بسبب الأزمة الاقتصادية.. بيع 100 فيلا تاريخية على البسفور التركي للأجانب

لا تزال تأثيرات الأزمة الاقتصادية مستمرة على تركيا، لكن هذه المرة طالت التراث بعد إقدام رجال أعمال أتراك إلى بيع ممتلكاتهم التاريخية على امتداد نهر البسفور في العاصمة التجارية اسطنبول.

خبيرة تركية بمجال العقارات كشفت عن أن المباني التي قام الأجانب بشرائها في بلادها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري زادت بمعدل 82%، مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي.

وقالت أفريم قِرْمِزي طاش باشاران، الخبيرة العقارية في تصريحات للموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" التركية الأحد، إن تدهور العملة المحلية الليرة أمام العملات الأخرى ولا سيما الدولار دفع الأجانب إلى الإقبال على شراء عقارات بتركيا.

وقالت باشاران في تصريحاتها إن ما يقرب من 100 فيلا توصف بأنها "درر البسفور في إسطنبول" بيعت لأجانب.

وجاءت مدينة إسطنبول في مقدمة المدن التركية التي حرص الأجانب على شراء عقارات بها، حسب باشاران التي شددت على أن التعديلات التي أجرتها الحكومة بخصوص شراء العقارات كإعفاء المشترين من ضريبة القيمة المضافة، كان لها فعل السحر في إقبال الأجانب على شراء العقارات.

وتابعت قائلة "الأجانب أقبلوا بشكل كبير على شراء الفلل والقصور المتراصة على ضفتي مضيق البسفور، وهذه البنايات يتراوح أسعارها بين 30 مليون ليرة (نحو 5 ملايين دولار) كحد أدنى و500 مليون ليرة (86 مليون دولار تقريبا) كحد أقصى".

وأضافت في ذات السياق قائلة "100 فيلا من أصل 600 على البسفور قام الأجانب بشرائها، ويتم استخدامها كمصايف".

وبينت باشاران أن "الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري شهدت بيع 13 ألفا و338 عقارا للأجانب، بزيادة قدرها 82% عن ذات الفترة من العام الماضي التي شهدت بيع 7 آلاف و341 عقارا لهم، وهذا رقم قياسي".

ولفتت إلى أن "مدينة إسطنبول تأتي في مقدمة المدن التي حرص الأجانب على شراء عقارات بها بإجمالي 6 آلاف و160 عقارا بيعت في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري".

تجدر الإشارة إلى أن الفلل والقصور المطلة على البوسفور بنيت قبل قرون من الخشب والحجارة، وكانت في سابق العصور مقصدا لأفراد الأسرة الحاكمة والعلماء والبيروقراطيين والأطباء والحكماء، ما أضفى عليها قيمة تاريخية كبيرة.

وسبق أن ذكر تقرير نشرته صحفية "يني جاغ"، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أنه مع تدهور الاقتصاد التركي بعد انهيار العملة المحلية زاد الاتجاه نحو بيع الفيلات التاريخية على ضفاف البسفور.

التقرير ذكر أن هذه الفلل تنتشر على ضفتي البوسفور في الطرفين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، وتمتلك طلة على المضيق لا مثيل لها.

وذكر التقرير أن بعضا من هذه البنايات تحمل قيمة تاريخية كبيرة تمتد من فترة الحكم العثماني، مشيرا إلى أنها تنتظر أصحابها الجدد.

وأوضح أن ضفتي البوسفور تكتظ بما يقرب من 600 فيلا، منها 366 تعتبر آثارا تاريخية، لافتا إلى أن 60 فيلا منها لها قيمة تاريخية وتنتظر حاليا ملاكها الجدد.

وذكر التقرير أن القيمة التاريخية للبناء، وامتداد رصيفه على البوسفور، عنصران يشكلان أهمية كبيرة في تحديد سعره، هذا إلى جانب مدى ارتفاع سقفه.

وأوضح أن أكثر هذه الفلل قيمة موجودة بمنطقتي "ببك" و"يني كوي" بالجانب الأوروبي من إسطنبول، وبمناطق "فانيكوي" و"قنديللي" و"أناضولي حصار" بالجانب الآسيوي من المدينة.

وذكر التقرير أن أسعار الفلل التي تنتظر البيع تتراوح بين 4.5 مليون دولار إلى 95 مليون دولار، نقلًا عن الخبيرة العقارية التركية، سِنَم آيقجان يلماز.

وقالت يلماز في حديث لها آنذاك إن الفترة الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا على شراء هذه الفلل.

وعن سبب ذلك أضافت قائلة "لدى الأجانب فكرة مفادها بأن الدولار ارتفع بشكل جعل أموالهم تحقق مبالغ كبيرة بالليرة التركية، فكما تعلمون هذه العقارات تباع بالليرة وليس الدولار. ومن ثم يرون أنه بقليل من الدولارات يمكنهم تملك بنايات وعقارات جيدة".

وأوضحت أنه "لما ارتفع الدولار حدث انخفاض في شراء الفلل غير متوقع، لكن حينما صدر قانون يمنع التعامل بالدولار في بيع العقارات، بتنا لا نطلب عملة صعبة، وبات التعامل كله بالليرة".

وحذرت يلماز الجهات المعنية من التقاعس عن مراجعة أوراق العقارات المعروضة للبيع من هذا النوع، وكذلك المشترين الجدد، مضيفة "إذا كان للعقار قيمة تاريخية فعلى المعنيين أن يمنعوا بيعه بهذا الشكل".