محموم يقارع الزمن والإمكانيات وتسخر له السبل من قبل إدارات الأندية لبناء فريق قوي ينافس ويسعى دومًا للقمة ولا سواها .

الركيزة الأساسية لفرق كرة القدم
إن الركيزة الأساسية لفرق كرة القدم تبدأ من إدارة النادي فهي من توفر كل احتياجات الفريق ولزامًا عليها أن تجيد التعامل وتتقن العمل المتوازن بخط يتوازى مع استراتيجياتها مع وضع الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي سيواجهها الفريق ضمن قائمة الإعداد.

توجهات إدارية مختلفة

لذا من الطبيعي أن نجد توجهات إدارية مختلفة لكافة الأندية فبعض الإدارات تفضّل البعد التام عن الإعلام والنأي عن الخوض في تفاصيل إعلامية كثيرة ، وعلى النقيض تماماً نجد بعض الإدارات تنساب في توجهها مع وسائل الإعلام بشكل كبير معتنقة بذلك مبدأ الشفافية والوضوح والعمل الإداري لا يخلو من ثقةٍ عالية، ولا ضير في ذلك فهي لا تخشى من قراراتها كونها تستند إلى قوة عمل منظم.

استقراء للواقع

ومن خلال استقراء للواقع نجد أن الوسط الرياضي السعودي وما يملكه من ” كاريزما ” خاصة في القارة الآسيوية نظير امتلاكه لمقومات الإثارة والندية والتنافس القوي ، أثبت ذلك أندية كبرى حققت إنجازات قارية وتجاوزت ذلك لتضع لها موطئ قدم على خارطة مونديال العالم للأندية إضافة إلى الحضور الجماهيري الكثيف.

وكذلك القوة الإعلامية التي تقوم بتغطية فعاليات المسابقات المحلية بكل تفاصيلها، لذا فمن الطبيعي أن نجد تنافسًا على أشُده بين كافة الأندية نظير تقارب المستويات بعد القرارات الأخيرة و من ضمنها زيادة المحترفين الأجانب لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين إلى (8) واحتدام المنافسة على لقب الدوري بين أكثر من (5) فرق مع تبقي (6) جولات على نهاية الدوري وتحديد البطل.

وجميع تلكم المعطيات ولدّت تصاريح إعلامية لم تعتدْها الجماهير الرياضية السعودية في السنوات الماضية، وباتت وجبةً دسمةً لوسائل الإعلام، لاسيما أنها جاءت من أعلى الهرم الإداري في أندية ” الهلال والنصر والشباب ” على هيئة تداخلات غريبة.

بداية الشرارة

وقد بدأت تلك الشرارة من خلال تصريحات رئيس نادي الشباب خالد البلطان عبر برنامج “كورة ” على قناة روتانا خليجية حين شن هجوماً شرسًا على النادي الأهلي عندما قال: “حسينوه وخلاقينه ما فيها شيء أقصد بقاء الحال على ماهو عليه .. وهم لم يقصروا والأهلاوية أكثر من تكلموا علي بإساءات شخصية ” وتابع: “ماعليَّه فيهم إذا زعلوا لا يرضون أبداً .. هم حساسين دائماً متوترين يصدرون مشاكلهم الداخلية للناس عندهم الشق والبعج بالنسبة لي إن جاء طاريهم وإن ما جاء سيان".

وأضاف: "من بدأ يكبر على الشباب الأهلي بطولات الشباب في الدوري أكثر، والشباب بطل دوري أكثر منك، والشباب بطل قاري والأهلي ما عمره ما شم بطولة قارية ” وأردف: ” استفزازهم يجيب نتيجة يتوترون من أي شيء".

التصريح الشهير للبلطان

تلك التصريحات سبقها التصريح الشهير للبلطان عقب نهاية مباراة الفريقين ضمن منافسات الدور الأول لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين عندما قال عبارته الشهيرة عن الأهلي: “هذا حسينوه وهذي خلاقينه” وهي التصريحات التي أغضبت الأهلاويين كثيراً خصوصاً في ظل التوتر السائد بين الفريقين من سنوات عديدة سابقة وتحديداً مع تولي خالد البلطان رئاسة نادي الشباب لأكثر من فترة.

