خبرة الفراعنة تتحدى طموحات زيمبابوي في افتتاح مثير لكأس الأمم الأفريقية

يرفع المنتخب المصري لكرة القدم الستار غدا الجمعة عن فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية ، التي تستضيفها بلاده من الغد وحتى 19 تموز/يوليو المقبل ، حيث يصطدم الفراعنة بمنتخب زيمبابوي في المباراة الافتتاحية للبطولة على استاد القاهرة الدولي.

وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء القارة السوداء والعديد من أنحاء العالم صوب استاد القاهرة غدا لمتابعة ضربة البداية في هذه النسخة التاريخية من البطولة القارية العريقة التي تستضيفها مصر للمرة الخامسة في تاريخ البطولة.

وتستحوذ هذه النسخة على اهتمام بالغ من معظم عشاق اللعبة ليس في أفريقيا وحدها وإنما في العديد من أنحاء العالم لكونها أول نسخة في تاريخ البطولة تقام في فصل الصيف الأوروبي ما ضمن لها مشاركة معظم النجوم الكبار المحترفين في الأندية الأوروبية.

وكانت هذه البطولة في الماضي بمثابة الخصم اللدود للعديد من مدربي الأندية الأوروبية حيث كانت تحرمهم من بعض اللاعبين المتميزين في وسط الموسم الكروي عندما كانت تقام في فصل الشتاء الأوروبي وبالتحديد خلال كانون ثان/يناير وشباط/فبراير.
كما تشهد هذه النسخة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخبا.

ورغم الفارق الكبير بين المنتخبين في التاريخ والخبرة والإمكانيات لصالح المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب (سبعة ألقاب) ونظيره الزيمبابوي الذي يخوض النهائيات للمرة الرابعة فقط ، تحظى مباراة الغد باهتمام بالغ للعديد من العوامل في مقدمتها حاجة كل من الفريقين لضربة بداية قوية في المجموعة الأول بالدور الأول للمسابقة.

ويمكن وصف هذه المجموعة بأنها "خادعة" كونها لا تضم مع المنتخب المصري أيا من المنتخبات الأخرى الكبيرة صاحبة الأسماء الرنانة لكنها تضم منتخبات قادرة على ترك بصمة كبيرة في هذه النسخة من ناحية وتفجير المفاجآت من ناحية أخرى.

وإلى جانب منتخب زيمبابوي الطموح ، يسعى منتخب الكونغو الديمقراطية إلى التقدم بثبات نحو الأدوار النهائية والمنافسة بقوة في هذه البطولة التي أحرز لقبها مرتين سابقتين ، بينما يستطيع المنتخب الأوغندي أيضا تفجير المفاجآت.

ولذا ، يبحث أحفاد الفراعنة عن ضربة بداية قوية تسهل مهمة الفريق في هذه المجموعة لاسيما وأن الفوز في هذه المباراة سينقل الضغوط الواقعة على كاهل الفراعنة في هذه البطولة على ملعبهم وأمام جماهيرهم إلى كاهل الفرق المنافسة سواء في هذه المجموعة أو المجموعات الأخرى.

وكان المنتخب المصري فاز بلقب البطولة في ثلاث نسخ متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 ثم غاب عن النهائيات في ثلاث نسخ متتالية أعوام 2012 و2013 و2015 ، ولكنه صعد للمباراة النهائية مع عودته للنهائيات من خلال النسخة الماضية عام 2017 في الجابون.

ولهذا ، يتطلع الفريق إلى التقدم خطوة إلى الأمام خاصة وأنه يعتمد في هذه النسخة على معظم العناصر التي خاض بها نسخة 2017 .

وفي المقابل ، بدأت مشاركات منتخب زيمبابوي في النهائيات بعد سنوات من فوز الفراعنة برابع ألقابهم الأفريقية وبالتحديد عندما خاض الفريق أول نسخة له في البطولة من خلال نسخة 2004 ثم خاض النسخة التالية في مصر عام 2006 لكنه خرج من النسختين صفر اليدين وبعدما مني بهزيمتين مقابل انتصار واحد في كليهما بينما كانت المشاركة الثالثة في النهائيات أسوأ نسبيا حيث انتزع الفريق نقطة واحدة من تعادله مع الجزائر في النسخة الماضية عام 2017 وخسر مباراتيه الأخريين أمام تونس والسنغال.

وبهذا ، يكون منتخب زيمبابوي حصد حتى الآن في النهائيات سبع نقاط فحسب مقابل سبعة ألقاب كبيرة للفراعنة.

وبالطبع ، سيكون للمنتخب المصري العديد من الأسلحة في هذه البطولة بداية من مباراة الغد حيث يعتمد الفريق بشكل كبير على عاملي الأرض والجمهور من ناحية إضافة للخبرة التي يتمتع بها عدد كبير من نجوم الفريق.

ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم اللاعب الشهير محمد صلاح ، الذي يطلق عليه لقب "الفيراري" حيث تعلق عليه الجماهير المصرية آمالا عريضة لقيادة الفريق إلى اللقب الثامن في البطولة.

ويطمح صلاح الآن إلى نقل نجاحه الكبير على مستوى النادي إلى مسيرته مع المنتخب المصري حيث يخوض فعاليات البطولة مع الفراعنة بعد ثلاثة أسابيع من فوزه مع ليفربول الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا علما بأن صلاح ساهم بشكل كبير أيضا في فوز فريقه بالمركز الثاني في الدوري الإنجليزي خلال الموسم المنقضي وذلك بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي.

