لا ضير يا ولي العهد.. فالخصم كُمبارس

لم يعد خافياً على المواطن السعودي مقدار ما يتعرض له ولي عهدهم الأمير محمد بن سلمان من هجوم إعلامي غير مبرر لتشويه سمعته وتحطيم آماله وطموحاته في خلق شرق أوسط جديد وليس فقط سعودية جديدة وذلك منذ تولي سموه ولاية العهد في إنتقال سلس للسلطة ومباركة من الأسرة المالكة وأهل الحل والعقد والشعب السعودي ، وإعلانه وتبنيه لرؤية السعودية ٢٠٣٠ .

ويعي الشعب السعودي ويعرف تمام المعرفة من يقف وراء ذلك الهجوم ومحاولات تشويه سمعة سموه وتعطيل مشروعات وطنه وتحقيق رؤيته وهو ما جعل الشعب السعودي يقف سداً منيعاً للدفاع عن ولي العهد وعن وطنه وأمنه واستقراره . والمتابع المحايد والمنصف لشخصية وأداء الأمير محمد بن سلمان منذ بداية ظهوره في عام ٢٠٠٧ كمستشار في هيئة الخبراء وما تلاها من مسؤوليات حتى ولاية العهد يدرك أنها شخصية استثنائية مختلفه في كل شيء.

وأن أبرز سماتها الثقة بالنفس وامتلاك الرؤية البعيدة والتمكن القيادي والسياسي والاقتصادي والذكاء العاطفي الاجتماعي وإدارك مكامن قوة الدولة الظاهرة والباطنة والمخاطر التي تهدد كيانها ومستقبلها الاقتصادي فضلاً عن إلمامه الكبير بقواعد الممارسات السياسية في المنطقة الأخطر على مستوى العالم وصراع المصالح الدائم فيها وشجاعته ومواجهته للإرهاب والفكر المتطرف وتعرية الأنظمة السياسية الفاسدة في المنطقة وعزلها عن محيطها وكشف ممارساتها السياسية الدنيئه .

وهو ما دفع تلك الأنظمة التي اسميتها في مقال سابق بثالوث التآمر على السعودية ومن يدور في فلكهم من الميليشيا المسلحة والإعلام المرتزق ، دفعهم إلى معاداته والإساءة له عبر وسائل إعلامهم وفي خطبهم وممارساتهم السياسية .

وبنظرة سريعة لإنجازات سموه خلال الفترة القصيرة الماضية يقف المنصف احتراماً وتقديراً لشخصه فقد بدأ بأعلان رؤية السعودية ٢٠٣٠ الاقتصادية في مرحلة سياسية واقتصادية حساسة وحرجة لكيان الدولة واقتصادها والتزاماتها المحلية والإقليمية والدولية والتي بنيت على ركائز قوية بهدف تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لإيرادات الدولة والتركيز على إعادة اكتشاف المملكة من جديد واستثمار ثرواتها البشرية والمادية بطريقة مختلفة تعيد للدولة حيويتها وهيبتها ومكانتها الطبيعية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية بسرعة كبيرة في ظل التحولات الدولية القائمة على انتاج المعرفة والإسهام الفعلي في الحضارة العالمية .

ونجح سموه وبشكل غير مسبوق في توفير الدعم اللازم لنجاح الرؤية وتفاعل المواطن السعودي خاصة الشباب منهم وقطاعات الدولة العامة والخاصة مع الرؤية ومتطلباتها لتصبح جزء رئيس من طموحاتهم وأحلامهم الوطنية ، ثم أعلن سموه فتح ملف الفساد من قمة الهرم ليعيد لخزينة الدولة الكثير من الأموال المسلوبة ويوجه رسالة قوية من خلال تلك الحملة لكل مسؤول ليراعي أمانته ويحافظ على المال العام .

