“علماء باكستان” يدين اعتداءات الحوثي.. ويثني على استضافة المملكة لأسر شهداء فلسطين

أكد المشاركون في مؤتمر وحدة الأمة المنعقد في إسلام أباد، أهمية التضامن الإسلامي، وأن الحج هو الركن الخامس من أركان الدين، وهو فريضة على المسلمين ومناسبة عظيمة تتجلى في مضمون جميع أعمالها وخطواتها الوحدة والتوحيد والأخوة والتضامن الإسلامي بين شعوب الأمة، والحج رحلة لأكثر وأشرف بقاع الدنيا وهو عبادة عظيمة وموسم كبير للخيرات، بعيد كل البعد عن تلك الملتقيات والمؤتمرات والمناسبات المخصصة لتصفية الحسابات وطرح وإبراز ومناقشة الخلافات السياسية والمذهبية المبنية على العنف والحقد والتطرف والانحرافات الفكرية،

حضر المؤتمر بدعوة من مجلس علماء باكستان برئاسة الشيخ طاهر محمود أشرفي، وزير القانون فروخ نسيم، ووزير الشؤون الدينية والتوافق الديني الشيخ نور الحق قادري، ومشاركة سفير فلسطين لدى جمهورية باكستان الإسلامية، وحضور ممثل عن سفارة المملكة العربية السعودية، وعدد من كبار العلماء والمتخصصين ورؤساء المكاتب والمؤسسات الفكرية والمذهبية ومجموعة من الشخصيات السياسية الفكرية المرموقة والاجتماعية وعدد كبير من رجال الصحافة والإعلام.

أصدر مؤتمر وحدة الأمة المنعقد في إسلام أباد، اليوم الخميس، توصياته العاجلة التي تؤكد أهمية الجهود السعودية لخدمة الحج والحجاج، وقدم الجميع شكرهم للقيادة السعودية على ما تقدمه من خدمات كبيرة لضيوف الرحمن، مؤكدين أهمية المحافظة على فريضة الحج وهلوها من المظاهر الفاسدة، وضرورة عدم السماح ومنع تحويلها من فريضة الحج لتصبح أماكن للفوضى وساحات مخصصة لرفع الشعارات السياسية والمظاهرات والوقفات وغيرها من الممارسات المرفوضة في جميع الأوقات، وعبر جميع المشاركين عن رفضهم الكامل لجميع المطالبات المغرضة لمثل هذه الدعوات الباطلة، مؤكدين أهمية التوقف عن هذه الممارسات الخبيثة وعدم طرح مثل هذه المواضيع والشعارات المذهبية والسياسية طوال العام وخاصة أثناء موسم الحج لأنها أعمال سلبية مفسدة تسبب الفتن وتأجج الصراعات وتثير الحقد والكراهية بين الشعوب وخاصة في موسم الحج.

وأكد الجميع أنه يجب المحافظة على ما يحظى به الحجاج من أمن وآمال وطمأنينة واستقرار خلال موسم الحج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، والمحافظة على ما يقدم لهم من خدمات جليلة وكبيرة وعظيمة وهي بلا شك عبارة عن خدمات متميزة وفريدة لا مثيل على الإطلاق تؤكد حرص المملكة العربية السعودية وقيادتها على خدمة ضيوف الرحمن وأمنهم وسلامتهم منذ وصولهم للمملكة وحتى مغادرتهم لبلادهم.

وثمّن الحضور جميع الخدمات المتميزة والرعاية الشاملة التي يحصل عليها حجاج باكستان التي تعكس عمق العلاقة الأخوية المتجذرة بين البلدين والحكومتين والشعبين الشقيقين، وأثنى الجميع على استضافة المملكة العربية السعودية لأسر شهداء فلسطين في موسم الحج لهذا العام 1440 الذي تستضيف خلال موسم الحج القادم 1000 حاج على نفقة الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقدم الجميع خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الذي جعل قضية فلسطين هي القضية الأم والأهم والأولى داخل منظومة السياسة السعودية منذ بداية المشكلة وحتى اليوم، مؤكدين في مؤتمر وحدة الأمة شكرهم لمجلس علماء باكستان على استضافة وتنظيم المؤتمر وتأييدهم الكامل وثقتهم بكافة الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية التي تعتبر بمثابة القلب النابض للأمة.

وأعلن الجميع تأييدهم لكافة الإجراءت التي تعتمدها القيادة السعودية والتي تستهدف من خلال جهودها المخلصة وحدة الأمة العربية والإسلامية وتوحيد الصفوف والكلمة والشعوب، مشيدين بجهود حكومة باكستان وحرصها على إيجاد الحلول المناسبة لإزالة العقبات المعرقلة لمسيرة وأعمال المدارس الإسلامية والمساجد، مؤكدين بأن ما تقوم به الحكومة من خطوات هي محل الشكر والتقدير وهي جهود مهمة ومطلوبة يساندها الجميع ويقفون مع الحكومة صفاً واحداً لحماية هذه المؤسسات وتطويرها وتفعيل دورها.

وأكد الحضور أن الدعوة للتغيير في هذه المؤسسات غير مقبول ولكن التطوير مطلوب ضروري للمزيد من الفائدة وتحسين الأداء والمخرجات، مشيدين بجهود مجلس علماء باكستان للتعامل مع هذا الموضوع ومعالجته بحكمة وعناية بالغة بالتنسيق مع الجهات المعنية في باكستان.

