تناطح المرتزقة… خلافات بين عزمي بشارة وابن القرضاوي بعد طرد إعلاميي الإخوان من القناة

يبدو أن  الخلاف الأخير الذي اشتد بين طرفي إدارة قناة "التلفزيون العربي" إحدى أذرع الإعلام المدعوم من قطر ممثلا في  من ينتمون للإخوان المسلمين من جهة و عزمي بشارة وخلاياه من جهة أخرى  كشف حجم الهوة و الفجوة الكبيرة بين الفريقين مبينا هشاشة تلك العلاقة التي انطلت على الكثيرين من متابعيهم في الوطن العربي .

والعراك  الدائر الذي تسببت فيه حلقة برنامج عصير الكتب  الذي يقدمه الإعلامي المصري و السيناريست بلال فضل و الذي جمعته بالاخوان قناة واحدة ربما لمآرب تتلخص في عدم وجود فرصة لكليهما في مصر بعد أن لفظهما الإعلام و ثورة 30/6 التي قامت على الإخوان وأطاحت بهم ليجتمع النقيضان  ويظل مكمن الخلاف الأيدولوجي و النزعة السلطوية لكل منهما قائما أظهر مدة عمق تلك الهوة  عندما انبرى أحد ضيوف البرنامج والقناة القطرية في سب الصحابة  ليجد الإخوان فرصتهم على من استخدمهم في حشد الجماهير بعد ان تباكى بهم مدعيا مظلوميتهم لدى عامة  مغلوبة على أمرها أو تياراتهم التي تمثل جماعات الاسلام السياسي  ثم اطاح بهم منقلبا عليهم وهو عزمي بشارة وخليته اليسارية و بعض منتسبي التيارات القومية وما شابه واستخدم الاخوان ربما حادثة سب الصحابة لتكون مدخلا كبيرا لهم وبابا واسعا لتصفية الحساب

وطفت الخلافات على السطح بعد أن كانت نارًا تحت الرماد بسبب قيام عزمي بشارة بطرد المنتمين لتنظيم الاخوان والمنحازين لهم من القناة التي يرأسها وذلك بعدما لاحظ إنحيازهم لحزبهم ما يتناقض مع المشروع الوهمي الذي صنعه عزمي لنفسه ويستند إلى قومية يسارية يعتقد أنها ستحقق أحلام عضو الكنيست الاسرائيلي السابق.

فكتب  عبدالرحمن يوسف مفندا أفعال القناة و عزمي بشارة بشدة: "بعد إقصاء مؤسّسي التلفزيون العربي.. وبعد تفرد الدكتور عزمي بشارة؛ بإدارة التلفزيون عن طريق شخص توجهاته معروفة (خصوصاً في موضوع الإسلام السني).. من الطبيعي أن تظهر حقيقة النيّات رويداً رويداً".

وشارك ابن القرضاوي تعليق أحد المغرّدين الذي كتب فيه المغرّد: "السؤال المر: لماذا عندما تخطئ صحفية بحق اليهود يتم فصلها حالاً، وتحميلها كامل المسؤولية، مع تقديم أشد الاعتذار وأصدقه. وعندما يدوس برنامج -بطريقة شوارعية عصاباتية- على أعظم رموز الإسلام السني.. تحذف الحلقة فقط".. وعلّق "القرضاوي"؛ عليها قائلاً: "هل يستطيع عزمي بشارة؛ وملحقاته الإجابة عن سؤال كهذا السؤال؟؟".

فيما اتهم  أحد المحسوبين على الاخوان وهو نايف بن نهار "بشارة" بضرب الهوية الإسلامية قائلا: "ليس بمستغرب هذا الهراء على التلفزيون العربي، فهو جزء من مشروع ضخم من قنوات ومراكز بحثية منتشرة في دول عدة لضرب الهوية الإسلامية".

وأضاف : "عزمي بشارة؛ يقول في كتبه: لا يوجد دليل عقلي يثبت وجود الله، ولا يثبت صحة الوحي، ولا فيه دليل عقلي إن النبي فهم الوحي جيداً، وإن علماء المسلمين يخترعون من عندهم؛ لستر إشكالات القرآن. الآن هو حر في أفكاره، ومن حقه التعبير، لكن لا يحق له أن يستغل أموال الدولة لنشر ما يضاد هويتها!".

و أعاد ابن القرضاوي تغريدة  مختار الشنقيطي التي هاجم فيها عزمي بشارة متهما إياه بمحاربة الهوية الاسلامية  متعمدا طمس المشروع الاسلامي لأفكار أخرى

و هنا بدأ عزمي بشارة في سب خصومه و اتهامهم بأنهم يدعون الديمقراطية ولكنهم يحملون مشروعا أكثر ديكتاتورية داخلهم يخفونه لكنهم كانوا يصطفون مع المناضلين –على حد قوله- لمآرب في نفوسهم وخلاف معهم  لكنهم يمتلكون مشروعا مستبدا قائلا : "في المعسكر المناهض للاستبداد تجد من يعارضه مدفوعا بقيم الحرية والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان له ولغيره، وتجد أيضا معارضين متضررين منه هدفهم إطاحته وإقامة استبدادهم. بعضهم يصبح ديمقراطيا خلال النضال وبعضهم يصبح لأسباب عديدة أكثر تطرفا يرفض أي تعددية حتى وهو في المعارضة

يبرر رفض أي مشروع غير مشروعهم أو ما يهيمنون عليه بحجج مثل حجج أي استبداد وتفيد باحتكار تمثيل الوطن والقومية والدين والهوية. ليس الموضوع في هذه الحالة وحدة الصف في مواجهة الاستبداد، بل بل وزاد على ذلك أنهم لا يقبلون الآخر ويرفضونه أصلا مضيفا : "ضرورة تقبل هؤلاء للتعددية الفكرية والسياسية والترفع عن الأحقاد الشخصية والغيرة وغيرها إذا .

واتهم عزمي بشارة زملاء الأمس بتجهيل المجتمع وإفساده قائلا: " ثقافة النخبة غير الديمقراطية سواء أكانت من العلمانيين أم الإسلاميين، واستعدادهم لاستخدام التحريض والافتراءات في التعبئة ضد الآخر ومن ثم خلق الاستقطاب والشروخ الاجتماعية وتجهيل المجتمع بدل تثقيفه ليست فقط من أهم عوائق التحول الديمقراطي، بل من أهم عوائق تمدن مجتمعاتنا عموما.

وهنا انشف الخلاف و تستمر المعركة بين الفريقين ويتضح جليا مدى فساد تلك العلاقة التي اتخذت من الفتنة مآلا لها  ليرى المشاهد  حقيقة ما تحذر منه دول مقاطعة قطر من ضلال و فساد للإعلام الموجه منها وفتنته