السفينة “آلان كردي” في طريقها إلى مالطا رغم منع السلطات

تتجه السفينة "آلان كردي" التابعة لمنظمة إنسانية ألمانية وعلى متنها 65 مهاجراً الأحد إلى مالطا بعدما رفضت إيطاليا رسوها في أراضيها، رغم إصدار السلطات المالطية الأحد منعاً للسفينة من دخول مياهها الإقليمية.

وحذر متحدث باسم الجيش المالطي السفينة التابعة لمنظمة "سي آي" الأحد من دخول مياه مالطا الإقليمية.

من جهتها، كتبت منظمة "سي آي" على تويتر "لا يمكننا أن ننتظر إلى حين أن نصبح في حال طوارئ. علينا أن نعلم من الآن ما إذا كانت الحكومات الأوروبية تدعم موقف إيطاليا. حياة الناس ليست سلعة".

في الوقت نفسه، أعلنت القوات المسلحة المالطية إنقاذ 50 مهاجراً كانوا على متن قارب مطاطي على وشك الغرق في منطقة الإنقاذ الرسمية في البحر. ونقل المهاجرون إلى قارب عسكري ومن المتوقع أن يصلوا إلى مالطا مساء الأحد.

من جهة ثانية، سمح ل41 مهاجرا كانوا على متن السفينة "اليكس" التي تمكنت من الرسو عنوة في مرفأ لامبيدوسا الإيطالي، بالنزول فجر الأحد.
فبعد يومين في البحر على متن السفينة "اليكس" التي استأجرتها المنظمة اليسارية الإيطالية غير الحكومية "ميديتيرانيا" ويبلغ طولها 18 مترا، سمح للمهاجرين قرابة الساعة 01,30 الأحد (20,30 ت غ السبت) بالنزول في مرفأ لامبيدوسا حيث نشرت قوات كبيرة للشرطة، لنقلهم إلى مركز لاستقبالهم.

وتمت مصادرة السفينة وفتح تحقيق ضد قبطانها توماسو ستيلا بشبهة المساعدة في الهجرة السرية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أجي).
وكانت السفينة "أليكس" رست في لامبيدوسا متحدية قرار رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني إغلاق المرافئ في وجه سفن المنظمات غير الحكومية تحت طائلة فرض غرامات كبيرة.

من جهتها، كانت المنظمة غير الحكومية الألمانية للعمل الإنساني "سي آي" قد أعلنت ليل السبت الأحد أن السفينة آلان كردي التابعة لها والتي كانت قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، توجهت إلى مالطا.

ولم تتمكن السفينة التابعة للمنظمة التي تتخذ من ريغسنبورغ مقرا وتحمل اسم طفل سوري لقي مصرعه على شاطئ تركي في 2015، من الرسو في جزيرة لامبيدوسا إذ إن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني منع إنزال مهاجرين فيها.

وقال المسؤول في المنظمة غوردن ايسلر في بيان "بالنسبة لنا حان الوقت لتحرير الدول الأوروبية الأخرى من احتجازها رهائن بيد وزير الداخلية الايطالي".

وأضاف "إذا كان رؤساء الدول والحكومات جادين فعلا في الانتقادات التي يوجهونها إلى وزير الداخلية الإيطالي، يمكنهم السماح لنا بالرسو في مالطا".

وبعيد رسو السفينة "اليكس" وصف سالفيني العاملين في المنظمة غير الحكومية ب"الانتهازيين". وكتب على تويتر "لا أسمح برسوّ الذين يستخفون بالقوانين الإيطالية ويساعدون المهرّبين".

وكانت السلطات الإيطالية احتجزت الأسبوع الماضي في لامبيدوسا السفينة "سي ووتش 3" التابعة لمنظمة غير حكومية ألمانية وأوقفت قبطانتها كارولا راكيتي التي رست بالقوة لإنزال أربعين مهاجرا أنقذتهم في البحر وبقوا على متنها نحو أسبوعين.

وفي الثاني من يوليو ألغت قاضية توقيفها معتبرة أنها عملت لإنقاذ أرواح. لكنها ما زالت تواجه تحقيقين.

وينص مرسوم تشريعي صدر في يونيو على غرامات يمكن أن تصل إلى خمسين ألف يورو يمكن أن تفرض على القبطان ومالك السفينة في حال دخولها بلا تصريح إلى المياه الإيطالية.

وبعد رسو السفينة "أليكس" قال سالفيني إنه يمكن أن يرفع هذه الغرامة إلى مليون يورو.

وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "كورييري ديلا سيرا" السبت أن 59 بالمئة من الإيطاليين يؤيدون إغلاق المرافئ.

من جهته، دعا البابا فرنسيس الأحد إلى إقامة "ممرات إنسانية" لإغاثة المهاجرين، وذلك بعد قصف على مركز لإيواء المهاجرين في ليبيا مطلع الأسبوع أوقع أكثر من 50 قتيلا. وقال بعد صلاة التبشير في ساحة القديس بطرس "لا يمكن للأسرة الدولية أن تسمح بأحداث خطيرة كهذه".

من جهة أخرى تظاهر أكثر من ثلاثين الف شخص السبت في نحو مئة مدينة ألمانية تعبيرا عن تضامنهم مع راكيتي وللمطالبة بالتكفل بالمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر.

وفي باريس، دان 63 نائبا فرنسيا من كل الاتجاهات في مقال نشر الأحد "سجن أشخاص يقومون بإنقاذ أرواح" بعد توقيف قبطانة منظمة "سي ووتش" في لإيطاليا لأيام، معتبرين أنه "تجاوز مقلق".