نيجيريا تسعى مبكرًا لكبح التمدد الإيراني

تعمد المجموعات الموالية لإيران على زعزعة استقرار نيجيريا، والحض على محاربة الأجهزة الرسمية للدولة، ما قد ينذر إلى ضرورة أن تستعد البلاد لما هو أسوأ.
يأتي ذلك تزامناً مع محاولات السلطات النيجيرية محاربة المنظمات الموالية لتنظيم داعش.
وبحسب ما أشار إليه تقرير موقع "راديو فرنسا الدولي"، فإن قيادات "الحركة الإسلامية" الشيعية الموالية لإيران تستعد لبحث سبل للرد على محاولات القوى الأمنية إخماد تحركاتها، لاسيما بعد الإعلان يوم الأحد الماضي عن نشاط الحركة بأنها "أعمال إرهابية وغير قانونية".
والحركة الإسلامية في نيجيريا، التي تستلهم "الثورة الإسلامية الإيرانية"، نظمت كل يوم تقريباً تظاهرات في العاصمة أبوجا، في الأشهر الماضية، للمطالبة بالإفراج عن زعيمها رجل الدين إبراهيم زكزكي، الذي اعتقل بعد دعمه لأعمال عنف خلال مراسم دينية في ديسمبر (كانون الأول) 2015.
وفي تحرك مفاجئ، صرح المتحدث باسم الحركة، إبراهيم موسى، لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه سيتم تعليق الاحتجاجات للتباحث في سبل أخرى لتحقيق المطالب، الأمر الذي رآه البعض محاولة فاشلة للالتفاف حول التصنيف الإرهابي، في سبيل الاستعداد لما هو أسوأ.
إذ أن التقرير الفرنسي كشف عن وجود تضارب كبير في الآراء بين الحركة التي لديها علاقات وطيدة مع إيران.
فقد نشرت "سهيلة"، ابنة زعيم الحركة إبراهيم زكزكي، فيديو على صفحتها الخاصة على فيس بوك تنفي تعليق الاعتصامات في الشوارع، وتؤكد استمرار التحركات حتى يتم تحرير والدها.
ويأتي تصنيف الحركة بالإرهاب، في وقت كانت الحكومة النيجيرية أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، نجاحها في هزيمة التنظيم الإرهابي الآخر، بوكو حرام، الموالي لتنظيم داعش، بعد عشرة أعوام على انطلاق تحركاته في يوليو (تموز) 2009.
وبالتالي لا تزال الأغلبية النيجيرية تتخوف من أن تتحول الحركة الإسلامية من حركة صغيرة إلى واجهة كبيرة للمطامع الإيرانية في المنطقة، عبر الادعاء بأنهم يمثلون جميع الشيعة الموجودين على الأراضي النيجيرية.
وهذا ما يطلبه مدير التدخل في مركز "الوساطة بين الأديان" في كادونا، محمد ساني عيسى، بالقول إن سكان المناطق النائية باتوا ينتظرون تحركات الحكومة لبسط الأمن في البلاد على أنه مجرد وسيلة لقمع الشيعة، وهذا أمر غير صحيح.
ويؤكد عيسى بأن على الحكومة أن تعمل على إظهار الصورة المغايرة التي تحاول الحركة تصويرها أمام الناس بكونها الممثل الوحيد لأتباع المذهب الشيعي، الأمر الذي يضمن العيش المشترك في البلاد، ويبعد الدولة عن نزاعات طائفية قد لا تحمد عقباها.
ويرى التقرير الفرنسي أن الشكوك باتت تزداد في نيجيريا، خاصة بين الأكاديميين المسلمين، الذين يرون بأن طهران تحاول استخدام أزمة الحركة الإسلامية وسيلة لتمدد جديد في المنطقة.