مجلس علماء باكستان يستنكر المحاولات الإرهابية الفاشلة للنيل من أمن السعودية

ضمن منظومة البرامج العلمية المكثفة التي ينظمها خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1440، عقد مجلس علماء باكستان مؤتمره العلمي بعنوان حماية الحرمين الشريفين والأقصى، الذي يستهدف تأكيد أهمية المملكة العربية السعودية بحكم مكانتها ودورها الحيوي في العالم، والتأكيد على مكانة الأقصى الشريف في قلوب المسلمين والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وتضمن المؤتمر مجموعة من المحاور التي تساهم في تعزيز مكانة الأمة الإسلامية بين شعوب العالم ودورها المتميز والرائد والمهم والحيوي والضروري لترسيخ معاني السلم والسلام والوسطية والاعتدال ونشر العلم والمعرفة والمساهمة في حماية المجتمعات من الغلو والتطرف والتشدد والعنف وبث الرعب والحقد والكراهية وغيرها من السلبيات الخطيرة المرتبطة والتطرف والإرهاب الذي لا ينتمي لدين ولا وطن ولا مذهب.

وأقر الحضور بأن الإرهاب مشكلة عالمية أساسها الحقد والحسد والتلوث الفكري الفاسد والكراهية الذي تنشره جماعات الفساد والإفساد والضلال، وقد اجتمع في أحدى القاعات الكبرى وسط مدينة لاهور نخبة من علماء باكستان من مختلف الجماعات والأحزاب والمذاهب والأطياف، وعدد كبير من كبار المشايخ والدعاة والمفكرين والمتخصصين والباحثين والإعلاميين الذين تفاعلوا وشاركوا في مناقشة مجموعة من المحاور والأفكار وتبادلوا المعلومات والخبرات لمعرفة المستجدات على الساحة الدولية وأبرز التحديات المعاصرة التي تواجه العالم العربي والإسلامي.

ترأس جلسات المؤتمر، المشرف العام على البرامج الدعوية العلمية التعليمية الشاملة المخصصة لشهر رمضان، فضيلة الشيخ حافظ محمد طاهر محمود الأشرفي رئيس مجلس علماء باكستان، بحضور ومشاركة كبار العلماء والمشايخ والدعاة من مختلف اامذاهب والجماعات والأحزاب، الذين شددوا على استنكارهم للمحاولات الإرهابية الفاشلة للنيل من أمن المملكة العربية السعودية.

وأشاد الجميع بصلابة قوات الأمن السعودي الباسل التي تصدت للمتطرفين بكل شجاعة وقوة ومنعتهم من تنفيذ مخططهم الفاشل، وعبر الجميع عن عمق العلاقة الاخوية السعودية الباكستانية مؤكدين أنها علاقة تاريخية متجذرة تخدم مصالح الأمة الإسلامية وتخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين في ظل التعاون الكبير والتنسيق القائم والتوافق الكامل بين القيادتين وحكومة البلدين الشقيقين التي تصب في مصلحة جميع دول العالم الباحثة عن السلم والسلام.

وقدم أعضاء مجلس علماء باكستان خالص الشكر والتقدير لقائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مشيدين بجهودهم المباركة لخدمة الأمة الإسلامية والدفاع عن قضايا المسلمين في جميع أنحاء العالم ونشرهم لسماحة الإسلام وعلوم الدين والحكم في البلاد بما جاء في الكتاب والسنة، ومد جسور التواصل بين المسلمين وشعوب العالم لتعزيز التسامح والتصالح والتعارف بين الشعوب ونبذ التحزب والتشدد والحقد بشتى أشكاله وأنواعه.

معبرين عن تقديرهم الخالص والكامل لما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود لخدمة الحرمين الشريفين والعناية بالملايين من المعتمرين والزوار الذين يتوافدون خلال شهر رمضان المبارك للمسجد الحرام والمسجد النبوي وينعمون بالأمن والآمان والطمأنينة والإستقرار والحماية والرعاية والخدمات المتواصلة على مدار 24 ساعة من جميع القطاعات المكلفة من الدولة لخدمة المعتمرين والزائرين وتوفير أفضل الخدمات للجميع وتمكينهم من أداء المناسك والزيارة بكل يسر وسهولة.

ومن جهته تحدث الشيخ الأشرفي حول أهمية تعزيز الأمن والإستقرار وحماية مجتمعاتنا الإسلامية من العنف والإرهاب، مؤكدا أنه من الضروريات ومن أهم احتياجات الإنسان الباحث عن الامن والسلم والسلام ويتطلع للشعور بالآمان في جميع أموره وأوقاته وأعماله واحواله لما يترتب على ذلك من الخير والإستقرار المهم والمطلوب داخل الأسرة وأفرادها وهم حجر الأساس الرئيسي لبناء المجتمع، ويتكون منهم المجتمع ويتكون منهم الدول الباحثة بالفطرة عن الأمن والسلام.

ورأى الأشرفي أن التطرف والعنف والإرهاب يمثل داء فتاك في هذا العصر وهو مشكلة خطيرة يجب التعامل معها بحكمة وحنكة وقوة وسرعة وحزم لمنع التوسع والتمدد والإنتشار والتأثير ولكي لاتصبح من أدوات التخريب والقتل والتدمير في المجتمع، وقال: "يجب تضافر جهود جميع الدول للتصدي للإرهاب ومكافحة التطرف ومحاربة الفساد والوقوف صفا واحدا ضد الفئة الباغية من المتطرفين وأصحاب العقول الملوثة بالأفكار الهدامة".

