الشاذروان.. الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة

"الشاذروان " هو ما ترك من عرض أساس البيت الحرام خارجًا ويسمى تأزريرا لأنه كالإزار، وهو الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف، وشكله مسنم ومبني من الرخام في الجهات الثلاث، ماعدا جهة الحجر، وعدم وجوده عند باب الكعبة المشرفة، ومثبت فيه حلقات يربط فيها ثوب الكعبة المشرفة.

وجاء بناء الشاذروان تقوية لأصل جدار الكعبة المشرفة كعادة الناس في بنائهم، لحاجتها إلى هذه التقوية ، لتعرضها للسيول الكثيرة ، وهو ليس من البيت.

وأشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال: "وليس الشاذروان من البيت، بل جعل عمادًا للبيت"، وذكر حسين باسلامة أن مذهب أبي حنيفة أن الشاذروان ليس من البيت، وقيل أن الشاذروان أنه ما نقصته قريش من عرض جدار أساس الكعبة حتى ظهر على الأرض ، كما هو عادة الناس في الأبنية.

وأبان أبو حامد الإسفراييني وابن الصلاح والنووي، ونقل ذلك عن جماعة من الشافعية وغيرهم كالمحب الطبري إنه نقل عن الشافعي، إن طاف عليه أعاد الطواف، وعليه فإن القول الأول هو الأرجح وهو أنه ليس من البيت وأنه بني عمادًا للبيت كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، سيما وأن الكعبة كانت كثيرًا ما تتعرض لسيول عظيمة.

وجدد بناء الشاذروان في سنوات عديدة منها في سنة (542هـ) وسنة (636هـ) وسنة (660هـ) وسنة (670هـ) وسنة (1010هـ) وبين ذلك وقبله وبعده.

وآخر تجديد للشاذروان كان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حيث جٌدد رخام الشاذروان القديم برخام جديد يحاكي ألوان ونوعية الرخام القديم، مع المحافظة على الرخامات القديمة الموجودة تحت ناحية باب الكعبة ، وهي رخامات جميلة ونفيسة ومحافظة على جودتها ومتانتها.