أوراق قطر.. كتاب فرنسي يكشف طرق تمويل الدوحة للإرهاب في أوروبا

يضع تحقيق استقصائي فرنسي حفيد مؤسس "الإخوان"، طارق رمضان في قلب فضيحة جديدة، تتمثل في دفع مؤسسة قطر الخيرية (منظمة قطرية غير حكومية) له راتبا شهريا يقدر بنحو 35000 يورو شهريا، وذلك ضمن كتاب "أوراق قطر"، الذي كشف الدور القطري في تمويل الإسلام السياسي بالقارة العجوز وتمويل الشبكات المرتبطة بالإخوان.

وضمن مجموعة وثائق تضمنها كتاب "أوراق قطر" الاستقصائي للصحفيين الفرنسيين "كريستيان تشينو" و"جورج مالبرونو"، نشر الكاتب الفرنسي "جورج مالبرونو" جزءا من وثائق جديدة حول دفع مؤسسة قطر الخيرية، راتبا شهريا لطارق رمضان، ضمن تغريدات على صفحته الرسمية بتويتر، ودون ما يلي: أصدر اليوم كتابنا "أوراق قطر – كيف تمول قطر، المساجد في فرنسا وأوروبا".

وكشف مالبرونو أن الكتاب الاستقصائي الجديد يفضح شبكة واسعة لتمويل 140 مسجدا في أوروبا من بينها 22 في فرنسا، من قبل مؤسسة قطر الخيرية.

من هو جورج مالبرونو؟

هو صحفي فرنسي، من أبرز الصحفيين الفرنسيين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط والصراع العربي/الإسرائيلي، وعمل مع عدة مؤسسات إعلامية فأنجز لها تغطيات صحفية عديدة في المنطقة. اختطف في العراق العام 2004 رفقة زميله كريستيان شينو فأمضيا 124 يوما رهن الاعتقال.

وثيقة استثنائية

وفي ذات السياق، وصفت مجلة "لوبوان" الفرنسية، كتاب "أوراق قطر" بالوثيقة الاستثنائية، بعد أن تمكن الصحفيان الفرنسيان من الاطلاع على الروايات التفصيلية لمؤسسة قطر الخيرية، لافتة إلى أن الكتاب يسرد عدداً لا يُحصى من المشروعات على الأراضي الفرنسية من مساجد ومدارس وجمعيات وغيرها، الممولة مباشرة من هذه المنظمة غير الحكومية المرتبطة بأمير قطر.

وعلى صعيد آخر، نشرت دار "ميشال لافون" للنشر، صورة لغلاف الكتاب على موقعها الإلكتروني، ونوهت عنه قائلة، بأن الكتاب يكشف خريطة التمويل في فرنسا وأوروبا بقيادة مؤسسة قطر الخيرية، وهي أقوى المنظمات غير الحكومية في الإمارة الخليجية، على حد وصفها.

وأوضحت أن هذه الوثائق السرية، التي تم الكشف عنها لأول مرة، توضح بالتفصيل معظم المشاريع الـ 140 التي تمول المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية، لصالح الجمعيات المرتبطة بجماعة الإخوان، كما يكشفون عن الراتب المدفوع إلى طارق رمضان، وهو أحد رموز الإسلام السياسي، الذي ترعاه الدوحة خارج حدودها.

وأوضحت دار النشر، في تلخيصها لمحتوى كتاب "أوراق قطر"، أنه بعد دراسة استقصائية في ست دول أوروبية وعشرات المدن في فرنسا، كشف المؤلفان عن اللغة المزدوجة، للجمعيات الإسلامية فيما يتعلق بتمويلها الخارجي.

وصدر الكتاب الذي يعد تحقيقا جديداً يحصر الشبكات، والطرق، والمنافذ والشخصيات المستفيدة من التمويل القطري في أوروبا، بعد حصول الكاتبين على تسريبات ووثائق من داخل المنظمة القطرية نفسها، التي تعد الآلية الرسمية التي تمول عبرها الأسرة الحاكمة في الدوحة عملياتها الخارجية.

ضخ الأموال لشبكة الإخوان في أوروبا

وبفضل هذه التسريبات نجح الصحافيان البارزان، في تحديد معالم التدخل القطري في أوروبا، من فرنسا إلى سويسرا، ومن إيطاليا إلى ألمانيا، في رصد الشخصيات البارزة التي تتمتع بالدعم القطري، مثل طارق رمضان؛ حفيد مؤسس الإخوان، فضلاً عن نجاح الكتاب في رصد ومتابعة حركة 71 مليون يورو، منذ 2014 ضختها قطر عبر المنظمة الخيرية، في 6 دول أوروبية، لدعم مراكز، ومدارس، ومساجد، جميعها خاضعة لمنظمات تنتمي إلى شبكة الإخوان الأوروبية، ناهيك عن تمويل 113 مشروعا في مختلف المناطق، فقط من أجل "خلق ثقافة مضادة داخل المجتمعات المسلمة في أوروبا، وتعزيز فصلها عن هذه الدول، في إطار مشروع سياسي ورؤية خاصة بالإخوان"، ضمانا لهيمنة عالمية "للمشروع الإخواني" وفق الصحافي الفرنسي، والرهينة السابق في العراق جورج مالبرونو.