وأكد رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ الحافظ طاهر محمود أشرفي في كلمته ضمن مؤتمر وحدة الأمة على أهمية التركيز على معرفة وتحديد والبحث عن طرق ووسائل "تحقيق وحدة الأمة" وأكد الأشرفي في مقدمة كلمته بأن ديننا العظيم دين الإسلام والسلم والسلام والمحبة والأمن والرحمة والتسامح والتعارف والوسطية والاعتدال، وليس دين العدوان والتطرف والاعتداء والقتل والتدمير والتكفير والعنف والتطرف والإرهاب، ومن هذا المنطلق ينبغي على جميع العلماء والدعاة القيام بواجبهم لإبراز وتأكيد سماحة ديننا العظيم، وضرورة تكثيف العمل والجهود لتوحيد صفوف شعوب الأمة".

وحث جميع أبناء الأمة الأفراد الرجال والنساء والأسرة المسلمة وشباب الأمة بالقيام بدورهم المطلوب على الوجه الأكمل لتحقيق النموذج المشرق الصحيح لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في تعاملاتهم بالمدينة المنورة وكيف كان الحكم الرشيد في المدينة وكيف نطبقه على أرض الواقع، وكيف يمكن تطبيق ذلك في جميع بلاد المسلمين وكافة أنحاء باكستان؟.

وطالب "الأشرفي" جميع المشاركين في المؤتمر بالعمل على تعزيز وحدة الأمة والتركيز على وسائل نشر وتعزيز الأمن والاستقرار ودعم العلاقات بين دول العالم العربي والإسلامي وشعوب العالم، وأن يحرص الجميع على منع ومواجهة التحديات والفتن والمؤامرات والخطط الرامية لتفكيك شعوب الأمة، ومنع المحاولات الفاشلة لغرس ونشر مفهوم الكراهية والأحقاد بين باكستان والمملكة العربية السعودية وكافة دول الخليج والظول العربية والإسلامية والدول المجاورة والدول الصديقة وأهمية التركيز على تحقيق المصالح المشتركة لجميع الدول ونشر السلم والسلام ونبذ العنف والتطرف.

وأشاد الجميع بجهود ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ودوره المحوري المهم لدعم جميع قضايا المسلمين ومساعدتهم مشردين بالتعاون المثمر الكبير وتلتنسيق الدائم بين ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان السيد عمران خان لخدمة مصالح المسلمين والمحافظة على حقوق وحدود الأمة العظيمة.

وقدم "الأشرفي" وجميع المشاركين في المؤتمر خالص الشكر والتقدير للقيادة السعودية الحكيمة على خدمات المملكة المتواصلة للحجاج والمعتمرين، مؤملين تعميم خدمات مشروع طريق مكة الحضاري ليقدم مزيدًا من التسهيلات لجميع حجاج بيت الله الحرام من جميع أنحاء العالم، وأن يتم توسعة هذه المبادرة لتشمل المطارات الرئيسية الأخرى في كافة المدن الرئيسية الباكستانية خلال موسم الحج للعام القادم.

ورفع المشاركون في المؤتمر تقديرهم للمملكة العربية السعودية، مؤكدين ثقتهم في قدرة قيادتها الرشيدة للبحث عن حلول مناسبة لمعالجة مشاكل الأمة الإسلامية، وطالب جميع المشاركين في المؤتمر حكومة باكستان والمملكة العربية السعودية بمواصلة الجهود الكبيرة والاستقرار بالتمسك بموقفهما الموحد تجاه قضية فلسطين العربية الشقيقة، ولدم الجميع شكرهم للملك سلمان بن عبد العزيز بمناسبة توجيهاته الكريمة وإستضافته لشهداء فلسطين وتمكينهم من أداء مناسك الحج كمبادرة عظيمة تستحق الثناء من الجميع.

وقال المجتمعون المشاركون في المؤتمر، إن المملكة العربية السعودية ترحب بجميع الأطياف الفكرية والمذهبية الإسلامية على أراضيها لأداء مناسك الحج وتترفع في هذه القضية عن أي اعتبارات طائفية وتقدمزخدماتها لجميع الحجاج على حد سواء دون تمييز ولا تفرقة.

وأيد المشاركون بمؤتمر وحدة الأمة، الفتاوى المنظمة للحج التي تلزم جميع الدول وكافة الحجاج بأداء مناسك الحج مرة واحدة كل خمسة سنوات وعدم الانجرار خلف المطالبات الهدامة والميول العدوانية المتطرفة المذهبية والسياسية التي تستهدف إثارة النعرات والمهاترات والفتن والقلاقل أثناء موسم الحج، مؤكدين ضرورة احترام الحجاج لجميع قوانين المملكة والتعاون مع كافة القطاعات والأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن وسلامة المملكة وأمن الحجاج وسلامتهم وهذا يستدعي من الجميع العمل بموجب التوجيهات التي يتلقونها من مرشد الحملة ومديرها.

وأدان العلماء، الحملات الغادرة والإعتداءات الإرهابية المتكررة والمتواصلة التي تقوم بها جماعة الحوثي الإرهابية على أراضي المملكة العربية السعودية واستهدافها للمطارات والمنشآت المدنية والمناطق الآمنة والأراضي المقدسة، معبرين عن خالص العزاء والمواساة لذوي شهداء حادثة رحيم يار خان راجين من المولى تعالى للجميع الصبر والسلوان متمنين للمصابين الشفاء العاجل.

وفي ختام المؤتمر، رفع الحضور خالص شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لما يبذلونه من جهود كبيرة للإسلام والمسلمين، وما يقدمونه من خدمات عظيمة للحرمين الشريفين وللحجاج والمعتمرين والزائرين، سائلين الله تعالى أن يوفقهم للمزيد من الجهد والبذل والعطاء لهذه البلاد المباركة ولكافة بلاد المسلمين.