بعد غضب واشنطن.. ماذا يعني تقليص حزب الله مليشياته في سوريا؟

يبدو أن الخناق اشتد على مليشيات حزب الله بسبب وقع زيادة العقوبات الأمريكية وإدراج قيادات وعناصر على قوائم العقوبات، هذا ما عكسته كلمات زعيم المليشيا حسن نصر الله عندما أعلن "لا داعي لأن تبقى الأعداد هي نفسها" بتقليص قواته في سوريا.

ادعاء نصر الله بأن الوضع في سوريا لا يحتاج أعدادا كبيرة من المقاتلين، كان محاولة لتخبئة أزمة مالية تخنق إيران وتصل بتداعياتها إلى حزب الله، إضافة إلى أوضاع ميدانية قلبت الطاولة.

وكان نصر الله قد أعلن، الجمعة، أنه قلص قواته في سوريا، قائلا: "ليس هناك مناطق في سوريا أخليناها بالكامل، لكن لا داعي أن تبقى الأعداد هي نفسها. ما زلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها في سوريا، لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي."

وادعى زعيم الميليشيات الإرهابية، في الوقت نفسه، أنه من الممكن إعادة كل من تم سحبهم "إذا دعت الحاجة لذلك".

تصريحات إن دلت على شيء، فهو أن حزب الله يحاول أن يظهر بمظهر القوي، ليخفي واقعه الاقتصادي المتأزم، بعد أن طالت العقوبات الأميركية المشددة إيران، محركه الرئيسي والآمر الناهي له، بالإضافة إلى مسؤولين كبار فيه، يلعبون دورا مهما في تمويله.

وكانت آخر العقوبات الأميركية، تلك التي أعلنتها وزارة الخزانة يوم الثلاثاء الماضي، على نائبين من حزب الله في البرلمان اللبناني، إلى جانب مسؤول الأمن في الميليشيا، علما أنها المرة الأولى التي تطال فيها العقوبات نوابا في البرلمان.

وشملت العقوبات الأميركية رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد، والنائب أمين شري، لاتهامهما بـ"استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له، بالإضافة إلى مسؤول الأمن في حزب الله، وفيق صفا.

وتعكس الأحداث الأخيرة في الخليج، تدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة، ومحاولاته المستميتة، هو وأذرعه، لالتقاط أنفاسه والاستمرار في معارك خاسرة مزعزعة للاستقرار، بالرغم من أوضاع عسكرية ومالية وسياسية واجتماعية خانقة.