ما لا تعرفه عن الفريق عوض بن عوف رئيس المجلس العسكري في السودان

أعلن وزير الدفاع السوداني الفريق عوض بن عوف، اليوم، اعتقال الرئيس السابق عمر البشير، وفرض حالة الطوارئ في عموم البلاد، خلال مرحلة انتقالية مدتها عامين، يتولي هو نفسه فيها رئاسة المجلس الانتقالي.

وبعد اجتماع لقيادة القوات المسلحة السودانية، استمر لمدة قاربت 9 ساعات، تخللها سماع دوي إطلاق نار داخل مقر القيادة العامة للجيش، وخلافات بين قادته حول اسم الشخصية التي ستتولى إدارة المرحلة المقبلة، خرج بن عوف ليعلن إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في جميع أنحاء البلاد، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وتعطيل الدستور، وحل مؤسسة الرئاسة والبرلمان ومجلس الولايات ومجلس الوزراء، مطمئنًا دول العالم بالالتزام بالاتفاقات الدولية.

وقبلها بقليل، أعلنت الصفحة الرسمية للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية عبر "فيسبوك" أن "هناك شبه إجماع على رفض تولي بن عوف لقيادة المجلس العسكري الانتقالي، ونحن بدورنا نؤيد الشعب ونرشح عدوي أو البرهان أو أي شخصية أخرى مقبولة من الجماهير بديلا عن بن عوف".

وحتى الآن، يتظاهر مئات الآلاف من الشعب السوداني في وسط العاصمة الخرطوم، رافضين لتشكيل مجلس عسكري لحكم البلاد، ولا سيما لشخصية الفريق عوض بن عوف، الذي اختاره البشير نائبا أول لرئيس الجمهورية مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرا للدفاع.

الفريق عوض محمد أحمد بن عوف من مواليد عام 1954 بقلعة ود مالك بقرية "قري"، والتحق بالكلية الحربية وتلقى تدريبه العسكري في مصر، وتخرج في الدفعة 23 مدفعية، وعمل معلما بكلية القادة والأركان.

وخلال مسيرته العسكرية، عمل مديرا للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، ونائبا لرئيس أركان القوات المسلحة، وشغل أيضا موقع رئيس هيئة الأركان المشتركة قبل إعفائه من الخدمة في يونيو 2010 كجزء من عملية تغيير عسكرية كبرى، وبعد تقاعده عين سفيرا في وزارة الخارجية، حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات، قبل أن ينقل قنصلا عاما للسودان في القاهرة، ثم سفيرا للخرطوم لدى سلطنة عمان.

كان اسم عوف مدرجا ضمن قائمة مايو 2007 للأفراد الذين عاقبتهم الولايات المتحدة بسبب دوره المزعوم كحلقة وصل بين الحكومة السودانية والجنجويد في فترة الحرب في دارفور.

وفي أغسطس عام 2015، أصدر الرئيس السابق عمر البشير، مرسوما جمهوريا، بتعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، وزيرا لوزارة الدفاع الوطني.

وتشير التقارير إلى أنه خلال توليه منصبه شهد تسليح الجيش السوداني تطورا نوعيا في ما يتعلق بالمنظومة الصاروخية والمدفعية.

في 23 فبراير الماضي، عين البشير، وزير دفاعه عوض بن عوف، نائبا أولا له، مع احتفاظه بمنصبه.

واعتمد بن عوض لهجة تصالحية مع المتظاهرين لدى تعيينه في المنصب الجديد، قائلا إن الشبان الذين شاركوا في الاضطرابات الأخيرة لهم "طموح معقول".

وحتى في البيان الذي ألقاه ظهر اليوم، حاول بن عوف احتواء الشعب السوداني، وأن يبدو بمظهر المتفهم لطبيعة الاحتجاجات وأسبابها، لكنه لم ينجح في ذلك، على ما يبدو، إلى حد بعيد.