تسجيل صوتي: غضب عارم في أوساط شباب الإخوان بالخارج بعد استيلاء القيادات على أموال التبرعات

كشف تسريب صوتي لأحد قيادات «الإخوان»، الهاربين، عن حجم الخلافات داخل قيادات التنظيم الهاربين للخارج، فيما أعدها مراقبون بدلالة على حجم التلاعب في أموال التبرعات التي حصل عليها التنظيم.

وقالت دار الإفتاء المصرية إن «الحقائق عن (الإخوان) تنكشف يوماً بعد يوم، لتؤكد زيف ادعائهم بأنهم تنظيم يعمل لصالح الدين»، مؤكدة أن «التسريبات الأخيرة توضح حجم الاختلاسات المالية بين قيادات التنظيم في الخارج».

وخلال الساعات الماضية، ظهر تسريب صوتي نشره أحد شباب التنظيم، منسوب للقيادي الإخواني أمير بسام، عضو مجلس شورى التنظيم، كشف فيه عن «اتهامات تلاحق قيادات الخارج بسبب التمويلات التي يحصل عليها التنظيم».

وحسب دار الإفتاء المصرية، فإن القيادي الإخواني قال في تسجيل صوتي، إن «نائب مرشد (الإخوان) محمود حسين (هارب) اعترف (على حد قول الدار) أنه أخذ ما لا يحق له من أموال التبرعات، هو وآخرون من قيادات التنظيم، كما اعترف أنهم حصلوا على أموال وممتلكات لا حق لهم فيها وسجلوها بأسمائهم، ورغم ذلك لم يتحدث أحد من قيادات التنظيم... وأن التنظيم يجمع أموال التبرعات تحت شعارات كاذبة».

وفي ديسمبر الماضي، ذكر تقرير لموقع «كلاريون بروجكت» المتخصص في مكافحة التطرف، أن «تنظيم (الإخوان) توسع في عدد من الدول الأوروبية بهدف جمع تبرعات مالية تحت شعار (دعم الشباب)، وأن التنظيم عمل على توظيف بعض خلاياه هناك، من أجل تجنيد اللاجئين الموجودين في أوروبا».

وقالت «الإفتاء المصرية»، في تقرير لها أمس، إن «هذه التسريبات خرجت بالتزامن مع شعارات (المظلومية) التي بات التنظيم يرفعها لخدمة أغراضه السياسية، ومصالح قادته الشخصية، منكلة بالشباب الذين هم في الغالب يقعون ضحايا ممارسات التنظيم، وذلك من خلال توظيف هذا المفهوم في استقطاب البسطاء منهم، بهدف الهيمنة عليهم والدفع بهم إلى الهاوية»، مضيفة أنه «على الرغم من أن عمر التنظيم يفوق الـ80 عاماً، فإن مصادر أمواله إلى الآن غير معروفة، وهو ما يثير الجدل حول توظيف هذه الأموال، وإنفاقها في أوجه غير مشروعة»، حسب الدار، مؤكدة أن «فكر (الإخوان) التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً يمنع عن الإفصاح عن المعاملات المالية، ومصادر أموالها، بل يدعي أن الأموال توظف لأغراض خيرية ودعوية... والتسريب الأخير يكشف أن هذه الأموال توظف لأغراض أخرى، بالإضافة إلى أنها تتعرض للتبديد».

من جانبه، قال مصدر في «الإفتاء المصرية» لـ«الشرق الأوسط»، إن «التسريب الأخير كشف أن الخلافات ما زالت مستمرة بين قيادات الخارج والشباب، وأن الفترة المقبلة سوف تشهد المزيد من تلك التسريبات التي ستكشف تورط العديد من القيادات الهاربة في تركيا وقطر».

وتصاعدت الخلافات، خلال الأشهر الماضية، بين قيادات التنظيم في الخارج والشباب، عقب سلسلة ترحيلات لشباب تنظيم «الإخوان» من تركيا وماليزيا، إلى مصر، ما دفع شباب التنظيم لتدشين «هاشتاغات» على مواقع التواصل بعنوان «ضد الترحيل». وأكد عدد من الشباب الهاربين، حينها، أن «مصير جميع الشباب المقيمين في إسطنبول معلق بكلمة من قادة التنظيم، فإذا تخلوا عن أحد، فالترحيل لمصر ومواجهة العقوبات سيكونان مصيره».

وأضاف المصدر في «الإفتاء»، أن «خلافات الشباب وقيادات التنظيم تؤكد أن التنظيم يعيش أضعف فترات حياته، ولا يستطيع حماية عناصره، حتى في الدول التي يرتبط معها بعلاقات قوية، مثل تركيا».

بدورها، أوضحت «الإفتاء المصرية» أن «التسريبات كشفت عن حجم الخلافات داخل (الإخوان)، خصوصاً بين القيادات الكبيرة في التنظيم، التي تقدم نفسها على أساس أنها قدوة للشباب».