اجتماع الحديدة “الجديد القديم”.. لعبة حوثية أخرى لإطالة أمد الحرب

في لعبة أخرى لمليشيات الحوثي تبدو مكشوفة لكسب وقت في مدينة الحديدة، تأخر وصول وفد ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى الاجتماع المقرر، الأحد، للجنة التنسيق الثلاثية المشتركة على ظهر سفينة أممية في عرض البحر بالمياه المفتوحة بالبحر الأحمر قبالة الحديدة غرب اليمن.

مراقبون يمنيون أفادوا أن الوصول المتأخر لوفد الحوثي بساعات عن موعده يبعث برسالة سلبية متكررة تبني على مقدمات مشابهة تعمدت المماطلة والتأخير والإعاقة على مدى أشهر طويلة منذ انتهاء مشاورات السويد أواخر العام الماضي، وتوقيع اتفاق استوكهولم.. مؤكدين أن ممثلي الحكومة قد يكونون هذه المرة في موضع قوة نسبياً، فعودتهم لطاولة المفاوضات جاء مقروناً بتراجع الأمم المتحدة عن الدعم الذي أبداه مبعوثها إلى اليمن "مارتن غريفيثس" للانسحاب الأحادي الذي نفذته الميليشيا من موانئ الحديدة في مايو الماضي.

فيما ربط محللون سياسيون، تعنت ورفض الحوثيين - المزمن - في تنفيذ الاتفاقيات بالدلال الأممي المستمر تجاه الميليشيات والمستمر منذ سنوات، وهو الموقف، الذي أفسد طرقا كثيرة للحل وسعت من التدهور المريع في الوضع الإنساني في اليمن ككل.

وتوقعوا أن استئناف المفاوضات المتوقفة منذ ثلاثة أشهر، لن تخرج عن سياق الجهود الأممية التي تصطدم كل مرة بتعنت قادة الحوثيين، الذين أكدوا مراراً بأن انسحاب قواتهم من الحديدة أمر بعيد المنال.

ويأتي هذا الاجتماع بعد أشهر من توقف عمل لجنة المراقبة وآلية تنسيق إعادة الانتشار، ولا يُنتظر أو يُتوقع منه الكثير في ظل معطيات ميدانية شديدة التحفز لاندلاع نيران أكبر وأكثر في جبهات التصعيد الحوثي بلا هوادة داخل مدينة الحديدة وفي الساحل الغربي جنوبي المحافظة، بحسب مصادر ميدانية.

وكان وصل في الساعة الأولى من فجر الأحد الفريق الحكومي برئاسة اللواء صغير بن عزيز إلى السفينة الأممية واستقبله لوليسغارد في عرض البحر.

ومن غير المتوقع أيضا أن يكون لوليسغارد يمتلك رؤية أو جدولة جاهزة للأولويات بداية من التراجع عن مفاعيل مسرحية تغيير الأزياء والانسحاب الحوثي الأحادي.

وكان رئيس الوفد الحكومي، وجه اتهامات للميليشيات الحوثية بتقييد حركة "لوليسغارد"، وهو ما يفصح عن النوايا الحقيقية التي تضمرها الميليشيات للمساعي الأممية الجديدة، والمحصلة المتوقعة، بأن المفاوضات قد لا تخرج عما آلت إليه سابقاتها من نتائج.

وأوضح بن عزيز، في تغريدة له على "تويتر"، أن "مليشيات الكهنوت والتمرد الحوثية، أغلقت كل المعابر داخل مدينة الحديدة، وقيدت حركة الفريق مايكل لوليسغارد، بمدينة الحديدة".

وأشار إلى أن هذه الإجراءات الحوثية، التي أدت إلى إغلاق معابر الحديدة، "مخالفة للفقرة 10 من اتفاق استكهولم". لافتا إلى أن الفريق الأممي ورغم هذه الأفعال الحوثية، "سوف يشكرهم المبعوث على ذلك"، حسب وصفه. وذلك في إشارة إلى التواطؤ الأممي مع الميليشيا في الحديدة.