ولعب صلاح دورا كبير في تأهل الفراعنة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعد 28 عاما من الغياب عن النهائيات كما لعب دورا مهما في بلوغ الفريق نهائي النسخة الماضية من كأس أمم أفريقيا.

والآن ، يسعى صلاح للفوز مع منتخب مصر بلقب كبير من خلال البطولة الأفريقية الحالية ليكرر إنجازات جيل 2006 الذي توج باللقب في ثلاث نسخ متتالية بقيادة النجم الشهير محمد أبو تريكة وحارس المرمى المخضرم عصام الحضري والمدرب الوطني الكفء حسن أبو شحاتة.

وقال المكسيكي خافيير أجيري المدير الفني للمنتخب المصري إنه يهدف لإسعاد الشعب المصري عبر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 .

وذكر أجيري أن منتخب زيمبابوي يستحق التواجد في البطولة وهو يتابعه منذ فترة ويعلم كل كبيرة وصغيرة عنه .

وأوضح :"هو فريق قوي والمباراة مهمة لأنها ضربة البداية للبطولة المقامة في مصر، وعلينا مسئوليات كبيرة نحو تحقيق اللقب وسنلعب بنفس أسلوبنا في الافتتاح ونحترم المنافس كثيرا وجهزنا جيدا لهذه المواجهة الصعبة التي لا بديل عن الفوز بها.

وأشار مدرب منتخب "الفراعنة" إلى أن فريقه يوجه تركيزه الآن إلى مباراة زيمبابوي، ولا ينشغل بأي مباريات أخرى أو باللقب، وهدفه الأول هو الفوز في الافتتاح.

وأثنى أجيري على النجم محمد صلاح ، قائلا إنه يؤدي بشكل جيد في المعسكر وملتزم تماما وإنه مثل كل لاعبي الفريق، وإن هدف جميع لاعبي الفريق هو الفوز بلقب البطولة الأفريقية للمرة الثامنة.

ولا يعتمد أجيري على صلاح بمفرده وإنما على كتيبة من اللاعبين المميزين الذين يحترف بعضهم في الخارج بينما ينشط البعض الآخر في الدوري المحلي.

ويبرز من هؤلاء اللاعبين محمود حسن تريزيجيه (قاسم باشا التركي) والمدافع أحمد حجازي (ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي) ومحمد النني (أرسنال الإنجليزي) والمهاجم مروان محسن (الأهلي المصري) .

ويتمتع الفراعنة بخبرة كبيرة سواء على مستوى الخبرة الفردية للاعبين أو على مستوى الفريق والتي ستكون سلاحا آخر يضاف لقوة الفراعنة في مواجهة زيمبابوي.

وفي المقابل ، سيكون السلاح الرئيسي لزيمبابوي هو حماس لاعبيه ورغبتهم في ترك بصمة جيدة في البطولة إضافة إلى أن الفريق لا يقع تحت أي نوع من الضغوط التي تعانيها المنتخبات الكبيرة لأنه ليس لديه ما يخسره.

والأكثر من هذا أن مجرد احتلال الفريق المركز الثالث في هذه المجموعة سيكون مكسبا كبيرا له وقد يمنحه فرصة التأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث في المجموعات الستة.

ويعتمد منتخب زيمبابوي بقيادة مديره الفني الوطني صنداي تشيزامبو على مجموعة من اللاعبين المتميزين مثل نوليدج موسونا المحترف في أندرلخت البلجيكي ومارفيلوس ناكامبا (كلوب بروج البلجيكي) إضافة للنجم الكبير خاما بيليات لاعب كايزر تشيفز الجنوب أفريقي.

لكن عددا كبيرا من لاعبي الفريق لا يمتك الخبرة الكافية بالبطولة الأفريقية كما يفتقد للخبرة الاحترافية التي يتمتع بها عدد من نجوم الفراعنة حيث ينشط عدد كبير من لاعبي زيمبابوي في دوري جنوب أفريقيا.

وقال مدرب زيمبابوي إن فريقه يدرك حجم صعوبة المباراة أمام مصر في افتتاح البطولة ووسط العدد الكبير من الجماهير، لكنه سيبذل قصارى الجهد للخروج بنتيجة إيجابية.

وأضاف : "منتخب مصر سيكون قويا على أرضه ووسط جماهيره وهو المرشح الأول للفوز بالبطولة". وأوضح أنه سيحدد اليوم الخميس الموقف النهائي لنجم الفريق خاما بيليات الذي أصيب مؤخرا.

ويسعى منتخب زيمبابوي إلى تفجير واحدة من المفاجآت التي تحفل بها المباريات الافتتاحية للبطولات الكبيرة ويدرك أن مجرد الخروج من هذه المباراة بنقطة التعادل سيكون مكسبا كبيرا ومفاجأة من العيار الثقيل.

وكان منتخب الفراعنة أنهى استعداداته للبطولة بانتصارين وديين على منتخبي تنزانيا 1 / صفر وغينيا 3 / 1 بينما أنهى منتخب زيمبابوي استعداداته للبطولة بثلاث مباريات ودية فاز في الأولى على منتخب جزر القمر 2 / صفر وتعادل في الأخريين مع نيجيريا سلبيا ومع تنزانيا 1 / 1 .