من أروقة الجامعة إلى ميدان التطوع.. قصة ملهمة لأستاذ جامعي مع الهلال الأحمر بموسم الحج

لا تخلو أعمال التطوع في موسم الحج كل عام من القصص الملهمة التي تحمل في تفاصيلها العديد من الرسائل المهمة للمجتمع، لاسيما وأن التطوع قد يرتبط في أذهان البعض بفئة معينة، كما أن أعمال التطوع في الحج من الأعمال الشاقة التي تتطلب المزيد من الجهد والصبر والتضحية.

الدكتور عبد العزيز بن فهد الفهيد، عميد السنة التحضيرية والدراسات المساندة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، يقدم نموذجا رائعا في مجال العمل التطوعي ويتقدم فرق المتطوعين في موسم الحج لهذا العام، ليبعث برسالة مفادها أن العمل التطوعي لا يقتصر على الفئة غير العاملة كما يشاع، وإنما هو رسالة إنسانية تخص جميع الفئات والأعمار.

يروي الدكتور الفهيد تجربته مع التطوع مع هيئة الهلال الأحمر في موسم الحج قائلًا: كانت لدي رغبة شديدة في تزكية وقتي وعملي من خلال القيام بعمل تطوعي لوجه الله، وقد سنحت لي الفرصة في أن ألتحق بالعمل مع فرق التطوع في أقدس بقاع الأرض وخدمة ضيوف الرحمن، وكان من الضروري توثيق هذه التجربة ليستفيد الآخرون".

ويقول الدكتور الفهيد: أعجبني وجود نظام إلكتروني متطور للمتطوعين لدى هيئة الهلال الأحمر السعودي من جميع الفئات وفق آلية واضحة تنظم العمل التطوعي بطريقة احترافية، بدءًا من استقطاب المتطوع مرورًا بتجربة التطوع وحتى وداع المتطوع وإنهاء المهمة التي استقطب من أجلها.

ويصف الفهيد أجواء العمل مع الفرق التطوعية للهلال الأحمر قائلًا: لقد كانت أجواء العمل مليئة بالنشاط والألفة والترابط والتعاون بين المتطوعين، رأيتهم بعيني وهم يقفون متفائلين مبتسمين رغم بعض التحديات والعقبات، يبادرون بالعمل وتقديم المساعدة وكأنهم يعملون مع بعض منذ فترة طويلة، وهو ما يعكس الأثر الإيجابي للعمل التطوعي على الجميع".

ويضيف الفهيد: وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من 500 متطوع في العاصمة المقدسة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، وشاهدت عن قرب التناغم الكبير بين أعضاد الهلال الأحمر والمتطوعين، أثناء إسعاف المصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، وكان العنوان دائما هو المسارعة والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن.

ويذكر الفهيد في حديثه قائلا: أشعر بالمتعة والانسجام بتجربة التطوع الأولى لي في هيئة الهلال الأحمر، واستطعت الاحتكاك بكثير ممن لديهم خبرة واسعة في خدمة ضيوف الرحمن، وعرفت عن قرب كيف يبذل المسؤولين والعاملين والمتطوعين جهداً خارقاً لمساعدة الحجاج والمعتمرين وتذليل الصعوبات التي تواجههم، فهناك متابعة مستمرة ومتواصلة من أعلى المستويات.

ويختتم الفهيد: أوجه رسالتي لجميع أفراد المجتمع بأهمية توفير بعض الوقت للمشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية في المملكة، لما لها من أثر فعال على الفرد والمجتمع على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وهو سلوك حضاري يعكس ترابط المجتمع وثقافته ووعيه، إضافة إلى ذلك فإن روية المملكة عززت العمل التطوعي من خلال سعيها إلى الوصول لمليون متطوع بحلول عام ٢٠٣٠.