سمات القيادة الاستراتيجية

ربما لم تعد – عملية اختيار وتعيين القيادات الإدارية لقيادة دفة المؤسسات المختلفة وبالذات الحكومية منها – بذات الأهمية كما كانت في السابق؛ فلم يعد دور القيادة الإدارية مجرد إدارة المؤسسة إلى بر الأمان وتحقيق التوازن، عِوضاً على أن بعض الإدارات صنعت أزمات ومشكلات ثم انصرفت وتركت المؤسسة تصارع البقاء في ظل بيئة إدارية غير صحية.

فكما أن التحولات والتغييرات طالت مجالات عدة ومختلفة؛ فكان لزاماً أن تكون القيادات الإدارية على مستوى الطموح والتطلعات، فالمستقبل يتطلب قيادة استراتيجية تتمتع بسمات عدة أهمها:

  • القدرة على التكيف بمعنى القدرة على فهم السياق والاعتراف بواقع المؤسسة واستثمار الفرص، وذلك يشمل الممارسات والسلوكيات القادرة على تقديم حلول سريعة ومدروسة، بالإضافة إلى القدرة على تجاوز الحدوج الشخصية (الاجتهاد والمثابرة)، وامتلاك المهارة في استبدال العقليات بسرعة ورشاقة، وامتلاك المرونة الفكرية في التغيير المخطط له.
  • التركيز والتفكير المتعمق بمعنى القدرة على استكشاف القضايا تحت السطح والتدقيق في المعلومات، ويشتمل ذلك على عدد من الممارسات منها القدرة على طرح الأسئلة الصحيحة، وإدارة الذات بكفاءة وفعالية عالية، والقدرة على تحقيق التوازن بين المهارة في العمل وبين الخبرة المكتسبة.
  • رغبة القيادة الاستراتيجية في الإنجاز والطموح، ويشتمل على عدد من الممارسات منها: الشعور بالإلحاح، والتواضع، والرغبة في خدمة الآخرين، والتعاطف مع القضايا، والقدرة على إشراك الآخرين، والتدريب، كل ذلك بعيداً عن المركزية والسيطرة.
  • قدرة القائد الاستراتيجي على التأثير العاطفي في الآخرين، وتطوير مهاراتهم وسلوكياتهم، وإجراء عمليات التحسين المستمر، ويشتمل ذلك على عدد من الممارسات منها: الذكاء العاطفي، ومعرفة دوافع الآخرين، والقدرة على رفع الروح المعنوية، والوعي الاجتماعي، وإدارة العلاقات بشكل جيد مع الآخرين.
  • امتلاك الفكر الاستراتيجي الذي يتصف بالشمولية والمنهجية الهادفة والرؤية المستقبلية والبصيرة الثاقبة، ويشتمل ذلك على عدد من الممارسات أهمها: القدرة على قراءة الماضي جيداً، وفهم الحاضر بوضوح، واستشراف المستقبل، والقدرة على صياغة وكتابة الغايات والأهداف بعيدة المدى، والقدرة على تحليل ودراسة وتقييم البيانات، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب، والقدرة على الاستغلال الأمثل للموارد.
  • البراعة في التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي، ويتطلب ذلك فهم سياق العمل، وخلق رؤية مقنعة للمستقبل، والقدرة على تنفيذ الخطط وتنفيذ الأفكار، ويشتمل ذلك على عدد من الممارسات أهمها: تطوير الحدس، وتعزيز التفكير الابتكاري، واتخاذ القرارات بناء المعلومات الصحيحة والدقيقة، والقدرة على فهم البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة.