لماذا غيّر أردوغان تصريحاته “الملفقة” بشأن مسلمي الإيغور؟

وأشار المحللون إلى ما أوردته وكالة الأنباء الصينية الرسمية بشأن تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن موقفه حول القمع في إقليم شينغ يانغ، وقال لنظيره الصيني شي جين بينغ، إن الأقليات المسلمة "الإيغور" تعيش بسعادة في إقليم شينغ يانغ، وهو الموقف الذي وصفه بعض المراقبين بأنه تحول 180 درجة عن تصريحات أنقرة الأخيرة. وكانت وزارة الخارجية التركية قد وصفت معاملة المسلمين الإيغور الناطقين باللغة التركية بأنها "عار كبير على الإنسانية".

ولكن من المقرر أن تدرس بكين بعناية خياراتها في مساعدة تركيا ولن تقدم حزمة إنقاذ كبيرة بسبب المخاطرة التي قد يتعرض لها الدعم على نطاق أوسع، ما سيؤدي إلى زيادة استفزاز الولايات المتحدة، بعدما اعتزمت الصين في وقت سابق تقديم بعض المساعدات المالية لتركيا، من بينها شراء بعض السندات المزمع إصدارها باليوان، بحسب ما جاء في صحيفة "South China Morning Post". ونقلت الصحيفة الصينية عن محللين صينيين، أن استجابة بكين لتحركات أنقرة للتواصل مع "أصدقاء جدد" في محاولة لوقت انهيار الليرة التركية، جاءت من منطلق سياسي أكثر منه اقتصادي.

وأدى توتر العلاقات الأميركية ـ التركية إلى فقد العملة التركية ما يقرب من 20% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي العام الماضي، وواصلت الانخفاض منذ بداية العام الجاري.

وأثارت تهديدات الليرة وسوق الأوراق المالية والاقتصاد مخاوف كبيرة لدى أردوغان وحكومته، ما دفعهم إلى البحث عن أصدقاء اقتصاديين جدد من خصوم الولايات المتحدة التقليديين.

وقال أيدان ياو، وهو محلل اقتصادي كبير، متخصص في الأسواق الناشئة في آسيا، إن فرصة قيام الحكومة الصينية بتمديد المساعدات لتركيا كبيرة ولكنها سترتكز على حسابات سياسية وليست اقتصادية بالنظر إلى المخاطر المرتبطة باتخاذ مثل هذه الخطوة.

وأوضح ياو: "كما هو الحال مع أي قرض أو إصدار سندات، هناك دائماً احتمال للتخلف عن السداد، وسيكون هذا الخطر مرتفعاً بشكل خاص عندما تكون دولة ما في وسط العاصفة".

وكانت وكالة أنباء شينخوا قد نقلت عن أردوغان قوله، إن "تركيا ما زالت ملتزمة بسياسة الصين الواحدة"، مشدداً على أن "كون المقيمين من مختلف الإثنيات يعيشون بسعادة في منطقة شينغ يانغ للإيغور التي تتمتع بحكم ذاتي بسبب ازدهار الصين هي حقيقة ثابتة، وتركيا لن تسمح لأحد بدق إسفين في علاقاتها مع الصين". وأضافت الوكالة الصينية أن أردوغان "عبر عن استعداده لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الأمني مع الصين للتصدي للتطرف".

وحذر أردوغان من الذين يسعون إلى "استغلال" قضية شينغ يانغ لخلق التوترات مع الصين، المستثمر وشريك التجارة الكبير لتركيا، وفق الوكالة الصينية.

ولكن من المرجح ألا تكتفي بكين بهذه التصريحات مقابل بعض المساعدات لتركيا وإنما ستسعى أيضاً للاستفادة على المدى البعيد، حيث أوضح المحللون أن الصين تهدف من وراء بناء تحالف مع دولة تعاني من خلافات مع الولايات المتحدة، إلى اكتساب المزيد من النفوذ السياسي العالمي في المستقبل.

ويرى سون شين، محاضر في إدارة الأعمال الصينية وشرق آسيا في كينغز كوليدج بلندن، أن مساعدة بكين لأنقرة تأتي في إطار "توحيد صفوف بعض الإخوة الصغار" في مواجهة التهديدات التجارية الأميركية. واستدرك قائلاً إن أي مساعدة من الصين ستكون بمثابة لفتة سياسية أكثر من كونها ستجلب الدعم الأساسي لليرة التركية.

وأوضح شين أن الليرة التركية لا تزال هشة بسبب انعدام ثقة السوق في رغبة حكومة أردوغان في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم العملة التركية.