اسطنبول وأخواتها تعاقب حزب أردوغان.. لماذا حدثت الخسارة التاريخية؟

مني حزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بهزيمة تاريخية في مدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ 25 عاما، وعدد من المدن الكبرى بالانتخابات البلدية.

هزيمة اسطنبول وأنقرة، أحد أكبر المعاقل الانتخابية للرئيس وحزبه، بحسب محللين وتقارير إعلامية تركية، صفعة تاريخية موجهة وفشل للنظام الرئاسي.

فور بوادر الهزيمة، اعترف الرئيس التركي، الأحد، بخسارة حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، في عدد من البلديات بمدن مهمة، بعد ساعات من بدء فرز الأصوات في الانتخابات المحلية.

ووفقا لآخر النتائج الرسمية، فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض ببلديات إسطنبول وأنقرة وأزمير ومارسين وأنطاليا ومدن أخرى، في تطور انتخابي غير مسبوق منذ فترة طويلة.

خبراء في الشأن التركي اعتبروا خسارة الحزب الحاكم للبلديات الكبرى "نقطة تحول تاريخية" أظهرت مدى تأثر شعبية الرئيس أردوغان بسبب سياساته الخارجية والداخلية.

في وقت سابق قاد أردوغان الحملات الانتخابية بنفسه وعقد أكثر من 100 لقاء، ورفع سقف الانتخابات البلدية عندما شن حربا ضد المعارضين، ولجأ إلى اتهام خصومه السياسيين بالإرهاب والخيانة.

وذكر تقرير لصحيفة زمان التركية أن "أردوغان قاد الحملات وكأنه في انتخابات رئاسية وليست بلدية، وخطابه المليء بالتخوين والإرهاب، انعكس عليه سلبا".

اقتصاد متدهور

وجاءت الانتخابات في وقت يواجه الاقتصاد التركي تحديا كبيرا، بعدما انزلقت الليرة إلى مستويات غير مسبوقة وارتفع التضخم والأسعار بينما طال الركود الأسواق.

ولم تفلح بعض الإجراءات الأخيرة من الحكومة التركية بشأن ضبط الأسعار أو توزيع سلع بأسعار مخفضة في مناطق عديدة في إنقاذ حزب العدالة من خسارة تاريخية في أهم مدينة وفي العاصمة ومدن كبرى.

وقال المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول إن الناخب التركي بعث برسالة واضحة بفشل السياسات الاقتصادية التي انتهجها أردوغان عبر صهره بيرات ألبيرق.

ووفقا لتصريحاته لقناة سكاي نيوز عربية فإن "الأزمة الاقتصادية كان لها تأثير كبير على هذه الانتخابات".

وتعد الانتخابات البلدية أول استحقاق انتخابي شعبي بعد تحول النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي أتاح لأردوغان صلاحيات شبه مطلقة، وهو ما "جعل الرئيس وحزب العدالة والتنمية الحاكم يتحملان مسؤولية كافة السياسات الأمنية والاقتصادية، لتتحول الانتخابات البلدية إلى ما يشبه استفتاء جديد على هذا النظام".

ويؤكد فقدان المدن الكبرى "فشل النظام الرئاسي"، فقد "وضع الناخب التركي رأيه جليا في النظام الرئاسي من خلال التصويت على سياساته الأمنية والاقتصادية".

ويتوقع خبراء في الشأن التركي أن تمثل هذه النتائج تحديا كبيرا للنظام الرئاسي الجديد، بينما "سيكون من الصعب على أردوغان قيادة البلاد بذات الأسلوب مع الانقسامات التي خلقها والشعبية التي تدهورت فعليا، بينما ستلقي بظلالها على الحزب الحاكم داخليا".