الرئيس النصراوي يدخل في مواجهة نارية مع جماهير ناديي الهلال والشباب

لم تمر ساعات قليلة على خروج رئيس نادي الشباب خالد البلطان عبر فضاء الإعلام حتى أطل رئيس نادي النصر سعود آل سويلم في أول ظهور إعلامي له عبر ” قناة روتانا خليجية حين شن هجوماً كبيراً في أكثر من اتجاه وتحديداً تجاه ناديي الشباب والهلال.

وقد أغضب السويلم الجماهير الشبابية عندما قال: "أحترم نادي الشباب فهو نادي كبير ولكن صعب (يحارش) المشجعين اللي عنده (16) بيت واستراحتين”، وهو التصريح الذي لقي أصداء غاضبة جداً لدى جماهير نادي الشباب وهو ما جعلها ترد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عنيف وقوي على ما ذكره آل سويلم.

تدخل في صفقة عموري

لم يكتفِ الرئيس النصراوي بما أطلقه من سهام إعلامية تجاه جماهير نادي الشباب حيث تطرق للعديد من الأمور المتعلقة بالشأن الهلالي وكان واضحاً فيما يقوله فلم يدع للتأويلات أو خلافه أي مجال حيث أكد أنه تدخل في صفقة عموري رافعاً سعرها إلى (60) مليون ريال وقال: ”خربنا صفقة عموري حتى أصبح سعره (60) مليون ريال في الموسم وكان هذا رد على تدخل الهلال في صفقاتنا”.

وتطرق لما ذكره سابقاً في تغريدته الشهيرة حينها؛ التي انتقدَ فيها "تيفو" نادي الهلال والتي قال فيها: ” الدوري السعودي متابع تجي وتحط سمك قرش فيه روج .. أكيد أي سعودي راح يتفشل .. وأنا أعطيتهم نصيحة لازم يتحملون شوي لأنهم زعولين”.

وتحدث الرئيس النصراوي أيضاً عن نظيره الهلالي الأمير محمد بن فيصل معرجاً على فرحته قائلاً: ” أبو سلطان عزيز وغالي، ولو الهلال يسجل في آخر الدقائق أتوقع يفاجئنا ويرقص رقصة “مايكل” وما يحدث بيني وبين رئيس الهلال هو مزح بين الأخوة”.

تصريحات لم تمر مرور الكرام

تلك التصريحات ” النارية ” التي أطلقها الرئيس النصراوي لم تمر مرور الكرام حيث فتح الرئيس الهلالي النار الإعلامية أيضاً من خلال (6) تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” رداً على نظيره ورئيس غريمه التقليدي النصر جاء فيها: ” الاستضافة كانت كرئيس للنصر .. الحديث كله عن الهلال .. الهدف هو الترند والانتشار وذاك ليس بجديد .. الهلال يكبّرك، أيضا يبدو أنه أدرك عقلية غالبية جماهير ناديه والأولوية الكبرى لديهم هي مهاجمة ومحاولة الانتقاص من الهلال حتى الدخول على صفقاته من أجل التخريب كما ذكر ولا أقول إلا ( عسى الله لا يغير عليهم )”.

وتابع الرئيس الهلالي: ” يتحدث عن الفرق بين تمثيل الهلال داخلياً وخارجياً ويربطه بأحقية تمثيل الهلال خارجياً وأحقية فريقه ما أدري هل فعلا يقرأ التاريخ وإلا على الأقل هل شاهدت ترتيب الهلال والنصر في البطولة الآسيوية حاليا! أو يظن أن الموضوع بالقرعة أو الترشيح “.

الاعتراف الخطير:

واستطرد: ” اعترَف في اللقاء بأنه غيّر رئيس لجنة الحكام، هذا الاعتراف الخطير سيجعلنا نتخذ الخطوات القانونية ضده وضد الاتحاد السعودي لكشف تفاصيل هذا التدخل السافر والغريب ومحاسبة المسؤول عن ذلك ” وتهكم الرئيس الهلالي أيضاً بظهور آل سويلم الفضائي قائلاً: ” اكتشفنا سبب تهربه من اللقاءات المباشرة ليس لنقص الثقافة الأدبية فقط بل الثقافة الرياضية أيضاً”.

قبل أن يختتم تغريداته بقوله: ” ختاماً إلى جماهير زعيم قارة آسيا .. مهما حاولوا سحبنا إلى خارج الميدان فلن يستطيعوا لأننا نعلم أهدافهم ولكن دورنا كإدارة الرد والدفاع عن نادينا في وسائل التواصل وعبر الجهات الرسمية أما العمل على تهيئة الفريق وتجهيزه فهو عمل قائم ومستمر ومركز لمواصلة تحقيق البطولات بإذن الله “.

