واشنطن بوست: الانشقاقات تضرب حزب أردوغان

خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مؤخرًا الانتخابات في إسطنبول وأنقرة، أكبر مدن البلاد، لكن انشقاقات القادة البارزين في صفوفه يمكنها الإضرار برئيسه رجب طيب أردوغان بشكل أكبر من الذي قد تحدثه خسارة صناديق الاقتراع.

وكان رئيس وزراء تركيا الأسبق والقيادي بالحزب الحاكم أحمد داود أوغلو، أصدر بيانا في أبريل، أعلن فيه انفصاله عن حزب العدالة والتنمية ونيته لتشكيل كيان جديد، وفي بداية يوليو، انشق أيضًا نائب رئيس الوزراء السابق، علي باباجان، وقام بإعلان مشابه حول نيته لتشكيل جسم منافس.

وأوضح تحليل منشور بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن أكبر تهديد يواجه الحكام المستبدين يكون من حلفائهم النخبة؛ فعندما ينشق مثل هؤلاء الحلفاء، يخسر النظام المهارات والأتباع والمصادر.

كما أشار التحليل، الذي أعده كل من يونس أورهان طالب الدكتوراه بقسم العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن–ملواكي، وأورا جون رويتر أستاذ العلوم السياسية المساعد بالجامعة، إلى أن المنشقين البارزين عادة ما يساعدون في الحشد ضد النظام، وتشير الانشقاقات أيضًا إلى ضعفه.

وساهمت انشقاقات النخبة خلال العقدين الأخيريت، في انهيار حكام مستبدين حول العالم، في دول مثل ماليزيا وكينيا ونيجيريا وأوكرانيا وصربيا وجورجيا، ويمكن لتلك الانشقاقات الإضرار بسيطرة أردوغان على السلطة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن باباجان، بصفته قيصر الاقتصاد، كان على رأس حالة رخاء اقتصادي في الفترة بين عامي 2009 و2015، مما جعله يكتسب مكانته كمدير كفء.

ووجد استطلاع أجري مؤخرًا أن حزب باباجان الجديد يمكنه أن يفوز بنسبة تصل لـ17% من الأصوات، ليجتذب معظم مؤيدي حزب العدالة والتنمية.

أما داود أوغلو، فهو سياسي ماهر يظهر نفسه على أنه البديل الإصلاحي لأردوغان، وكان مؤخرًا يسعى للحصول على الدعم بين المصوتين المحافظين الذين يشكلون قاعدة الحزب الحاكم.

وعند ضم ذلك إلى خسارة حزب أردوغان لكل من إسطنبول وأنقرة، تخلق هذه الانشقاقات تصورًا حول ضعف العدالة والتنمية؛ فخلال السنوات الماضية، تمكنت الدراسات السياسية من معرفة الكثير حول أسباب هذا التشرذم.

وأوضحت دراسة حديثة الظروف التي تزيد فيها احتمالات حدوث انشقاقات؛ إذ أظهرت أن حالات الركود الاقتصادي تجعل الانشقاقات أكثر ترجيحا.

وبحسب الدراسة، يوفر الاقتصاد الضعيف سببًا لانتقاد النظام ما يجعل من إمكانية عثور المنشقين المحتملين على الدعم خارج الحزب كبيرة جدا، وفي حالة تركيا، استشهد داوود أوغلو وباباجان بالانهيار الاقتصادي في انتقادهم للحزب الحاكم.

كما أنه عندما يبدأ النظام في فقدان دعم الناخبين، تزداد احتمالية انشقاق النخبة، فليست مصادفة أن تأتي تلك الانشقاقات بعد خسارة الحزب في إسطنبول وأنقرة.