حفظ الله بلادي.. المملكة العربية السعودية

من أرض الشجاعة والإقدام، مضرب المثل في التضحية والبسالة، من منطقة رجال الملك سلمان، من سطروا في التاريخ أروع الأمثلة وقدموا الغالي والنفيس والدم والنفس، ليبقى وطن التوحيد والحرمين بلادي المملكة العربية السعودية عزيزة منيعة في أمن وإيمان بإذن ربها، هم أولئك الأبطال، أهل العزيمة والإقدام على حدود بلادنا في منطقة نجران العزة والصمود والشموخ، تلك الأرض الغالية التي رُفِعت فوقها رايةُ التوحيد، وصُدِحَ بين جبالها بنداءات التكبير، وعليها درجت أقدام العز والشرف.

أصحاب المقام الأول في خدمة الوطن بكل قدرة وافتخار، وبسالة وإقدام، لقمع أعداء الدين والوطن، الطامعين الأنجاس.
موطنٌ يُشعِرُ من زاره بالعزة والإفتخار ويدعوه لتقبيل رؤس أبطالنا المرابطين على حدود بلادنا عرفاناً لهم وإعجاباً بما يقدمون، وإيماناً بدورهم العظيم في الدفاع عن الوطن والمواطنين.

كما لا شك أنه حينما نعجب بأبطالنا على حدود بلادنا فإننا نعجب بجنودنا وأبطالنا داخل بلادنا الطاهرة من كافة القطاعات الأمنية.
ولعل ذلك يتضح واضحاً جلياً في الإنجاز الأمني والعمل الشجاع في دحر الإرهابيين، واستئصال شأفة الخوارج المارقين، الذي وقع في محافظة الزلفي الغالية، فكان من نتائجه قتل بعض من هذه الفئة الباغية المارقة من الدين، وإيقاف عدد منهم.

وإن المتأمل في هذا الإنجاز الذي يدعو إلى حمد الله وشكره، والإفتخار بهذا العمل ليدرك اليسير من الكثير ومن ذلك:

1- نشأة الخوارج المارقين كانت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ويرجعونهم بذلك إلى ذي الخويصرة الذي اعترض على الرسول صلى الله عليه وسلم في قسمة كان يقسمها بعد إحدى الغزوات، كما يروي أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه الحادثة بقوله: (بينما النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقسِمُ، جاء عبدُ اللهِ بنُ ذي الخُوَيصِرَةِ التَّميمِيِّ فقال: اعدِلْ يا رسولَ اللهِ، فقال: (وَيحَكَ، ومَن يَعدِلْ إذا لم أَعدِل)، قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: ائذَن لي فأضرِبُ عُنُقَه، قال: (دَعه، فإنَّ له أصحاباً، يَحقِرُ أحدُكم صلاتَه معَ صلاتِه، وصيامَه معَ صيامِه، يَمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرُقُ السهمُ منَ الرَّمِيَّةِ، ينظُرُ في قُذَذِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ إلى نَصلِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ إلى رِصافِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ في نَضيِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، قد سبَق الفَرثَ والدمَ، آيتُهم رجلٌ إحدى يدَيه، أو قال: ثَديَيه، مثلُ ثَديِ المرأةِ، أو قال: مثلُ البَضعَةِ تَدَردَرُ، يَخرُجونَ على حين فُرقَةٍ منَ الناس)، قال أبو سعيد: أشهَدُ سمِعتُ منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشهَدُ أنَّ عليًّا قتَلهم، وأنا معَه، جيءَ َبالرجلِ على النعتِ الذي نعَته النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فنزَلَتْ فيه: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ)[٥]).

فنشأتهم ليست بالحديثة ومألهم أنهم كلاب النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهم كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنهم يقاتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان ، وهذا دأبهم في كل زمان تجد تسلطهم على المسلمين وعلى مجتمعات المسلمين، زمرة ضالة مُضِلة.

٢- بسالة رجال أمننا حفظهم الله في قِتال هذه الفئة الضالة، وهذه البسالة نابعة من عقيدة وإيمان، وولاء لولاة أمرنا الميامين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ونصره، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وأيده فلا لمخرب يريد ان يشق عصى الطاعة، ويفرق الجماعة.

٣- يتضح من ضلالة تلك الفئة سلامة الكفار والرافضة والمنافقين منهم والتسلط على عباد الله المؤمنين.

4- أن من أعظم الواجبات التعاون مع رجال أمننا فيما يحقق عبادة الله في الأرض، وأن نكون صفاً واحداً مع ولاة أمرنا، ودرعاً واقياً لردعهم، وكسر شوكتهم.

٥- من أعظم وسائل الحفظ ودحر هذه الفئة الدعاء فهو سلاح لا يستهان به ومن أعظم أسباب التمكين في الأرض.

اللهم يا مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء أنزل الخوف والرعب في قلوب الخوارج ومكن منهم يا حي يا قيوم.

اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لما تحب وترضى، وخذ بناصيتهما للبر والتقوى.

الله احفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، واحفظ جنودنا من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم وأعيذهم ربي بك أن يغتالون من تحت أقدامهم.

اللهم احفظهم بحفظك، وانصرهم على عدوك وعدوهم، وارحم شهيدهم، وعجل بشفاء مريضهم يا ولي يا كريم يا قادر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمةً للخلق أجمعين.