محاربو الصحراء يصطدمون بأسود التيرانجا في نهائي “الحلم” الأفريقي

بمباراة خارج نطاق التوقعات، يسدل المنتخبان الجزائري والسنغالي لكرة القدم الستار، غدا الجمعة، على نسخة حافلة بالإثارة من بطولات كأس الأمم الأفريقية، حين يلتقي الفريقان في المباراة النهائية لهذه النسخة المقامة حاليا في مصر.
وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في القارة الأفريقية وخارجها غدا صوب ستاد القاهرة الدولي لمتابعة فصل النهاية في رواية مثيرة عن فنون الكرة، حيث تختتم فعاليات هذه النسخة بمواجهة بين الفريقين الأفضل في القارة السوداء.
وبعد ثلاثة أسابيع من مباراتهما في الدور الأول، التي انتهت لصالح المنتخب الجزائري بهدف نظيف، سيكون الفريقان على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل فيما تحسم المباراة الصراع على لقب كبير وتاريخي في بطولات كأس الأمم الأفريقية.
ورغم فوز المنتخب الجزائري في مباراتهما بالدور الأول، يبدو من المستحيل التكهن بنتيجة مباراة الغد كونها تختلف تماما عن طبيعة المباراة في الدور الأول للبطولة.
وقدم الفريقان أفضل العروض خلال البطولة الحالية واستحقا بلوغ المباراة النهائية التي يسعى من خلالها كلا الفريقين إلى إحراز لقب طال انتظاره.
ويتطلع المنتخب الجزائري إلى الفوز بلقبه الثاني في البطولة بعد 29 عاما من تتويجه بلقبه الوحيد السابق في البطولة الأفريقية علما بأن الفريق أحرز لقب 1990 على أرضه وبين جماهيره.
ويخوض المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) النهائي للمرة الثالثة حيث سبق له أن خسر أمام نظيره النيجيري في نهائي نسخة 1980.
وفي المقابل، يتطلع المنتخب السنغالي إلى الفوز بباكورة ألقابه في البطولة الأفريقية حيث كان أفضل إنجاز سابق للفريق هو إحراز المركز الثاني عندما خسر أمام نظيره الكاميروني بركلات الترجيح في المباراة النهائية لنسخة 2002 بمالي.
وشق المنتخب الجزائري (الخضر) طريقه إلى النهائي بنجاح هائل حيث حافظ على سجله خاليا من الهزائم في المباريات الست التي خاضها بالبطولة حتى الآن.
وحقق المنتخب الجزائري الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها بالدور الأول على حساب تنزانيا والسنغال وكينيا ثم فاز دون عناء على المنتخب الغيني في دور الستة عشر قبل أن يطيح في طريقه للنهائي ببطلين سابقين لأفريقيا هما المنتخب الإيفواري عبر ركلات الترجيح في دور الثمانية ثم المنتخب النيجيري في المربع الذهبي.
وبراهن المنتخب الجزائري على تفوقه الواضح في هذه النسخة حيث ترجم تألقه في الملعب إلى 12 هدفا في المباريات الست بينما اهتزت شباكه مرتين فقط.
ولم تخل أي مباراة للفريق في النسخة الحالية من هز شباك المنافس، وهو ما يسعى محاربو الصحراء إلى مواصلته في النهائي غدا لانتزاع الفوز على المنتخب السنغالي.
وقبل بداية البطولة الحالية، لم يكن المنتخب الجزائري من الفرق المرشحة بقوة للفوز باللقب في هذه النسخة لاسيما وأن الفريق لم يقدم مستواه المعهود منذ أن خرج أمام نظيره الألماني من دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2014 في البرازيل.
ولكن الفريق نجح بقيادة مديره الفني الوطني جمال بلماضي وفي وجود مجموعة متميزة من اللاعبين في مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وسفيان فيغولي وإسلام سليماني ويوسف بلايلي وآدم وناس في الوصول إلى المباراة النهائية.
ويتطلع محرز إلى الفوز باللقب مع منتخب بلاده بعد فوزه مع مانشستر سيتي بألقاب الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا وكأس رابطة الأندية المحترفة بإنجلترا خلال الموسم الماضي.
ويمثل لاعبو الفريق جيلا ذهبيا جديدا للخضر وهو ما يسعى الفريق إلى تأكيده بإحراز اللقب مثلما نجح جيل 1990 بقيادة الأسطورة رابح ماجر في الفوز باللقب الأفريقي.
وفي الوقت نفسه ، يتطلع المنتخب السنغالي (أسود التيرانجا) إلى استغلال الجيل الذهبي الجديد له لإحراز لقب طال انتظاره حيث كان الفريق في العديد من نسخ البطولة الأفريقية مرشحا باللقب لكن الحظ عانده أكثر من مرة خاصة في 2002.
وعلى عكس الترشيحات المتوسطة التي رافقت المنتخب الجزائري إلى هذه البطولة، حظي المنتخب السنغالي بترشيحات قوية قبل بداية هذه النسخة نظرا لكونه المصنف الأول أفريقيا حيث يتصدر قائمة المنتخبات الأفريقية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
وتزايدت الترشيحات مع العروض الجيدة التي قدمها الفريق في البطولة الحالية وإن خسر مباراته أمام الخضر في الدور الأول.
وبخلاف هذه المباراة ، فاز أسود التيرانجا في جميع المباريات الخمس الأخرى التي خاضوها.