كيف احتالت إيران على العقوبات ومولت نظام الأسد بالنفط؟

كشف تقرير موسع للمقاومة الإيرانية، الإثنين، عن معلومات تكشف تفاصيل دور النظام الإيراني في تزويد نظيره السوري بالمشتقات النفطية، في محاولة للتحايل على الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين نظام الملالي والحكومة السورية.

أفاد التقرير بأنه "في 2017 تم تقدير حجم مشروع مدفوعات الديون السورية لنظام الملالي، في المناقشات التي أجريت في المجلس الأعلى للأمن الوطني لنظام الملالي، بـ20 مليار دولار. ولا يشتمل هذا المبلغ سوى على النفط والائتمانات التي دفعتها الحكومة الإيرانية لسوريا".

وفي مارس الماضي كشف تحقيق موسع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران تسببت بخسائر غير مسبوقة في تدفق الخام النفط إلى سوريا، ما أدى إلى قطع شريان الحياة الذي كان يغذي نظام الأسد طوال سنوات الحرب ويساعده في الاستمرار.

وبحسب مزود البيانات البحرية "TankerTrackers"، لم تتمكن إيران من إيصال النفط إلى سوريا منذ 2 يناير، هذا يعني خسارة تقدر بحوالي 66,000 برميل يومياً خلال الثلاثة أشهر السابقة.

وقال مؤسس المزود، سمير مدني، إن إمدادات النفط الإيرانية "سقطت إلى الهاوية" وإن صهاريج التخزين فارغة في بانياس، حيث تقع أكبر مصفاة للنفط في سوريا.

وأدت العقوبات الأمريكية المتتالية المفروضة على إيران وسوريا وحلفائهما إلى تجفيف تدفق النفط الخام إلى سوريا، ما دفع النظام إلى الاعتماد بشكل أكبر على أسطوانات الغاز القادمة من روسيا، وهو مصدر آخر يخضع أيضاً للعقوبات، كما أعتمد على إنتاج النقط من المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".

ودعمت صادرات النفط الإيرانية نظام الأسد طوال فترة الحرب خلال ثمان سنوات، حيث أنخفض إنتاج النفط الخام في سوريا من 353,000 برميل يومياً في 2011 إلى 25,000 برميل يومياً في 2017.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية للصحيفة: "تدعم إيران نظام الأسد، حتى عندما يرتكب فظائع ضد شعبه، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية.. ولذلك، سنواصل التنسيق مع المجتمع الدولي لإيجاد سبل من شأنها الحد من الجهود الإيرانية الرامية لإعادة تزويد نظام الأسد بوسائل تدعم وحشيته ضد الشعب السوري".

وسعت واشنطن إلى خنق النفوذ الإيراني في سوريا منذ الانسحاب من الاتفاق النووي، وحاولت عزل النظام بسبب جرائمه ضد الشعب السوري وفرضت عقوبات على "حزب الله" حليف إيران.

وتهدف العقوبات الأمريكية على إيران للحد من عائداتها النفطية؛ إلا أن الأمر في سوريا يهدف إلى تقليص نفوذ طهران في دمشق.

التعاون مع الشركاء
تقول الصحيفة، تسلم طهران النفط إلى النظام بموجب خط ائتمان، لا يمكن للنظام سداده، إلا أنه ضمن ترتيب قائم على التحالفات. وتأمل الولايات المتحدة تقويض نفوذ طهران، عن طريق منع إمداداتها النفطية من الوصول إلى سوريا، وذلك بحسب مسؤولين سابقين ممن تحدثوا للصحيفة.

ولزيادة فعالية العقوبات، تواصلت الولايات المتحدة مع حلفاء إقليميين لمراقبة ناقلات النفط التي تنتقل من شبه الجزيرة العربية إلى قناة السويس في طريقها إلى موانئ سوريا في المتوسط.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، قد أصدرت أواخر العام الماضي، قائمة تحتوي على 30 باخرة قامت بتزويد النظام بالنفط والغاز الروسي المعبأ، محذرتهم بفرض عقوبات عليهم إذا ما استمروا بتزويد النظام بالشحنات، حيث أدى ذلك إلى انخفاض الشحنات الروسية ولكنها لم تتوقف.

وبحسب الصحيفة، منعت السلطات المصرية، عبور ناقلة نفطية واحدة على الأقل، كانت متوجهة لسوريا بعد أن ظهرت على القوائم السوداء أثناء دخولها قناة السويس.

كانت الناقلة تنقل بانتظام حوالي 900,000 برميل من النقط الخام كل بضعة أشهر من إيران على سوريا.