مسلسل التصريحات الإعلامية المتقاطعة

ولم ينتهِ مسلسل التصريحات الإعلامية المتقاطعة بين رؤساء الأندية العاصمية ( الهلال – النصر – الشباب ) ليعيد البلطان الرئيس الشبابي نار لهب التصاريح الإعلامية للساحة من جديد من خلال مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع وكبير جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي يرد فيه على ما ذكره الرئيس النصراوي فيما يتعلق بمشجعي ناديه عندما أكد أنهم لا يتجاوزون (16) بيتًا واستراحتين ليرد البلطان قائلاً: ” الشباب في وقت سابق كان متسيد البطولات ومنافس الهلال الأول .. والنصر عند تأسيسه كان لا يملك جماهيرية وكان من يشجعه مؤسّسيه والجاليات فقط”.

أسباب ومسببات تلك الصدامات الإعلامية

الوئام ” بدورها قامت بإجراء (تحقيق صحفي) لتحديد أسباب ومسببات تلك الصدامات الإعلامية من قبل رؤساء الأندية والدخول في مواجهات مباشرة مع رؤساء وجماهير أندية أخرى وذلك من خلال أخذ رأي المختصين في النواحي النفسية وكذلك القانونية وأيضاً فيما يخص تأثير ذلك على فرق كرة القدم لتلك الأندية داخل المستطيل الأخضر ” فنياً”.

نادي النصر
مستشار قانوني : تصريحاتهم بها إهانة والعقوبة قد تصل إلى منع مزاولة النشاط الرياضي
بدايةً المحامي والمستشار القانوني فهد بارباع فيما يخص الشق القانوني قال: ” فيما يتعلق بتصريحات الرؤساء ولقاءاتهم الإعلامية فمن الجانب القانوني هناك عبارات مسيئة وفيها تقليل وتصغير يصل لحد الإهانة يظنّون أن فيها إثارة.

ولكن عندما يستمع لهم العاقل المتعلم الفاهم يرى عكس ذلك بل يرى أنها لا تليق بالرياضة السعودية وأتمنى ألا تتدخل لجنة الانضباط في هذه الإساءات مع وجود اختصاص لها في ذلك ولكن اللائحة الأساسية للأندية الرياضية أعطت الحق لرئيس هيئة الرياضة بالتدخل في مواجهة أية تصريحات إعلامية صادرة من رؤساء الأندية أو أعضاء مجالس الإدارات.

وله الحق في إصدار العقوبة المناسبة التي قد تصل إلى منعهم من دخول الملاعب أو من مزاولة النشاط الرياضي بالمملكة ويُعَدّ قراراً إداريًا خاضعًا للتظلم أمام ديوان المظالم.


وتابع المحامي والمستشار القانوني بارباع: ” وأما من ناحية انعكاس هذه التصريحات على المجتمع الرياضي فهو حتما يجلب انعكاسات كبيرة جدًا إذا ما علمنا أن التصريحات صادرة من أندية كبيرة لها جماهيريتها وكم أتمنى تدخُّل الجهات المسؤولة لإيقاف هذا العبث فالعالم أصبح يعدّ الرياضة صناعة واستثمارًا وكرة قدم ذات تنافس داخل الملعب ونحن ما زلنا نتابع أيّ رئيس أقوى في تصريحه وإثارته وكأن ذلك هو النجاح”.

المدرب الوطني عبد العزيز الخالد؛ لا تجعلوا من التنافس ساحة معركة نريد منافسة شريفة فيها فروسية:

من جانبه أكد المدرب الوطني الكابتن عبد العزيز الخالد أن الموضوع غاية في الأهمية فالإثارة مطلوبة في كرة القدم وكل ما ارتفع المستوى الفني ارتفعت الإثارة وذلك يعطينا المزيد من التشويق لكرة القدم لكن المبالغة والإثارة المصطنعة مرفوضة تمامًا وتتعارض حتى مع المستوى الفني عندما يكون شحنًا زائدًا ومُبالَغًا وهناك تعاطي مع كرة القدم على أنها معركة وأنها ليست كرة قدم وتنافس شريف وبالتالي تأخذ منحنى آخر.

