أقدم شركات السيارات في إيران تدخل نفق الإفلاس

دخلت كبرى شركات إنتاج السيارات في إيران على طريق الإفلاس فعلياً، في ظل موجة خسائر باهظة وكساد حركة الأسواق بفعل الأزمة الاقتصادية الحادة طوال الأشهر الماضية.

وتواجه شركتا إيران خوردو وسايبا اللتان يعود تاريخ تدشينهما إلى عقد الستينيات من القرن الماضي، خسائر تقدر بنحو 8 مليارات تومان إيراني و20 ألف مليار تومان على التوالي، في حين يقل إجمالي حجم الاستثمارات في المؤسستين عن 4 الآف مليار تومان (1 دولار أمريكي= 4200 تومان طبقاً لسعر الصرف الحكومي).

ويعاني قطاع السيارات الإيراني مشكلات ضخمة تهدد بتدهور معيشة 1 مليون عامل على الأقل، في حين يرتبط 122 ألف شخص إيراني بوظائف مباشرة في مجال إنتاج السيارات محلية الصنع.

وتوظف الشركتان الإيرانيتان أعلاه قرابة 110 آلاف موظف؛ حيث يتقاضون رواتب شهرية تقدر بنحو 200 مليار تومان إيراني (1 تومان إيراني= 10 ريالات إيرانية).

وفي مفاجأة تكشف عن السقوط الحر لقطاعات الاقتصاد الإيراني، طالب بهرام بارسائي (الناطق باسم لجنة أصل 90 البرلمانية المختصة بالرقابة على المخالفات الإدارية) بإعلان شركتي سايبا وإيران خودرو إفلاسهما بشكل نهائي في الوقت الراهن، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا).

وأرجع بارسائي في تصريحات له، الإثنين، الأسباب إلى الخسائر المتراكمة التي تعرضت لها الشركتان بعد تجاوز نسبتها 50% من حجم استثماراتهما، موضحاً أن إعلان الإفلاس يعد أمراً قانونياً في هذه الحالات، حسبما ينص قانون التجارة في البلاد.

وتشكو شركتا تصنيع السيارات الأشهر في إيران شبه توقف في حركة المبيعات في الأسواق المحلية، إضافة إلى انسحاب شركاء أوروبيين وآسيويين من البلاد، إلى جانب زيادة حجم استدانتهما من البنوك الإيرانية، بهدف تسيير الأوضاع منذ العام الماضي، وفقاً لبرسائي.

وقدم الآف العملاء الإيرانيين شكاوى قضائية ضد سايبا وإيران خوردو بعد تحويلهما أموالاً نظير صفقات شراء لسيارات مسبقة الدفع، في حين ماطلت إدارة الشركتين في عملية تحويل الطلبيات إلى معارض البيع.

وفشلت شركتا صناعة السيارات الأكبر والأقدم في البلاد "إيران خودرو"، و"سايبا" في تصنيع أقل من نصف 2000 سيارة يومياً على مدار الأشهر الأخيرة، بسبب قيود تتعلق بالمعاملات المصرفية، فضلاً عن صعوبة توفير المواد الأولية.

ويعاني العديد من الشركات المحلية لصناعة السيارات في إيران صعوبات حادة في تسليم طلبيات السيارات المبيعة مسبقاً لعملائها، إلى حد تجمهر زبائن أمام معارض بيع تلك الشركات للحصول على سياراتهم.

ودفعت الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها اقتصاد طهران المنهار شركات السيارات الصينية التي لا تزال ترتبط بصفقات مع مصنعين إيرانيين لتقليص حجم أعمالها أو إنهائها بشكل تدريجي.

وعلقت شركات سيارات فرنسية مثل بيجو وسيتروين طرح موديلات جديدة من سياراتها في الأسواق الإيرانية، فضلاً عن إنهاء تعاملات تجارية تتعلق بتوريد طرازات حديثة لوكلاء محليين.

وأوقفت شركتا شنجان وبريليانس الصينيتان تعاونهما مع شركة سايبا (أحد أقدم مصنعي السيارات في إيران)، الأمر الذي شكل ضربة كبيرة بالنسبة لها على مستوى السوق المحلية.