هل تتحدد ساعة الصفر في مكة

تعيش المنطقة العربية والشرق الأوسط عموما عددا كبيرا من التجاذبات السياسية والعسكرية التي جعلت المنطقة على فوهة بركان تسيل حممه بهدوء حتى اللحظة ولكن تبقى المشاكل العربية تحت السيطرة ما لم تتأثر بعوامل خارجية تريد للمنطقة الاشتعال وتحيك للمنطقة المؤامرات منذ زمن بعيد سعيا للنفوذ والتوسع، وطمعا في مقدرات الأمة العربية التي ترقبها العيون من كل حدب وصوب لما فيها من خيرات على رأسها النفط.

إيران ومنذ أن قامت فيها الثورة الملالية بزعامة الخميني وجهت أعينها صوب عالمنا العربي بكل مكونته فخصصت المليارات لدعم نفوذها في المنطقة بمشاركة ضلاليين لا يهتمون سوى بمصالحهم الشخصية بعيدا عن مقدرات أمتهم وشعوبهم ضاربين بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين التي تنظم مجتمعاتنا العربية وتحافظ عليها من كل سوء وخطر محدق يحيط بها.

لقد شهدت المنطقة العربية مؤخرا العديد من التغيرات السياسية من أعلى رأس هرم القيادة في عدد من الدول حتى أدناه وكان لذلك أثر بالغ في التأثير على قوة القرار العربي ولكن وقفت السعودية ومعها عدد من دول الخليج في وجه كل هذه المؤامرات التي تحاك ضد أمتنا العربية لتعود الأمور في سياقها الصحيح وتولى القيادة لمن هم أهل لها إذ يستطيعون الحفاظ على رصانة وقوة مجتمعنا العربي بعيدا عن الأهواء الشخصية والطموحات الخارجية التي شكل البعض جزءا منها قبل أن تنتفض المملكة مدافعة عن أشقائها العرب في أكثر من محفل.

و لأن المملكة ظلت حامية حمى الأمة العربية والدرع الأول الذي يقف في وجه كل المؤامرات الخارجية محافظة بذلك على الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري في المنطقة من خلال إسنادها وتمويلها للجهات المعتدلة التي تعتبر همها الأول هو الوطن دون أن تضع اعتبارا لأجندة خارجية تسير وفق أهوائها وتأتمر بأمرها ذلك ما لم يعجب إيران التي حاولت مد نفوذها في المنطقة عبر أذرعها الخيانية التي استهدفت السلم والأمن والأمان في مجتمعنا العربي مرتكبة أفظع المجازر بحق المدنيين الآمنين من الشعوب العربية وأقرب مثال إلى ذلك ما فعلته وتفعله حتى يومنا هذا في اليمن وسوريا فكان موقف المملكة العقبة الكبرى في وجه إيران التي وجدت بأن الأمور قد تعقدت وأن طموحها بدأت يتحطم على صخرة الصمود العربي بقيادة المملكة العربية السعودية فوجهت عملائها بشكل مباشر لاستهداف المملكة في محاولة لإضعاف موقفها.

السعودية بدورها والتي تسعى دوما ليكون الموقف العربي قويا وموحدا وبعد الهجمات التي طالتها ومعها الامارات أيضا وجدت بأن على الدول العربية جميعا دفع استحقاقات والتزامات من مبدأ أخلاقي واعتباري فلا يمكن أن تبقى السعودية في واجهة كل هذه الأخطار وحدها دون أن تجد الشقيقات وقد دعمن موقفها وركبن موج الخطر في مواجهة كل ما تحيكه إيران لأمتنا العربية فمن هذا المنطلق دعا الملك سلمان الدول العربية لقمتين عربية وأخرى لمجلس التعاون الخليجي من أجل توحيد الموقف والخروج بقرارات حاسمة تضع النقاط على الحروف في مواجهة كل الأخطار التي تحيط بأمتنا.

الدعوة السعودية لاقت ترحيبا كبيرا من الدول العربية خاصة تلك التي لها شأن كبير في المنطقة كمصر والامارات والكويت والبحرين ودول أخرى أعلنت مشاركتها على أعلى المستويات في سبيل تقوية الموقف العربي ودعم وإسناد المملكة في خطواتها التي تحفظ أمن وسلامة المنطقة إذ يتوقع مراقبون بأن تكون نتائج هذه القمم غاية في الأهمية في مواجهة الاعتداءات الإيرانية على وجه الخصوص وتشكيل "ناتو" عربي يضع حدا لممارسات ونفوذ إيران في المنطقة.

رغم وجود بعض الدول العربية التي تربطها علاقات مع إيران سواء على الصعيد السياسي والعسكري إلا أن غالبية الدول تقر بحجم الخطر الذي يتهدد المنطقة نتيجة أفعال إيران المستمرة منذ زمن بعيد ولكن أيا كانت علاقات تلك الدول في إيران يجد العارفون بالملف الإيراني بأن هذه القمم ستنتج مخرجات بحجم الخطر الذي تشكله إيران على المنطقة أهمها:

1- توحيد الموقف العربي في وجه إيران وعزلها بشكل أكبر
2- وقف جميع التعاملات الاقتصادية مع إيران ما يضعف اقتصادها بالشكل الكبير
3- تشكيل لجنة مختصة تتابع الأمور بشكل مستمر في محاولة لاستدراك التصعيد بشكل سريع
4- تشكيل حلف عسكري يضمن هزيمة إيران حال قررت الاستمرار بعدوانها

تظل هذه التوقعات في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في القمم نهاية الشهر الحالي بالإضافة إلى الأحداث الميدانية على الأرض والتي تحكم القرار السياسي في هذه المرحلة الصعبة والخطرة لذا فإن أي حدث قد يزيد من سلان حمم البركان إلى يغلي في المنطقة أو قد يقودها إلى الانفجار صوب حرب ضروس تخضع إيران وتلزمها بأدب الجوار.