لذلك كلما كان التنافس عاليًا جداً و بروح رياضية فيها التعارف والمحبة والصداقة والأخوة كان الأداء الفني ممتازاً، وخلاف لذلك فالضغط النفسي على اللاعبين بسبب تصريحات غير مسؤولة فالتصريح غير المسؤول دائمًا ما يشحن اللاعبين بطريقة غير جيدة وغير إيجابية وتنعكس سلبًا على الفريق داخل أرضية الملعب.

وكلما كان اللاعب مهيأ نفسيًا وعنده إحساس بأهمية المباراة وقيمة المنافسة كان لديه تحدٍّ وإصرار على الكسب بعيداً عن التشجنات وبعيداً عن المبالغة، ففي كرة القدم يجب أن يكون التنافس الشريف عنوانًا، فبدون تنافس لا يمكن أن يرتفع المستوى الفني.

مدرب وطني: لا تجعلوا من الرياضة ساحة معركة بتصريحات تخرج المنافسة عن هدفها

ويجب أن يتم ذلك بعيداً عن التصريحات المبالغ فيها ولا يجب أن نوحي للجميع بأننا في ساحة معركة بل يجب أن نكون في منافسة شريفة فيها فروسية ، أيضاً يجب أن نصل لمرحلة أن الخاسر يبارك للفائز والفائز يتواضع ويعرف أنها كرة قدم يوم لك ويوم عليك هذه هي المنافسة المطلوبة وكلما كان التصريح موزونًا وفيه احترام للمنافس كانت القيمة إيجابية بشكل أكبر للتصريح وفائدته تعود على أداء اللاعبين داخل الملعب.

لذا أعتقد أننا بحاجة لإعادة صياغة التنافس الشريف بين الأندية السعودية بشكل ممتاز وأن يوجد احترام كبير وتحسين في استخدام الألفاظ وهنا لابد أن يقوم بذلك الدور هيئة الرياضة والإعلام، وكذلك مسئولو الأندية عليهم أن يتبنوا التنافس الشريف ويسعدوا بالمنافسة الشريفة القوية الشرسة بدلًا من البحث عن الإثارة المصطنعة”.

الأخصائي النفسي الدكتور فالح أبو رجيلة : لهذا السبب خرج رؤساء الأندية في هذه الفترة بهذه التصريحات

من جانبه قال الأخصائي النفسي الدكتور فالح أبو رجيلة ” خروج بعض رؤساء الأندية بتصريحات حادة في مضمونها يأتي من باب الإثارة، ولكنها لا تخرج عن الروح الرياضية؛ حتى تصريحات رئيس نادي الشباب خالد البلطان وكذلك رئيس نادي النصر سعود آل سويلم فعلاقتهما قوية ببعضهما البعض وتلك التصريحات تأتي من باب زيادة الحراك الرياضي.

وقد تأتي تلك التصريحات لأسباب متعددة من ضمنها التبرير لبعض التصرفات أو القرارات أو بعض الأنظمة التي تحدث داخل النادي؛ لأن ظهوره الإعلامي يُعَدّ فرصة مواتية لذلك وذلك طبيعي نتيجة لضغوطات جماهير الأندية خصوصاً في هذا الوقت من نهاية الموسم أو من أجل الدفاع عن ناديهم.

كما حدث مع البلطان؛ خرج ليدافع عن نادي الشباب فهو من باب الأدب لم يخرج عن الروح الرياضية ويبقى البلطان والسويلم "حبايب وإخوة" داخل وخارج الملعب ويعرفان أيضاً متى يخرجان بتصريحات إعلامية يجب على الشارع الرياضي أن لا يأخذها بحدّة كبيرة، وكذلك تلك التصريحات يجب أن لا تكون إلا من باب زيادة التنافس الشريف.

أخصائي نفسي: الضغوطات الجماهيرية لها دور وعلاقة رؤساء الأندية ببعضهم أخوية

فأحياناً ضغط بعض الجماهير قد يضطرّ رئيس النادي للخروج والدفاع عن ناديه وإدارته وإيضاح بعض جهوده التي تخفى على البعض وكذلك بالنسبة لرئيس الهلال أيضًا وعلاقته الأخوية بالبلطان وآل سويلم.

وتابع: أرى أنه لابد أن يكون لدينا وعي وإدراك أن هذه التصريحات (حبّيّة) و (ودية) بين رؤساء الأندية من باب زيادة التشويق والمتعة والتنافس الشريف خصوصًا مع احتدام المنافسة نهاية الموسم، كما أن هناك عدة أمور قد تجبر رؤساء الأندية للخروج أيضًا في هذا التوقيت وبهذه اللهجة؛ من ضمنها تبرير بعض الإخفاقات حتى وإن حدثت مستقبلًا فيكون وقعها أقل لدى جماهير ناديه وتستطيع تقبلها حينها وكما أن هناك تنافسًا شريفًا داخل الملعب فهناك تنافس أيضًا شريف خارج الملعب.

