الإفراج عن زكا.. هدية من إيران لـ«حزب الله» لا لعون!

أخذ الرئيس اللبناني ميشال عون على عاتقه مسؤولية إطلاق سراح الأسير اللبناني في طهران نزار زكا الذي حكم عليه في 2017 بالسجن 10 أعوام بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد أن أجرى سلسلة اتصالات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني طالبه فيها بإطلاق سراح مواطنه، وتعهد له فيها الأخير بالنظر في الأمر.

ورغم أن وساطة عون الحليف القوي لحزب الله اللبناني لقيت تجاوباً محدوداً في إيران، إلا أنها لم تكن كافية للشفاعة لزكا عند النظام الإيراني، الذي أكد أمس عبر وكالة "فارس" أن الإفراج عن السجين اللبناني جاء فقط بناءً على طلب من أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، واتضح من التصريح الإيراني أنه لا تأثير ولا علاقة لوساطة الرئيس عون بالعملية.

وقالت وكالة "فارس" نقلاً عن مصدر مطلع، إنه "لم تحصل أي مفاوضات في هذا الشأن مع أي شخص أو حكومة، وأن هذا الأمر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة نصر الله لدى إيران".

وتسبب هذا التأكيد في لغط واسع ببيروت، أين سبق لوزراة الخارجية إعلان الإفراج عن زكا، تلبية و"هدية" للرئيس اللبناني ميشال عون.

وأكدت مصادر لبنانية، أن الانقلاب الإيراني على عون يحمل رسالة سيئة إلى لبنان، قد تعكس نوعاً من الاستهانة بموقع رئيس البلاد.

وتشير التحليلات إلى أن القيادة الإيرانية رأت أنها بإعطاء هذه الهدية لنصرالله، بدل عون، ستحول كامل مكاسب الإفراج عن زكا، إلى رصيد إيران ونصرالله.

وقال موقع "اندبندنت عربية"، إن عائلة زكا تواصلت مع وزير الخارجية جبران باسيل أكثر من مرة، دون الحصول إلى جواب شاف بحسب محامي زكا، الذي عبر عن سخط العائلة من رفض الوزارة التجاوب مع هذه القضية.

وأشار الموقع إلى أن لبنان لم يتقدم ولا مرة بأي طلب للإفراج عن زكا، لكنه فعل ذلك بعد صدور قرار في 30 أبريل (نيسان) 2018، عن الكونغرس الأمريكي عن حقوق الإنسان، تضمن أسماء 3 معتقلين في إيران من بينهم نزار زكا.

وبناء على ما سبق، اعتبر محللون أن "هذه المشهدية تؤكد أن إيران لا تنظر إلى لبنان إلا من خلال حزب الله، وكل ما سوق في الساعات الماضية عن دور للدولة اللبنانية، نسفه بيان الوكالة الإيرانية الأخير".