وحول سموه صندوق الاستثمارات العامة إلى خزينة وطنية جاذبة ومختلفة ليكون الصندوق الداعم الرئيس للتحولات الاقتصادية الوطنية ، ولم يخفى عليه الأضرار المترتبة على الإصلاحات الاقتصادية الجذرية لينفذ العديد من المشروعات الداعمة للمواطن في مواجهة تلك الإصلاحات والحد من تأثيراتها على دخل المواطن العادي ، وعمد سموه إلى إعادة هيكلة معظم قطاعات الدولة الحكومية وإجراءاتها وآليات عملها لتسهيل تنفيذ التحولات الاقتصادية والأمنية.

وبدأ سموه التنفيذ الفعلي على أرض الواقع لعدد كبير من المشروعات الوطنية العملاقة كمشروع نيوم والبحر الأحمر والقدية وتشغيل المدن الاقتصادية وموانئها وطرح جزء من أرامكو للاكتتاب بما يخدم تحقيق أهداف الرؤية ، وهيء الفرصة الكاملة للمرأة السعودية لتكون شريك حقيقي للرجل في إعادة اكتشاف السعودية الجديدة بتوفير فرص العمل وتقلد المناصب العليا.

ونجح سموه في تشكيل التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن الشقيق وإيقاف المد الصفوي وأ دواته من الميليشيا والمرتزقة وكذلك في تشكيل التحالف الإسلامي لحوالي أربعين دولة لمواجهة الإرهاب والتطرف.

ليس ذلك فحسب فقد برع سموه في حفظ التوازن في علاقات السعودية الدولية مع القوى العظمى والدول المؤثرة وقام بعدد من الزيارات الدولية لبناء شراكات وتطوير العلاقات بما يتناسب مع ظروف المرحلة فضلاً عن مشاركة سموه المؤثرة والفاعلة في قمم العشرين .

كل هذه الإنجازات لم ترق لخصوم الدولة الحقيقيين والمتآمرين عليها أو ما يعرف بثالوث التآمر ، لأن عداءهم ليس فقط كما يدّعون لشخص سمو ولي العهد وإنما لكيان الدولة السعودية وقادتها على وجه الخصوص ، لقد ضاق بهم ذرعاً التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان بتوجيه ورعاية وتأييد ومباركة من خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل.

إن السعودية عبر تاريخها الطويل لم تضع نفسها في غير موضعها الطبيعي وكانت سنداً قوياً للقضايا العربية والإسلامية بحكم مكانتها كقبلة للمسلمين ، ولم تتخلى في يوم من الأيام عن مبادئها في نصرة تلك القضايا رغم ما يحاك ضدها من مؤامرات مع حرصها على حفظ مكانة كل دول الجوار وعدم التدخل في سيادتها وشؤونها الداخلية.

وبصراحة شديدة فإن حكومة قطر تقوم ومنذ زمن طويل بدور كمبارس سيء للغاية ضد السعودية الجارة لا يتناسب ومكانة دولة قطر الجغرافية والسياسية والاقتصادية.

وتعد حكومة قطر وبدون أدنى شك الجهة الأولى المسؤولة عن العبث في المنطقة مستغلة موارد قطر في احتضان المتطرفين والداعمين للإرهاب والفكر والمتطرف ودعم الميليشيا والمرتزقة في أكثر من مكان دون ما مصلحة لقطر وشعبها العزير ، وتسخير منابرها الإعلامية في قطر وخارج قطر لتشويه سمعة السعودية وقادتها وشعبها.

لقد باءت كل جهود المناصحة لحكومة قطر بالفشل الذريع والعند والمكابرة السياسية لتضع نفسها أداة في يد بعض القوى الإقليمية والدولية متجاهلة عمقها الاستراتيجي الحقيقي.

وأن الواجب على حكومة قطر وعقلاءها التوقف عن تلك الممارسات السياسية والإعلامية والمالية والرجوع للحق وتقدير مصالح قطر بموضوعية وبما يضمن بقاء قطر ضمن منظومتها ونسيجها الخليجي الأصيل، وعليها أن تدرك أن قوة الخليج تكمن في ترابط دول مجلس التعاون خاصة وفي سلامة واستقرار السعودية على وجه الخصوص وليس في علاقاتها مع العدو اللدود للخليج إيران أو مع المهووس بإحياء أكذوبة الخلافة العثمانية أوردغان ، فهل من مجيب ؟