وأضاف: أتمنى من رؤساء الأندية أن يوضحوا ويتحدثوا عمّا بداخل أنديتهم ويكفّوا عن الحديث عن أي كيان آخر، وأن يبرّروا ما بداخل أنديتهم ولا يبرروا ما يحدث في أندية أخرى، ويجب على كل رئيس نادٍ أن يحترم الكيان الرياضي ككل ويحترم الرياضة أيضاً، والذي وضع اللبنة الأساسية لهم كرؤساء أندية هذا الموسم هو معالي المستشار تركي آل الشيخ حينما كان رئيساً للهيئة العامة للرياضة.

فنحن في النهاية شعبٌ واحد ووطن واحد ولايجب أن تمس هذه التصريحات الأشخاص ولا يحدد فيها شخص بعينه فلايمكن تشويه صورة السويلم وكذلك البلطان وأيضًا الأمير محمد بن فيصل وجميع رؤساء الأندية وكذلك الأندية ككيانات رياضية يجب أن لا يتم التطرق لِما يسيء لها فرؤساء الأندية قد يتعرضون لمضايقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات (ساخرة) ولكن هذا ولله الحمد لا يتعدى بعض الجماهير فقط التي تحتاج لمزيد من الوعي.

ولا يجب لرئيس نادٍ أيًّا كان بأن ينزل لمستوى هذه الجماهير المتعصبة المندفعة كثيراً؛ لأن الرئيس يخدم الكيان ولا يخدم نفسه وإنجازاته تحسب للنادي؛ والرؤساء سيرحلون وتبقى الكيانات، ولا نريد أن تصل الرياضة لدينا والجماهير لمرحلة الاحتقان ولا يجب المساس لا بالأندية ولا بجماهيرها بأي حال من الأحوال.

الجماهير الرياضية تنقسم بين معزز ومتحفظ

الجماهير الرياضية التي شاركت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة كبيرة انقسمت أيضًا إلى قسمين: حيث رأت غالبيتها بأن مايحدث لايمكن أن ينعكس إيجاباً على الرياضة السعودية، وأنه يُخرج المنافسة الشريفة عن طورها ويقلل القيمة الفنية للأداء داخل الملعب، ويجب على رؤساء الأندية التحلي بِلُغة إعلامية أقل حدّة تتناسب وتتواكب مع المرحلة الحالية للكرة السعودية ومحاولة إعادتها للواجهة الآسيوية؛ مؤكدة بأنه يجب على رؤساء الأندية التفرغ للعمل والتنظيم الإداري بدلاً من مهاترات إعلامية بلغة لا تليق أبداً بمن يترأس كيانات كبيرة ذات شعبية وذات تاريخ وإرث رياضي مهم.

في حين ترى جماهير أخرى بأن رئيس النادي لابد أن يخرج ويدافع عن ناديه ومكتسباته من خلال لهجة إعلامية قوية تعيد هيبته وتحفظ مكانته وهذا مايجب أن يكون عليه رئيس ناديها من وجهة نظرها.

وبالتالي من خلال ماتم ذكره ( بالتحقيق الصحفي ) والاستئناس بآراء المختصين في نواحي عديدة تجاه ماخرج به بعض رؤساء الأندية من تصريحات؛ يتضح بأن مثل تلك التصريحات لايمكن أن تخدم الرياضة السعودية في مجملها.

إخراج المنافسة الشريفة عن هدفها

وقد تؤدي إلى إخراج المنافسة الشريفة عن هدفها وزيادة الاحتقان في الوسط الرياضي، وهو ما سينعكس على مستوى الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر سلبياً.

كما أن لتلك التصريحات تبعات قد تتجاوز التنافس الرياضي وتتخطاه لتدخل دائرة الخطورة الأمنية أثناء إقامة المباريات أو خلافه وكل تلك الأبعاد يجب أخذها في عين الاعتبار حتى تبقى رياضتنا لا تشوبها شائبة وتستند على أمل متجدد وحلم قادم بحول الله وقوته تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين متطلعين لتحقيق رؤية 2030 ورياضتنا في تقدم وازدهار مستمر.