الحرس الثوري يفجر سواتر ترابية بناها الأحوازيون لحماية قراهم من السيول

فجر الحرس الثوري الإيراني سواتر ترابية كان الأحوازيون قد شيدوها لحماية قراهم وأراضيهم ومنازلهم المهددة بالغرق بمياه السيول قرب قرية البرواية.

و أظهر فيديو مسرب من موقع التفجير جنودا وضباطا من الحرس الثوري وهم يفجرون أحد تلك السواتر على مشارف منطقة البرواية في الأحواز, في وقت تتضاعف فيه خسائر الأهالي وأعداد الضحايا جراء ارتفاع شدة تدفق مياه السدود نحو أراضيهم وقراهم بعد أن اتخذت سلطات النظام قرارا على أعلى المستويات بفتح منافذ السدود ودفع المياه نحو القرى والأحياء والمدن الأحوازية الآهلة بالسكان بغرض حماية السدود نفسها من ضغط المياه في وقت تقيم فيه سلطات النظام في الأحواز حواجز لمنع تدفق المياه نحو منشآتها النفطية والعسكرية ومصانع قصب السكر التابعة لها في تلك المناطق.

وتحولت مدن وقرى شمال الأحواز إلى ما يشبه البحيرات بعدما أغرقت السيول والفيضانات المنازل والقرى والأراضي الزراعية، والمستشفيات والمصانع والمدارس، وسط تقاعس واضح من سلطات النظام الإيراني في التعامل مع الكارثة واتهامات لها بتعمد توجيه المياه نحو القرى والمدن الأحوازية حماية للمنشآت والسدود.
و وثق ناشطون أحوازيون و وسائل إعلام غرق أكثر من 278 قرية، ودمار مساحات شاسعة من الأراضي والمنازل في عدة مناطق بالرحمانية في مدينة المحمرة، بعدما غمرتها مياه السيول بالكامل.

كما وثق النشطاء غرق معظم قرى الحميدية، والأحواز العاصمة ، وحي كرانة، والمكسر، ومنطقة الخزعلية في الخفاجية، وقرى عيلام، ومنطقة السبهانية في الخفاجية، وبعض القرى بين الحميدية والخفاجية، وقرى مدينة تستر، وإيذج .

وسائل إعلام ذكرت أن السيول أيضًا مدينة أرجان وأغرقت الأسواق والشوارع، كما أغرقت الأراضي الزراعية في كوت سيد نعيم بميسان، وجميع المنازل والمحاصيل في قرى الشعيبية، وقرية قصبة المنيعات بين مدينتي المحمرة ودار خوين.

و وصلت مياه السيول المناطق الأثرية والمرافق الحيوية كالمستشفيات، فغمرت المياه المدينة التاريخية في تستر ، وأغرقت غرف العمليات بمستشفى جلستان، وسط تحذيرات من مركز دائرة الأزمات في الأحواز بتفاقم الكارثة خلال الأيام المقبلة، خاصة وأن معدلات تدفق المياه في سد الكرخة ارتفعت إلى نحو 2500 متر مكعب في الثانية الواحدة.
محافظ الأحواز علي شريعتي، أمر بدوره أمس بإخلاء ست مدن من سكانها في أسرع وقت ممكن، من بينها البسيتين، والحميدية، والخفاجية، بالإضافة إلى المنازل القريبة من ساحل الكرخة، في مدينة عبد الخان، دون أن تحدد للسكان وجهة النزوح ودون ان توفر لهم مراكز إيواء في المدن الأخرى .
يشار إلى أن رئيس النظام حسن روحاني زار الأحواز قبل نحو أسبوع وصرح بأن سلطاته ستواصل فتح منافذ السدود مطالبا الأحوازيين بإفساح المجال للمياه أن تصل بيوتهم و أراضيهم وقراهم حماية للسدود والمنشآت الحيوية, وهو ما استنكره معظم الأحوازيين واعتبره بعضهم إشهارا لنية النظام ارتكاب جريمة إغراق وتشريد جماعي للأحوازيين .