باكستان تستبعد الخيار العسكري في مواجهة الهند حول كشمير

استبعدت باكستان،اليوم، الخميس، اللجوء إلى القوة في مواجهة الهند التي ألغت الاثنين الحكم الذاتي الدستوري للقسم الذي تسيطر عليه من كشمير والذي تطالب إسلام اباد به.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي خلال مؤتمر صحفي في إسلام أباد "باكستان لا تفكر في الخيار العسكري، بل في خيارات سياسية ودبلوماسية وقانونية للتعامل مع الوضع".
وأضاف: "قررنا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للطعن في هذه الخطوة الهندية غير الصحيحة أخلاقيا".
وكانت الحكومة الهندية أعلنت الاثنين إلغاء الحكم الذاتي الدستوري لولاية جامو وكشمير لوضع المنطقة المتمردة تحت الوصاية المباشرة لنيودلهي.
كما مرّر القوميون الهندوس في البرلمان تفكيك الولاية لتصبح مكونة من اقليمين منفصلين اداريا هما "جامو وكشمير" و"لاداخ".
من ناحيته دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في الأزمة حول كشمير، مطالباً "كل الأطراف" بعدم "اتخاذ أي قرار من شأنه التأثير بوضع" هذه المنطقة المتنازع عليها.
وأعرب غوتيريش في بيان عن "قلقه" إزاء "القيود" المفروضة في الشطر الهندي من كشمير والتي "تهدّد بتفاقم الوضع في مجال حقوق الإنسان".
وكانت باكستان التي خاضت ثلاثة حروب مع الهند، اثنتان منها بسبب كشمير، وصفت الإجراء الهندي بأنه "غير قانوني". وتصاعدت الانتقادات للقرار الهندي بين المبحرين الباكستانيين على الانترنت.
غير ان عمران خاطب البرلمان متسائلاً في استنكار "ماذا تريدونني أن افعل؟ هل أهاجم الهند؟" مشيراً الى عواقب نزاع مسلح بين القوتين النوويتين الجارتين.

وأعلنت إسلام آباد مساء الأربعاء طرد السفير الهندي واستدعاء ممثلها في نيودلهي.
كما علقت إسلام آباد التجارة الثنائية، ما يشكل إجراء رمزيا إذ تبقى المبادلات محدودة بين البلدين.
وقالت الحكومة الهندية "النيّة خلف هذه الإجراءات هي بوضوح أن يقدّموا للعالم صورة مقلقة لعلاقاتنا الثنائية".
تحادثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني هاتفيا مع نظيريها الهندي والباكستاني بشأن الملف. وذكرت أجهزتها في بيان "يدعم الاتحاد الأوروبي حلا سياسيا ثنائيا بين الهند وباكستان حول كشمير الذي يبقى السبيل الوحيد لتسوية نزاع قديم يسبب زعزعة لاستقرار المنطقة وانعدام أمنها".
وتشهد كشمير الهندية الخميس اليوم الرابع من الإغلاق التام وتبقى وسائل الاتصال مقطوعة فيها منذ مساء الأحد فيما حظر على السكان التنقل والتجمع، وسط انتشار كثيف لقوات عسكرية وشبه عسكرية في الشوارع.
وأوقف أكثر من 500 شخص وأدعوا السجن في الأيام الأخيرة في كشمير الهندية كما ذكرت الصحف الهندية الخميس.
وذكرت وكالة "برس تراست أوف إنديا" وصحيفة "إنديان إكسبرس" أن بين الـ560 شخصا الذين وضعوا في مراكز اعتقال بعد توقيفهم أساتذة جامعيين ورجال أعمال وناشطين ومسؤولين سياسيين.
ورفعت دعوى أمام المحكمة العليا الهندية للمطالبة برفع القيود المفروضة في كشمير والافراج عن الموقوفين.
ونشرت الهند تعزيزات تقدر بعشرات آلاف العناصر الأمنية منذ مطلع الشهر في كشمير المقسمة بين الهند وباكستان منذ استقلالهما في عام 1947.
ومنذ 2016 تفاقم التمرد المسلح ضد نيودلهي والذي بلغ ذروته في التسعينات قبل أن يتراجع.
وغرّدت الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسف زاي "إني قلقة لأمن الأولاد والنساء في كشمير الأكثر عرضة للعنف والمعاناة في النزاع".
وأضافت الباكستانية التي نجت من هجوم لطالبان "نمثل ثقافات وديانات ولغات وتقاليد مختلفة. وأعتقد أنه في امكاننا العيش بسلام".