نشر تركيا 4 قطع مسروقة من الحجر الأسود كآثار لها يثير غضب العالم الإسلامي

أثار إعلان تركيا احتفاظها بقطع من "الحجر الأسود" التي استولى عليها العثمانيون قبل قرون، حفيظة شريحة واسعة من ناشطي وسائل التواصل الإعلامي في العالم الإسلامي، في صدمة من الحقيقة التاريخية التي صمتت عنها الدولة التركية لعقود طويلة.

وحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية، فإن 4 قطع نفيسة من الحجر الأسود تزين جامع ""صوقوللو محمد باشا" في إسطنبول، منذ قرابة 5 قرون.

وتفيد الروايات بأن السلطان العثماني سليمان القانوني، جلب القطع المذكورة إلى إسطنبول، وأن المعماري سنان باشا قام بتثبيت 4 منها في جامع "صوقوللو محمد باشا".

وحسب الوكالة التركية، توجد القطع المذكورة وسط أحجار الرخام في مدخل الجامع وفوق المحراب، وعلى مدخل المنبر وتحت قبة المنبر، في الجامع المذكور، ومحوطة بإطار مطلي بالذهب.

وأكبر قطع من الحجر الأسود في تركيا يوجد على مدخل ضريح السلطان العثماني سليمان القانوني، وجامع "أسكي" في ولاية أدرنة شمال غربي البلاد. ويمكن لزوار الجامع التاريخي لمس قطع الحجر الأسود، والاستمتاع بالمشهد المعماري للجامع.

واعتبر متابعون ومعلقون، أن تركيا أصبحت تروج للأثار النبوية التي انتزعتها من مواقعها المقدسة، لأغراض الدعاية السياسية، ولجلب السياح في بلد بات يرزح تحت أزمة اقتصادية مستفحلة.

وتعرض الحجر الأسود قبل ذلك للسرقة في القرن الرابع الهجري على يد القرامطة الذين انتزعوه قبل العثمانيين، وغيبوه عن موقعه لأكثر من عقدين.

وإلى جانب قطع الحجر الأسود، الذي تبقت منه قطع صغيرة (نحو 8 قطع)، فقد نقلت تركيا عبر ما عرف بقطار الأمانات المقدسة عام 1917م كل الآثار والهدايا التي أهديت لحجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على مدار 1300 عام دون أن تستثني شيئا.

ووثقت الدولة العثمانية الكنوز المنقولة باعتبارها "أمانة"، والتي تضم مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية، بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يحصى من المباخر والعلاّقات وغيرها من القطع التي بلغت أكثر من 390 قطعة نفيسة.

ومن أبرز المقتنيات الموجودة في تركيا اليوم، والمعروضة في متحف توبكابي بإسطنبول، بردة النبي، ورايته (الحمراء)، ومكحلته، ونعله، ورباعيته، وخصلة من شعره.

وكان يعتقد أن الآثار النبوية ستعود يوما ما بعد الحرب إلى مكانها الأصلي، إلا أن التقلبات السياسية وزوال الدولة العثمانية وغيرها من التطورات حالت دون ذلك، في وقت اعتبرت فيه الدولة التركية الحديثة أن الكنوز النبوية هي جزء من إرثها التاريخي المملوك لجميع المسلمين.

ونفت تركيا في أكثر من مناسبة أن تكون قد استولت أو "سرقت" الآثار الشريفة، وسط استغراب بعض الباحثين، وتساؤلات حول شرعية وجود هذه الأثار في تركيا بدل مكانها الطبيعي في الحجرة النبوية الشريفة بالمدينة المنورة.