العراقيون غاضبون من حديث نادية مراد لترامب عن معاناة الأيزيديين

الإيزيدية نادية مراد في لقائها بترامب

فجرت العراقية الإيزيدية نادية مراد، سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة والحائزة على جائزة نوبل للسلام، جدلًا واسعًا إثر اتهامها حكومتي إقليم كردستان وبغداد بمنع النازحين الإيزيديين من العودة إلى مناطقهم في سنجار.

وقالت مراد خلال لقائها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس في البيت الأبيض، ضمن مجموعة ناجين من الاضطهاد الديني إنه: ”حتى بعد هزيمة تنظيم داعش بشكل نهائي، فإن الإيزيديين مازالوا لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم، بسبب الصراع بين الحكومة العراقية والإقليم على مناطقهم“.

وأضافت: ”لا يزال نحو ثلاثة آلاف امرأة إيزيدية وطفل في الأسر بعد أن خطفوا على يد عناصر داعش عام 2014″، قائلة: ”التنظيم قتل إخوتي، وأمي وعددًا من أبناء قريتي“.

ورفضت أوساط سياسية وكردية حديث نادية مراد في البيت الأبيض عن تسبب الصراع بمنع نازحي سنجار من العودة إلى مناطقهم، خاصة وأن الأكراد يؤكدون على الدوام بأن لهم الفضل في وصول مراد إلى تلك المكانة الدولية، عندما كانت في أربيل مع آلاف النازحين الإيزيديين.

وقال الصحافي الكردي محمد كمال في تعليق على ”فيسبوك“: ”الإيزيدية العنصرية نادية مراد ناكرة الجميل، تشكو وتتحدث بسوء عن حكومة الإقليم والاتحادية (حكومة بغداد) لدى ترامب“.

بدوره، قال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري: ”بعد زيارتها للكيان الصهيوني، وحصولها على جائزة نوبل، الناجية الإيزيدية تواصل التجوال في أوروبا لتصل إلى واشنطن وتلتقي ترامب جالسًا وهي واقفة“.

وأضاف الجبوري في تغريدة عبر ”تويتر“: ”انتقدت حكومتها وشعبها لتواصل الاسترزاق بمعاناة أبناء جلدتنا (إخوتها الإيزيديين) التي ترفض أن تبقى بينهم، كفى خداعًا واتجارًا بآلامهم“.

وتفاعل العشرات من المدونين الذين رفضوا حديث نادية عن الصراع بين حكومة بغداد وأربيل، وأنه السبب في منع الإيزيديين من العودة.

نادية قوية وجريئة

على الجانب الآخر، رأى ناشطون ومدونون أن ما قالته مراد هو الواقع ذاته الحاصل في تلك المدينة.

وعلق الإعلامي عامر الكبيسي في منشور عبر ”فيسبوك“ قائلًا: ”كانت الشابة العزيزة نادية مراد الحاصلة على نوبل رائعة وهي تتحدث لترامب عن معاناة الإيزيديين، وأنهم أصبحوا سلعة تباع وتشترى، وأن ما بعد داعش هو امتداد لما قبلها في ظلمهم، والتقاتل لأجل السيطرة على أرضهم، كانت نادية قوية وجريئة“.

فيما قال الناشط الإيزيدي، فارس بابير في منشور له عبر ”فيسبوك“: ”الأخت نادية مراد أنعشت القضية الإيزيدية اليوم من جديد، حتى وإن كانت قضية إعلامية فقط، حيث أوصلت رسالتنا ومطالبنا باختصار في دقائق معدودة للسيد ترامب، الذي هو رئيس أكبر دولة في العالم من حيث النفوذ، وقالت بأن الحكومتين العراقية والكردية لم تفعلا لنا شيئًا، وتتنازعان في أرض سنجار“.

معاناة نادية مراد

وتعرضت مراد للتعذيب والاغتصاب على أيدي مسلحين من تنظيم داعش، لكنها أصبحت بعد ذلك واجهة للحملات التي تنادي بالحرية للإيزيديين، وحصلت على جائزة نوبل للسلام، كأول امرأة عراقية تفوز بالجائزة التي تمنحها منظمة ”نوبل“ بشكل سنوي.