وأضاف: "يجب ألا نتجاهل الحوادث الخطيرة الإرهابية الأخيرة في نيوزيلندا و سريلانكا وأفغانستان وواربا وغيرها وذهب ضحيتها مئات الأبرياء والمسالمين بلا ذنب ولا جريمة ولكنهم كانوا ضحية للتطرف والإرهاب الدولي الذي يعبث في أمن العالم".

وأعلن الأشرفي تأييد مجلس علماء باكستان جميع القرارات الحازمة الصادرة عن قيادة الحكومة السعودية والتي تنفذها وزارة الداخلية بمتابعة من سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، معتبرا أنها جهود كبيرة مشاهدة ومشهودة على أرض الواقع لمواجهة جماعات التطرف والتشدد ومكافحة العنف والإرهاب بالمملكة العربية السعودية.

مشيدا بجميع الإجراءت الصارمة والمحاسبة الفورية والتصدي لكل من يتجاوز الإنظمة والتعليمات ويعتدي ويتهجم ويهاجم المواطنين ويسعى لتفكيك المجتمع وزعزعة الأمن وإشاعة الرعب والخوف والقتل والتدمير داخل البيوت المطمئنة وإستهداف الوطن بالأعمال الخسيسة والتجاوزات الرخيصة والمؤامرات الهادفة لشق الصفوف وإضعاف التلاحم القوي بين الوطن والمواطن والقيادة.

ووجه رئيس مجلس العلماء رسالة إلى الداعمين للإرهاب: "نقول لهذه الدول من يتجاوز ويخالف ذلك نعتبره معادي للإسلام لأن السعودية هي بلاد الحرمين الشريفين وأرض المشاعر المقدسة وموطن الإسلام الأول فيها كعبتنا وقبلتنا، ولا يمكننا قبول أي تجاوز لهذا البلد العظيم وسوف يقف جميع المسلمين من في العالم مع السعودية وقيادتها بكل قوة وحزم لصد العدوان الغاشم والمحاولات المتواصلة من بعض الجهات المعروفة للجميع وهي تسعى للنيل من المملكة وإستقرارها وهو هدف لن يتحقق على الإطلاق لأننا نحمي المملكة بكل ما نملك ونفديها بأرواحنا وقلوبنا وأموالنا وأولادنا وعقولنا ودمائنا".

وحذر الأشرفي من النتائج المترتبة على تجاوز الحدود والاعتداء على السعودية بالكلام أو بالفعل، لأن هذا التجاوز ضد استقرار العالم، مؤكدا أن باكستان لا يمكن أن تسمح لكائن من كان بالعبث بأنها وأمن المملكة العربية السعودية ، ولا ينبغي لأي دولة أو جهة التدخل في شؤون المملكة وباكستان ولا ينبغي التدخل في قراراتها التي تتخذها لحماية مصالح شعبها الذي يعتز بوطنه ومرتبط بدولته والحكومة والقيادة ويثق بالقرارات الصادرة عن الدولة التي تعزز أمن الوطن والمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزوار.

وأثنى العلامة الأشرفي على شجاعة قوات الأمن السعودي الباسل التي أحبطت المحاولة الإرهابية الفاشلة التي حدثت في القطيف، وقال: "لقد تم مواجهة الفئة الباغية الطائشة الإرهابية الخبيثة التي تتخذ من بلدة تاروت مقرا لأعمالهم الإجرامية لينطلقوا في الخفاء ويتحركوا كالخفافيش في الظلام للنيل من أمن الوطن والمواطن، ولكن الله تعالى أخزاهم وأبطل مخططاتهم القذرة وكشف مخططاتهم الشريرة ، ولقد وفق الله تعالى رجال الأمن السعودي الأبطال فكشفوا أمرهم وحاصروهم وطالبوهم بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية على الفور ، ورفضوا بكل بجاحة الانصياع للتوجيهات والتقيد بالتعليمات، وبادروا بإطلاق نيران الغدر والخيانة على قوات الأمن، وردت عليهم هذه القوات بكل صلابة وتمكنت على الفور من القضاء على هولاء الخونة بكل قوة وحزم وعزيمة وهذا هو المصير الحتمي للفسدين في الأرض".

وأضاف: "يجب أن تمتنع دولة إيران بالتحديد عن دعمها المعروف والموثق لجميع المنظمات الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق والمليشيات الحوثية الإنقلابية في اليمن الشقيق، ويجب على إيران عدم إيواء وتدريب وتمويل الجماعات المتطرفة التي تتعلم أساليب التدمير ووسائل التخريب من خلال مراكز التدريب داخل الحدود الإيرانية ، وهو أمر بات معروف للجميع وهو عمل مرفوض فشل وسيفشل في تحقيق أهدافه الخبيثة لأن المملكة وقيادتها دولة كبيرة وقفت بحزم وقوة وشجاعة لتفكيك هذه الجماعات الإرهابية وكشف الدول الداعمة والمتهاونة والمتعاطفة مع المتطرفين، وتصدت للتطرف والإرهاب والجماعات المنحرفة بكل صدق وقوة وحزم ووضوح".