“الربيعة”: المملكة بلد إسلامي متأصل في الذاكرة بأعماله الخيرية الخالدة

نوّه المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بالدور الإنساني الريادي للمملكة العربية السعودية، وتقديمها مختلف أشكال العون للدول والشعوب المحتاجة في العالم بأسره.
وبين أن المملكة كانت وما تزال يد الخير التي تمتد دومًا للتخفيف من معاناة المحتاج وإغاثة الملهوف ونصرة الفقير، وهي بلد العطاء ومنبع الخير ومقصد المحتاجين.
وقال إن المملكة بلد إسلامي متأصل في الذاكرة الإنسانية بأعماله الخالدة في المجال الخيري، مشيرًا إلى تقديم المملكة ما يقرب من 92.4 مليار دولار أمريكي لدعم 84 دولة في العالم بين عامي 1996 – 2019 م.


جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم، في الجلسة الحوارية "العلم والإسلام في خدمة المجتمعات"، ضمن أعمال ندوة الحج الكبرى بدورتها الرابعة والأربعين تحت عنوان "الإسلام.. تعايش وتسامح" في مكة المكرمة، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين والأطباء البارزين في المملكة ومختلف بلدان العالم الإسلامي.
وأوضح الدكتور الربيعة أن التوجيهات الكريمة صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 مايو من عام 2015م، ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة، وَفْقًا للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة المتمثلة بالحيادية والشفافية والاحترافية والمهنية، والمبادرة والإبداع، وبناء الشراكات والدعم المجتمعي.
وعرج الدكتور الربيعة على المساعدات الإنسانية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة للدول الشقيقة والصديقة، والتي وصلت إلى 1.050 مشروعًا في 44 دولة، بقيمة 3 مليارات و542 مليونًا و62 ألف دولار أمريكي، حيث بلغت المساعدات المقدمة لليمن مليارين و261 مليونًا و41 ألف دولار أمريكي، وهي الأكبر بنسبة 63% من إجمالي المساعدات، فيما قدم لفلسطين 355 مليونًا و795 ألف دولار، وبلغت المساعدات للجمهورية السورية 277 مليونًا و187 ألف دولار، وقدم للصومال 180 مليونًا و409 آلاف دولار، وباكستان 116 مليون دولار، وإندونيسيا 71 مليونًا و254 ألف دولار، والعراق 26 مليونًا و749 ألف دولار، ولبنان 24 مليونًا و800 ألف دولار، وأفغانستان 22 مليونًا و337 ألف دولار، وميانمار 17 مليونًا و477 ألف دولار.


وأشار إلى أن المركز نفذ 225 مشروعًا مخصصًا للمرأة بقيمة 389 مليون دولار، كما خصص 224 مشروعًا للأطفال بقيمة 529 مليون دولار.
وقال: "إن المملكة العربية السعودية تستضيف على أراضيها 12 مليون مهاجر من جنسيات مختلفة، وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد المهاجرين بعد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يبلغ عدد المواطنين اليمنيين منهم 561,911 شخصًا، و262,573 سوريًا و249,669 من ميانمار.
وأكد الربيعة أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين استطاع المركز أن ينشئ أول منصة شفافة في المنطقة هي "منصة المساعدات السعودية"، لتكون مرجعًا دقيقًا وموثوقًا يقدم المعلومات ويرشد الباحثين ورجال الإعلام والصحافة عن مساهمات المملكة الخارجية، التي يجري بناؤها على ثلاث مراحل، الأولى توثيق المساعدات من عام 2007 وحتى الآن، والثانية توثيق المساعدات من عام 1996 وحتى الآن، والثالثة من عام 1975 وحتى الآن.


وتحدث المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عن البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم السيامية، والذي يعد مرجعًا عالميًا، حيث تم خلال 29 عامًا الماضية تقييم ودراسة 106 حالات توائم سيامية، من عشرين دولة تمثل ثلاث قارات، وقامت المملكة من خلال البرنامج بفصل 47 توأمًا سياميًا بنجاح، مما جعل البرنامج من إحدى المبادرات الإنسانية الطبية السعودية المتميزة على مستوى العالم.
ولفت النظر إلى حادثة اعتناق والد التوأم الكاميروني "فينبو وشيفنبو" الدين الإسلامي، اللذين أجريت لهما عملية فصل في المملكة عام 2007 م وتبعه جميع أهالي قرية التوأم، ووالدة التوأم السيامي التنزاني "أنيتسيا وميلنيس" التي أشهرت إسلامها ولقنها معاليه الشهادة عقب نجاح عملية فصل طفليها في عام 2018م، مشيرًا إلى تأكيد ذوي التوائم السيامية أن المملكة وقيادتها وشعبها تعكس الصورة الحقيقية للإسلام، والذي هو دين المحبة والمودة والإخاء، وأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعمليات فصل التوائم السيامية جاءت لتظهر هذا الواقع، وتبرز الصورة المنيرة لهذا الوطن وللدين الإسلامي والمسلمين على وجه المعمورة.