تركيا لم تعد بلداً آمناً للسيّاح الألمان

ذكرت صحيفة "أحوال تركية"، أمس الجمعة، أن حوادث احتجاز سائحين ألمان لفترات غير محددة في السجن بتركيا، ومنعهم من المغادرة بذرائع مختلفة من بينها الدعاية الإرهابية، أو مناصرة حزب العمال الكردستاني وزعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، تكررت في الآونة الأخيرة.

وأشارت إلى أنه في أحدث واقعة احتجزت السلطات التركية مدير مسرح ألماني-تركي خلال دخوله تركيا، بالموازاة مع احتجازها جندياً ألمانياً كان يزور تركيا بقصد السياحة، ومنعته من مغادرة البلاد من دون توجيه أيّة اتهامات مباشرة إليه، ما دعا إلى إعلان بعض الألمان، وبخاصة من ذوي الأصول الكردية والتركية، إلى القول بأن تركيا لم تعد بلداً آمناً للسياح الألمان.

وألقت السلطات التركية القبض على مدير مسرح "موت! تيآتر"، محمود كانباي، الذي قال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إنه خضع للاستجواب على مدار 8 ساعات، مضيفاً أن السلطات التركية رفضت دخوله البلاد مساء أول أمس الخميس.

وكان كانبي، المنحدر من أصول كردية، يعتزم المشاركة مع مجموعة شبابية في مهرجان مسرحي بمدينة إزمير التركية، وقال إن "السلطات التركية رفضت أن يستعين بمحامٍ، كما أجبرته على فتح هاتفه الذكي لفحص كافة رسائله الإلكترونية واتصالاته ورسائل الدردشة".

وذكر أنه سُئل عن رسم كاريكاتيري للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرسله له أحد معارفه عبر تطبيق "واتس آب"، وكان الرسم الكاريكاتيري يصور أردوغان كديكتاتور، وقال كانباي إنه سُئل أيضاً عن سبب عدم مسحه لهذه الصورة، مضيفاً أنه تم وضعه بعد ذلك على متن طائرة عائدة إلى مدينة كولونيا الألمانية.

وأما بالنسبة للجندي الألماني، التابع للجيش الألماني "بوندسفير" من ولاية هيسن الألمانية، فإنه دخل في خصومة مع العدالة التركية لأسباب غير معلومة حتى الآن، وتشير بيانات حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية إلى أن القضاء التركي فرض عليه تسجيل تواجده بصورة أسبوعية لدى الشرطة، إلا أنه لم يصدر قراراً بمنعه من السفر.

وتفيد هذه البيانات بأن الجندي يتحرك بحرية ولا وجود لأدلة على توجيه تهم سياسية له حتى الآن، وأعلنت الخارجية الألمانية أن القنصلية العامة تواصلت مع الجندي، ولكنها لم تشر إلى شيء إلا إلى حقوقه الشخصية.

وكانت صحيفة (أوبرهيسشه بريسه) قالت إن "الجندي (21 عاماً) وينتمي إلى قوة التدخل السريع بمدينة شتات ألندورف، قد توجه إلى إسطنبول بصورة شخصية"، مشيرة إلى أنه ليس من أصول تركية.

وفي وقت لاحق أمس، أفادت معلومات وكالة الأنباء الألمانية بأنّ الجندي عاد إلى ألمانيا في ساعة مبكرة من صباح أمس، وكانت إذاعة ولاية هيسن ذكرت أن الرجل دخل في نزاع مع القضاء التركي، بسبب التقاطه فيديو سيلفي خلال جولة سياحية في إسطنبول.

وكان الرجل يصور فيديو في شارع التسوق الكبير "استقلال" في إسطنبول، وطلب منه أفراد شرطة في زي مدني بمسح الفيديو، إلا أنه رفض ذلك، ما دفع أفراد الشرطة إلى اقتياده إلى مركز للشرطة.

وكانت الخارجية الألمانية أكدت، الأربعاء الماضي، على أن رجلاً ألمانياً من مدينة بريمن (43 عاماً) يعمل بالمجال الاجتماعي، منع من مغادرة تركيا منذ أكثر من 3 أسابيع، مشيرة إلى أن السلطات التركية تتهمه بأنه ظهر في تركيا كموسيقي ضمن فرقة تتهمها السلطات بالإرهاب، إلا أن صحيفة محلية أشارت إلى أنه سيسمح له بالسفر لألمانيا خلال الأسبوع المقبل.

وأفادت الأنباء بأن مواطناً ألمانياً آخر عُرف باسم عثمان ب. احتُجز في تركيا في 28 يوليو(تموز) الماضي، بسبب مشاركات له على "فيس بوك" لدعم زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، وهي جماعة تصنف من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي على أنها منظمة إرهابية.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية طالبت، في وقت سابق، الحكومة التركية بالالتزام بميثاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وقالت متحدثة باسم الوزارة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "ندين أي شكل من أشكال التعذيب وسوء المعاملة، فهي أمور خارجة عن نطاق القانون".

وطالبت المتحدثة الحكومة التركية على نحو حثيث بالالتزام بالمعايير الدولية التي ألزمت نفسها بها، والتي من بينها إلى جانب الميثاق الأممي لمناهضة التعذيب، التزامات مجلس أوروبا بالوقاية من التعذيب.