فتح أسرار خزينة قطر

وسبق أن أصدر الكاتبان الفرنسيان كتابا يحمل عنوان "قطر..أسرار الخزينة"، وكشفا فيه محاولات قطر لشراء الفيتو الروسي في الأمم المتحدة، وخفايا استثماراتها في فرنسا، وكيف انتقل هذا البلد الخليجي، المثير للجدل، من "دبلوماسية دفتر الشيكات" إلى تسليح الثوار على غرار ما حدث مع ليبيا وسوريا، إلى جانب دعمهم جماعة الإخوان والإطاحة بنظام القذافي في ليبيا ودعمهم للمعارضة في سوريا، وكان لهم دور في انتفاضات تونس ومصر، فلا شيء يوقف أطماع قطر نحو النفوذ، وفق ما جاء في كتاب لشينو ومالبرونو: “قطر، أسرار خزينة”.

التمويل في سويسرا وإيطاليا

كما رصد الكتاب تمويل "قطر الخيرية" للمشروعات في سويسرا، الذي بلغ نحو 3.6 مليون يورو ضختها قطر في 5 مشروعات مختلفة في سويسرا بينها مراكز في بيرلي، ولا شو دو فون” وبيان، ولوجانو".

ومن بين عملاء قطر، الذي كشف الكتاب النقاب عنهم، الثنائي محمد ونادية كرموس، اللذين لهما دور كبير في الاستثمارات القطرية في سويسرا، عن طريق متحف الحضارات الإسلامية في “لا شو دو فون"، حيث تلقيا من قطر بين عامي 2011 حتى 2013 نحو مليون و394 ألف فرنك سويسري، (قرابة المليون و200 ألف يورو) عبر 7 تحويلات بنكية من قطر الخيرية".

وكان الثنائي كرموس، يجريان تحركات على أعلى مستوى لجمع الأموال، كما تلقت نادية كرموس توصية مباشرة من القرضاوي بدعمها، صاحب الخطاب الأكثر تطرفاً في العالم الإسلامي، الذي يدعو لغزو أوروبا عبر المنصات الإعلامية القطرية"، بحسب وصف الكتاب.

أما عن محمد كرموس، الذي كان يعمل أمين صندوق لجامعة تابعة لتنظيم الإخوان في أوروبا "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية"؛ الممول من قطر في وسط فرنسا، فقد أظهرت وثيقة أنه في العام 2007، اعتقلت السلطات السويسرية في القطار فائق السرعة كرموس، لحوزته 50 ألف يورو نقداً مباشرة من قطر لصالح المعهد.

ويدير كرموس، الذي ينحدر من أصل تونسي، (رابطة المسلمين في سويسرا وجمعية "واقف" السويسرية) اللتين تمولان مراكز دينية في مدينة بيرلي ومادريتشستر في مدينة بيان.

وفي بيرلي، تلقى المجمع الثقافي الإسلامي في لوزان قرابة 1.6 مليون فرنك من قبل (قطر الخيرية) العام 2011، وفي بيان، أظهرت مذكرة داخلية للمؤسسة جاء فيها أنه “قطر ووزارة الخارجية للشؤون الإسلامية قامت بشراء مسجد صلاح الدين في مدينة "بيان" بضاحية بيرن السويسرية، ونشكر دولة قطر وحكومتها وشعبها".

وحاول الكاتبان وفق موقع (euroabia.com) التواصل مع محمد كرموس لتوضيح هذه المعلومات، لكنه رفض الرد على هذه المعلومات حول النفوذ القطري، قائلاً: "ليست هناك مشكلة طالما نحترم القانون السويسري".

ويحذر الكتابان مالبرنو وشينو من تنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا وعرابيه القريبين الذين يهدفون إلى التحكم في مسلمي أوروبا برؤية سياسية تهدف في نهاية المطاف إلى شكل من أشكال الهيمنة العالمية.

كما يشير الكاتبان الفرنسيان إلى أن الإخوان هم التنظيم الوحيد الذي لديه طاولة مفتوحة مع السلطات الفرنسية لا سيما رؤساء البلديات، ولديهم قدرة على التأثير.

وفي عام 2014، مولت قطر 113 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا في جميع أنحاء أوروبا، بنحو 71 مليون يورو، وأظهر الكتاب أن إيطاليا هي الدولة التي استثمرت فيها أكثر من غيرها، حيث أقامت 45 مشروعاً بقيمة 22 مليون يورو.

وتتبع الصحيفان مسار ما كشفته صحيفة “لاستامبا” الإيطالية، في تقرير سابق، أشارت فيه إلى أن قطر استثمرت في نحو 45 مشروعا في إيطاليا، بشكل رئيسي في جزيرة صقلية، وشمال البلاد في مدن “سارونو” في بياتشينزا، مروراً بـ”بريشيا” والساندريا.
وكشف كتاب أوراق قطر وثائق موقعة من يوسف القرضاوي تفيد بحث ممثلي المراكز الدينية في إيطاليا في مطلع عام 2015 بدعم مشروع بناء مركز جديد في ميلان، يتضمن مسجدا ومدارس.

وفي مواجهة هذه المعلومات، دعا برلمانيون إيطاليون، بينهم كارلو فيدانزا، رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، بحظر أي إمكانية أي تمويل أجنبي للمؤسسات الإسلامية في البلاد”.