قطر.. ماكينة ATM أمريكا وأوروبا

يبدو أن قطر الدولة الخليجية الصغيرة تحولت إلى ماكينة ATM لأمريكا ودول أوروبا، في محاولة لكسب ود الغرب، لحل أزمتها مع جيرانها في الشرق الأوسط.

لم يكن بوسع زعماء أوروبا سوى الرد على المكالمة الواردة من قصر الدوحة، حتى تتدفق مليارات الدولارات في خدمة اقتصادهم ومبيعاتهم العسكرية، بعدما تقطعت بالدوحة السبل في الشرق الأوسط نتيجة السياسات الداعمة والممولة للإرهاب في المنطقة.

في أواخر عام 2018 قرر أمير قطر التقرب من ألمانيا بالدخول باستثمارات في الشركات الألمانية العملاقة كشركة فولكسفاغن ودويتشه بنك، واعتزام الدولة الخليجية استثمار نحو 10 مليارات يورو في الشركات الألمانية المتوسطة، لدعم الاقتصاد الألماني.

وفي محاولة لكسب ود فرنسا، كشفت تقرير رسمي نشرته مجلة "لوبز" الفرنسية، أن قطر تصدرت لائحة المستوردين للأسلحة الفرنسية بـ3.4 مليار يورو، رغم صغر الدولة الخليجية، بسبب إبرام صفقة شراء ضخمة من 28 طائرة مروحية من طراز NH90، وأخرى لشراء 12 طائرة إضافية مُقاتلة من طراز رافال.

وفي أوائل عام 2019 كشفت تقارير صحفية بريطانية عن أن قطر أغدقت نحو 35 مليار جنيه إسترليني أي نحو 45 مليار دولار على الاقتصاد البريطاني، إضافة إلى مؤسسات أدارتها الدوحة في الخفاء دون ظهور اسمها في الواجهة تهدف بها إلى اختراق المجتمع عن طريق قيادات من جماعة الإخوان الهاربين في لندن.

وفي جملة من التصريحات، التي نقلتها وسائل الإعلام الأجنبية، من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأمير قطر تميم بن حمد، انكشفت أهداف واشنطن التي وضعتها الإدارة الأمريكية مسبقا بشأن الدوحة، تلخصت في قول ترامب ضاحكا بسخرية “أنتم حليف عظيم، وقدمتم لنا المساعدة بمنشأة عسكرية رائعة (يقصد قاعدة العديد)، ومطار عسكري لم ير الناس مثيلا له منذ وقت طويل، تم خلال ذلك استثمار 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت من أموالكم وليست أموالنا”.

ترامب الذي عرف من أين تؤكل الكتف فيما يخص سياسة بلاده تجاه قطر، لم يخف أهداف واشنطن التي رمى إليها في حديثه إلى أمير الدوحة والوفد المرافق له قائلا “إن استثماراتكم في الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر الاستثمارات في العالم، والاستثمارات التي تقومون بها هي موضع تقدير كبير، وأعلم الطائرات التي ستشترونها وكل الأشياء التي ستستثمرون فيها. إنني أرى الاستثمارات القطرية من منظور مختلف، فهي بمثابة توفير وظائف في الداخل الأمريكي، لقد حققنا ما يقرب من 160 مليون فرصة عمل، وهو رقم قياسي لم يسبق أن حقق في السابق”.

تصريحات ترامب التي ألقى بها على مسامع وفد الدوحة كانت مقدمة حتمية لإعلانه توقيع صفقات بقيمة 85 مليار دولار مع أمير قطر تتضمن طائرات بوينج وأسلحة.

وكانت الولايات المتحدة وقطر قد اتفقتا في وقت سابق، على توسيع قاعدة “العديد” العسكرية، التي تحتضن آلاف العسكريين الأمريكيين، وتعتبر من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتمثل مركزا أساسيا لانطلاق عمليات قواتها الجوية في المنطقة.

ولكن قطر التي تسعى إلى حلول خارج إخوانها وأشقائها في الشرق الأوسط بمحاولة إرضاء الإدارة الأمريكية وأوربا باءت مساعيها بالفشل، بعدما أشارت تقارير من واشنطن في وقت سابق تزامنا مع الزيارة أن حل أزمة قطر مع جيرانها يكمن في الرياض وليس أي مكان آخر.